أفادت مصادر استخباراتية بأن القرصان الإلكتروني الروسي، سيرجي زيلينيوك، مهتم بالعمل في الشرق الأوسط، وينقب عن شركاء في أبوظبي ودبي.

وذكرت المصادر أن مكتشف ثغرات "يوم الصفر" البرمجية مقابل المال، يرأس شركة تقدم مكافآت أعلى من تلك التي تقدمها رائدة السوق العالمية، شركة "زيروديوم" الأمريكية، مشيرة إلى أن بحثه عن شركاء في أبوظبي ودبي مستمر منذ عدة أسابيع، حسبما أورده موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، المعني بالشأن الاستخباراتي.

وثغرات "يوم الصفر" هي تلك الثغرات البرمجية التي يكتشفها القراصنة قبل مطوري البرامج نفسهم، ويعملون على استغلالها، وأحيانها "بيعها" إلى جهات تستغلها، قبل علم مطوري البرامج بها، وسميت بهذا الاسم لأن عدد الأيام أمام الجهة المطورة لبرمجية معينة لتقوم بإصلاح الثغرة الأمنية هو في الحقيقة صفر.

وبحسب المصادر، فإن تحول زيلينيوك للعمل في الإمارات يشير إلى أن السوق الروسية ليست مربحة كما كانت تأمل شركته.

السوق مشبعة

ورغم أن الإمارات ترحب بالباحثين الروس، فإن الدولة الخليجية استقطبت بالفعل العديد من شركات الثغرات البرمجية مثل "كروديفينس"، التي تتخذ من دبي مقراً لها، والتي أسسها رائد الأعمال الإيطالي في مجال الأمن السيبراني، أندريا زابارولي مانزوني، بمساعدة السلطات الإماراتية.

كما تضمنت قائمة شركات الثغرات البرمجية في الإمارات "فولنس سكيوريتي"، التي تم إنشاء موقعها الإلكتروني وحسابها على تويتر في يوليو/تموز 2022، وتقدم مكافآت تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل بيع ثغرات أمنية في تنفيذ التعليمات البرمجية عن بُعد.

وبالمقارنة، فإن أكبر مكافأة تقدمها شركة "زيروديوم"، برئاسة الفرنسي، شوقي بكرار، هي 2.5 مليون دولار "فقط".

ولذا أصبحت أبوظبي واحدة من الملاذات الاستخباراتية التقنية القليلة، التي لا تزال مفتوحة لمقدمي الخدمات الروس.

واجتذبت "بيكون ريد"، وهي شركة متخصصة في الهجمات السيبرانية، تابعة لمجموعة "إيدج" الإماراتية، مجموعة كبيرة من المواهب الإلكترونية الروسية على مدار الأشهر القليلة الماضية، وجميعهم موجودون في مبنى منفصل عن باقي موظفي "بيكون ريد".

وكانت مصادر "إنتليجنس أونلاين" قد كشفت، في وقت سابق، أن الإمارات تعزز قدراتها السيبرانية عبر توظيف "قراصنة روس"، مشيرا إلى أن ذلك أصاب الموظفين الغربيين في عديد الشركات بالقلق ودفع بعضهم إلى اختيار ترك الإمارات.

لكن يبدو أن السوق الإماراتية أصبحت مشبعة الآن، ولذا يحتاج زيلينيوك وقتا أطول للتنقيب عن فرصة شراكة بالبلد الخليجي، بحسب المصادر.