رؤية أمريكية: التنافس مع الصين في الشرق الأوسط مهم لرفاهية الولايات المتحدة

الاثنين 17 أبريل 2023 08:14 ص

دعت آشا كاسلبيري هيرنانديز، المستشارة الأولى السابقة في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى طمأنة الحلفاء والشركاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن واشنطن لن تتخلى عنهم، مشددة على أن التفوق في المنافسة الاستراتيجية على الصين في تلك المنطقة يمس رفاهية كل أمريكي.

آشا تابعت، في مقال نشره موقع "ساينس دايركت" (ScienceDirect) للأبحاث وترجمه "الخليج الجديد"، أنه في ظل تعديل واشنطن لأولوياتها فإن "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برزت كواحدة من المجالات الأساسية التي تحدث فيها المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين".

وأضافت أنه "عندما انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة (لمواجهة الصين في آسيا)، حاولت الصين سد الفجوة، وتعمل بشكل أساسي على زيادة تواجدها عبر العلاقات الاقتصادية المتنامية مع المنطقة".

ولفتت إلى أن "المنطقة لا تزال واحدة من أفضل الوجهات للاستثمار الأجنبي بالنسبة للصين ومن بين المناطق القليلة التي يستمر فيها الاستثمار في النمو، مع تراجع الصين مرة أخرى في مناطق أخرى أقل ربحية".

واعتبرت أنه "ليس من المستغرب أن تهيمن الطاقة على العلاقات الصين الاقتصادية مع الشرق الأوسط، حيث تستورد نحو ثلاثة أرباع نفطها الخام من 6 دول في الخليج هي: السعودية والعراق وسلطنة عمان والكويت والإمارات وإيران".

وزادت بأنه "بعيدا عن الطاقة، تتوق دول الشرق الأوسط إلى رأس المال والاستثمار لبناء البنية التحتية، وتبشر المشاركة في مبادرة الحزام والطريق (الاقتصادية) الصينية بإمكانية خلق المزيد من فرص العمل وزيادة النمو الاقتصادي والفرص لتلك البلدان".

واستدركت: "لكن الولايات المتحدة تريد من شركائها أن يكونوا على دراية بمخاطر التعامل مع الصين وشركاتها، فالاستثمار في أي بلد يجب أن يحدث ضمن هياكل تنظيمية قوية ويجب ألا يقوض الأمن القومي للبلد المضيف".

واستطردت: "كما أن الكثير مما تقدمه بكين يعتمد على معايير المعاملات قصيرة الأجل. وتدرك دول المنطقة أنه لتحقيق تنمية مستدامة طويلة الأجل، فإن الولايات المتحدة فقط هي التي تمتلك الموارد اللازمة".

وتابعت: "نسمع الكثير عن إقراض الصين منخفض التكلفة والتزامها بمشاريع البنية التحتية السريعة، ومع ذلك، وكما اكتشف بعض شركائنا الأفارقة، فإن المشاريع المدعومة من الصين تعطي الأولوية للنمو السريع على الحماية طويلة الأجل للتنوع البيولوجي والبنية التحتية للمياه في بلد ما".

وشددت على أن "وسائل الحماية هذه ضرورية لمستقبل بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط على المدى الطويل. فيما تعمل الولايات المتحدة على زيادة بعض هذه المشاريع عبر مشاركة التكنولوجيا والخبرات المصممة لتعزيز الاستدامة البيئية".

قدرات أمريكية

كما أن الولايات المتحدة، بحسب آشا، "لديها سجل حافل لتطوير بنى تحتية أمنية إقليمية وشراكات اقتصادية مستدامة".

وأضافت: "بالتالي، فإننا معنيون بأمور مثل برنامج إيران النووي ونحاول إيجاد حلول للنزاعات والصراعات التي طال أمدها في جميع أنحاء المنطقة (..) وسعت الولايات المتحدة إلى إرساء أسس متينة للأمن والازدهار في المنطقة".

 وأردفت: "بناءً على اتفاقيات إبراهيم (للتطبيع بين إسرائيل ودول عربية) تتخذ الولايات المتحدة الآن خطوات إضافية لتشجيع شراكة أمنية واقتصادية وتكنولوجية جديدة تمتد من الهند إلى الخليج إلى إسرائيل، مع مزيد من الامتدادات إلى شرق وشمال إفريقيا".

واستطردت: "ستربط هذه المبادرة المحيط الهندي بحوض البحر الأبيض المتوسط وبالمجتمع الأطلسي الأكبر، كما يساعد حلفاؤنا وشركاؤنا في الشرق الأوسط على التواصل والربط بين علاقات الولايات المتحدة مع المناطق الأوروبية الأطلسية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهذه الشراكات تمتد إلى ما هو أبعد من العلاقات العسكرية".

ورأت أنه "يمكن للولايات المتحدة أن تقود تحالفا عالميا من الشركاء الذين يعملون من أجل الحلول التكنولوجية للمشاكل العابرة للحدود التي نواجهها جميعا، ولكن على وجه الخصوص دول الشرق الأوسط، والتي تنطوي على تحديات للصحة والبيئة".

200 مليار دولار

و"الانخراط في هذه المنافسة الاستراتيجية (مع الصين) في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لن يؤدي إلى تحسين جهود الولايات المتحدة لإصلاح وتعزيز النظام الليبرالي الدولي فحسب، بل سيخلق أيضا فرصا جديدة للأمريكيين"، بحسب آشا.

وتابعت أن "الممثلة التجارية الأمريكية السفيرة كاثرين تاي تسعى إلى البناء على العلاقات التجارية القائمة لتوسيع آفاق النمو الاقتصادي عبر تعزيز العلاقات مع هذا الجزء من العالم".

وأضافت أن "منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعةً تمثل رابع أكبر سوق تصدير للشركات الأمريكية، مع تجارة بنحو 200 مليار دولار سنويا".

وأردفت أنه "يمكن لشركائنا في هذه المنطقة المساهمة في الجيل القادم من جهود البحث والتطوير التي ستساعد في إطلاق فوائد الثورة الصناعية الرابعة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة والطاقة الخضراء. وبالتالي، فإن السيادة في المنافسة الاستراتيجية في الشرق الأوسط أمر يمس رفاهية كل أمريكي".

المصدر | آشا كاسلبيري هيرنانديز | ساينس دايركت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط شمال أفريقيا الصين الولايات المتحدة تنافس الشرق الأوسط شمال أفريقيا الصين الولايات المتحدة تنافس

كيف وضعت الصين الشرق الأوسط جبهة في الحرب الباردة الجديدة مع أمريكا؟

نيوزويك: نهاية الهيمنة الأمريكية تبدأ من الشرق الأوسط