التزم رئيسان عربيان الصمت إزاء التهاني التي تواصلت من زعماء عرب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد فوزه بعهدة رئاسية جديدة.
وبعد إعلان الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، فوز أردوغان بجولة الإعادة التي جرت في البلاد بينه وبين مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، تلقى الرئيس التركي المعاد انتخابه، برقيات ومكالمات للتهاني من زعماء عرب، كان أولهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذي بادر بالاتصال فور ظهور النتائج النهائية غير الرسمية.
لكن كل من رئيس النظام السوري بشار الأسد، والرئيس التونسي قيس سعيد تجاهلا التواصل مع أردوغان لتهنئته؛ ما يعكس استمرار التوترات.
فالعلاقات التركية السورية يبدو أنها فقدت زخما كان قد بدأ قبل الانتخابات بوساطة روسية، بعد إعلان أردوغان، قبل أيام، رفضه سحب القوات التركية المتواجدة شمالي سوريا، قائلا إن سحبها في هذا الوقت ودون التوصل إلى حل سياسي، يعرض الأمن القومي التركي لمخاطر جسيمة.
وكان الأسد يشترط انسحاب القوات التركية من شمالي سوريا، قبل الشروع في لقاء أردوغان وبدء عملية تطبيعية بين دمشق وأنقرة.
والإثنين، استبعد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، عقد اجتماع بين أردوغان والأسد على المدى القصير.
وأشار إلى أن عقد مثل هذا اللقاء يعتمد على الخطوات التي ستتخذها سوريا مستقبلاً، دون مزيد من التوضيح.
أما في تونس، فقد مثل الانقلاب الذي قاده قيس سعيد ضد البرلمان المنتخب والحملة التي شنها على خصومه، لا سيما حركة "النهضة"، مدخلا لتوتر العلاقات مع أنقرة.
وكان آخر اتصال بين قيس سعيد وأردوغان في 25 مايو/أيار 2020، حينما تلقى الأول مكالمة من الرئيس التركي هنأه الأخير خلالها بعيد الفطر.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، قال أردوغان إنه سيتواصل مع السلطات التونسية لنقل مخاوفه بعد اعتقال زعيم حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، الذي يقبع في السجن حاليا.
ووصف أردوغان الغنوشي بـ"أخي"، وذلك خلال مقابلة أجراها مع قناة "روسيا اليوم"، آنذاك.
وكان أردوغان قد انتقد سعيد بعد قراره بحل البرلمان التونسي المنتخب، فيما رد الأخير، خلال إحيائه الذكرى الثانية والعشرين لوفاة الحبيب بورقيبة، مؤسس الجمهورية التونسية، بأن بلاده "ليست إيالة ولا تنتظر فرمانا"، في إشارة إلى خضوع البلاد لحكم الخلافة العثمانية، قبل قرون.
