ضخامة سفارة أمريكا الجديدة ببيروت.. ماذا تعني سياسيا وأمنيا؟

الجمعة 19 مايو 2023 11:22 ص

سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على ضخامة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة في بيروت، التي كشفتها الصور التي نشرتها السفارة نفسها خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن حجم السفارة الكبير يؤشر إلى بعدين، أحدهما سياسي والآخر أمني.

وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن السفارة الجديدة على مساحة أكثر من 43 فدانا، وستكون ثاني أكبر موقع دبلوماسي في العالم، ولا يتفوق عليها سوى السفارة الأمريكية في بغداد، من المقرر أن تبلغ تكلفة إنشائها نحو مليار دولار.

وأضافت أن كلفة إنشاء السفارة الجديدة تضاهي نظيرتها في لندن، وهي أغلى كلفة لسفارة قامت الولايات المتحدة ببنائها على الإطلاق.

وتشير ضخامة حجم المشروع إلى أن الولايات المتحدة "ليس لديها خطة للتخلي عن دورها بالشرق الأوسط"، لكنه يسلط الضوء أيضًا على "الصعوبات الأمنية التي تواجهها"، بحسب التقرير.

فالسفارة الجديدة، في ضاحية عوكر، البعيدة عن وسط بيروت، ستكون محاطة بجدران خرسانية شاهقة وأسوار من الأسلاك الشائكة، ما دفع عديد المغردين عبر تويتر للتساؤل: "هل هذه سفارة أم قاعدة عسكرية؟".

وهنا تشير "الإيكونوميست" إلى أن "الواضح هو أن الأمن هو العامل المهيمن" في مشروع السفارة الجديدة، كما هو الحال الآن في سفارات الولايات المتحدة بجميع أنحاء العالم.

فحتى في لندن، التي تعتبر أقل خطورة بكثير من عواصم مثل بغداد أو بيروت، هناك خندق مائي يمتد حول السفارة الأمريكية، كما أحيطت السفارة الأمريكية في القاهرة، المكونة من 10 طوابق، والتي بنيت عام 1980، بطوق من الدروع الخرسانية المضادة للانفجار.

وتلفت المجلة البريطانية إلى أن التركيز الأمريكي على الأمن عندما يتعلق الأمر ببناء سفارات له جذوره في لبنان، ففي أبريل/نيسان 1983، قامت منظمة الجهاد الإسلامي، التي تعد "من أسلاف حزب الله"، بتفجير السفارة الأمريكية ببيروت، ما أسفر عن مقتل 63 شخصًا وتدمير جزء كبير من المبنى.

وفي العام التالي فجر حزب الله سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل 23 شخصا في ملحق بالسفارة، ما دفع الولايات المتحدة إلى التركيز على الأمن بشكل كبير عند تصميم وبناء سفاراتها.

وقنن الأميرال المتقاعد حديثا، بوبي راي إنمان، هذا المبدأ في بناء السفارات الأمريكية عام 1985 في تقرير قدمه لوزارة الخارجية، تضمن سلسلة من الإرشادات للمباني الدبلوماسية الأمريكية وللعاملين فيها.

وأورد التقرير أن مرافق السفارات "يجب أن تقع داخل محيط واحد جيد الدفاع بعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان".

وفي هذا الإطار، يشير إليوت أبرامز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، إلى أن تهديد الإرهاب يمثل مشكلة حقيقية للسفارات الأمريكية، "لكن العزلة والمظهر الشبيه بالحصن للسفارات الأمريكية يعطي انطباعًا سيئًا".

ولا يتوقع سكان بيروت المحليون الاستفادة من الصرح الجديد، "فالعاملون في السفارة لا يشترون أشياء من هنا"، حسبما نقلت المجلة البريطانية عن تاجر يقع متجره بالقرب من موقع السفارة الجديدة، مضيفا: "إنهم يجلبون كل شيء معهم، يطيرون به في طائرة هليكوبتر".

وتشير "الإيكونوميست" إلى أن الشكوك حول أمريكا عميقة بالفعل في الشرق الأوسط، لذا فإن عزل دبلوماسييها عن السكان المحليين هو الأسلم، ولذا يُمنع موظفو السفارة الأمريكية في لبنان من استخدام وسائل النقل العام أو العيش خارج المساكن الرسمية.

ويرى أبرامز أن هذا الوضع يمثل خسارة حقيقية إذا لم يتمكن الدبلوماسيون الأمريكيون من السفر بحرية داخل البلاد أو الاختلاط بالسكان المحليين.

ويخلص تقرير المجلة البريطانية إلى أن حجم السفارة الأمريكية الجديدة في لبنان "يؤشر إلى التزام جدير بمواصلة العمل في الشرق الأوسط، لكن الدبلوماسيين الذين يعملون هناك سيحتاجون إلى إيجاد طريقة للتغلب على جدرانها".

المصدر | إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السفارة الأمريكية بيروت حزب الله بغداد القاهرة لندن

موقع استخباراتي: واشنطن تعمل على إنشاء قاعدة إقليمية لـ CIA في لبنان

هجوم بالرصاص على مقر السفارة الأمريكية في لبنان