فايننشال تايمز: المعارضة التركية اليائسة تلعب بورقة القومية المتشددة كأمل أخير قبل الإعادة

الأحد 21 مايو 2023 08:24 ص

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن المعارضة التركية "اليائسة" بدأت تلعب بورقة القومية في البلاد بشكل فج، بعد النتائج المخيبة التي حققتها في المرحلة الأولى من الانتخابات في البلاد، وبعد أن كان مرشحها كمال كليتشدار أوغلو يتحدث، قبل المرحلة الأولى، عن فتح "أبواب الجنان"، بات يطالب بإغلاق "أبواب الجحيم"، قبيل جولة الإعادة.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن كليتشدار أوغلو بعد أن كان يتحدث بثقة عن فوزه بالجولة الأولى على أردوغان، ظهر بعيد فرز الأصوات يوم الإثنين الماضي بمزاج سيئ وهو يصرخ ويضرب بقبضته على الطاولة، ليثبت أنه فقط لا يزال موجودا.

واعتبر التقرير، الذي كتبه آدم شمشون وآيلا جان ياكلي، أن ذلك كان بداية تحول مثير للدهشة في صفوف المعارضة التركية ومرشحها، الذي تحولت حملته من حديث الربيع وصور أشجار الكرز والرموز التعبيرية على شكل قلب إلى خطابات عدائية تعد بطرد ملايين المهاجرين.

من الجنة إلى الجحيم

وتنقل الصحيفة البريطانية عن كمال جان، الصحفي الذي غطى أحداث اليمين في تركيا لأكثر من 3 عقود، أن كليتشدار أوغلو، الذي وعد خلال حملته قبل الجولة الأولى بفتح أبواب السماء والجنة أمام الأتراك، يطالب الآن قبيل جولة  الإعادة بإغلاق أبواب الجحيم.

وأردف أن التجرية تقول إنه  "عندما يفشل السياسيون في تركيا أو يحتاجون إلى نتائج سريعة، فإنهم يلعبون بورقة القومية".

ويعتبر التقرير أن مناورة كمال كليتشدار أوغلو الأخيرة تهدف إلى تغيير مسار الحملة قبل الجولة الثانية من التصويت في 28 مايو/أيار الجاري، ويتمثل التحدي الذي يواجهه في سد فجوة تبدو لا يمكن التغلب عليها مع أردوغان، وهو (كليتشدار أوغلو) يريد تأمين أصوات سنان أوغان القومي الذي حصد 5% من الأصوات في مفاجأة مهمة، لصالحه.

وتقول الصحيفة إن المعارضة التركية تخلت عن نمط حملاتها الذي كان يركز على القضايا التي تهم الأتراك، لا سيما الاقتصادية، إلى التركيز على الهجوم على الرئيس رجب طيب أردوغان واتهامه بالتحالف مع الإرهابيين، وهو الاتهام الذي طالما ساقه أردوغان ضد المعارضة.

وتنقل الصحيفة عن أحد الأعضاء البرلمانيين السابقين عن حزب "الشعب الجمهوري" الذي يتزعمه كليتشدار أوغلو، قوله إن تغيير التكتيك الخاص به سيكون له الكثير من الآثار الضارة، مضيفا أنه بحاجة إلى الظهور بشكل الشخص الهادئ القادر على الوقوف سريعا كقائد، وسيصوت له كثيرون من الأكراد والفئات التي تشعر بالاضطهاد نتيجة هذه السردية.

ويشير التقرير إلى الغضب بين صفوف المعارضة وتحالف الطاولة السداسية الذي خاض الانتخابات الأخيرة نتيجة ضعف المردود، سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية التي أخرجت نتائج أقل من التوقعات السابقة، لا سيما حزب "الجيد"، ثاني أكبر تكتل في المعارضة، والذي حقق 9.7% فقط من الأصوات، بينما حقق حزب "الحركة القومية" المتحالف مع أردوغان نتائج أفضل مما كان متوقعا.

إرباك القاعدة الانتخابية

وينقل التقرير عن إيمري بيكر، المحلل في مجموعة أوراسيا الاستشارية، قوله إن كليتشدار أوغلو بتحوله إلى نبرة أكثر تشددا وعدوانية يمنح المزيد من الراحة لخصمه أردوغان.

كما يرى المحلل السياسي التركي ألب كوكر أن كليتشدار أوغلو كان دائما يتخذ الموقف نفسه من اللاجئين، لكن ما تغيّر حاليا هي اللهجة التي أصبحت "أكثر حدة وعدائية"، وهو موقف يمكن أن يروق لقطاعات كبيرة من قاعدة حزب "الشعب الجمهوري"، حتى لو كان يمكن أن يزعج بعض المؤيدين الليبراليين في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة، كما أنه يقلق الناخبين الأكراد، بسبب ازدياد النبرة القومية، وهؤلاء قد صوتوا بأغلبية ساحقة لكليتشدار أوغلو بالجولة الأولى.

وتخلص "فايننشال تايمز" إلى أن الطاقة التي حفزت تحالفًا واسعًا من الناخبين لدعم كليتشدار أوغلو قد تلاشت إلى حد كبير، حيث تجنب قادة الأحزاب الخمسة الأخرى في التحالف الصحافة والجمهور لأنه "لا أحد يريد أن يتحمل اللوم عن هذه الهزيمة".

المصدر | آدم شمشون وآيلا جان ياكلي | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المعارضة التركية الانتخابات التركية كمال كليتشدار أوغلو رجب طيب أردوغان القومية التركية اللاجئون السوريون

تقارير: جهات خارجية قد تتخذ إجراءات اقتصادية لرفع فرص كليتشدار أوغلو بالفوز

بعد الانتخابات.. تركيا تستعد لأكثر برلماناتها قومية ومحافظة رغم تنوعه الكبير

التايمز: كليتشدار أوغلو يغير خطابه اللطيف لمغازلة اليمين المتطرف

ديفيد هيرست: لماذا أخطأ الغرب في فهم انتخابات تركيا؟.. وهذه نصيحتي لأردوغان