تبون في موسكو.. توثيق شراكة استراتيجية بين الجزائر وروسيا

الأربعاء 14 يونيو 2023 03:49 م

تبون في موسكو.. توثيق شراكة استراتيجية بين الجزائر وروسيا

"الجزائر بالتأكيد وفقا لمميزاتها وخصائصها كافة تحتل الصدارة في ‏قائمة المتقدمين لعضوية بريكس".

بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال تبون إن الجزائر لا تدين العملية ولا تؤيدها وإن موقفها هو "عدم التحيز لأي طرف".

خلال أزمة جائحة كورونا وقفت روسيا بشكل مميز بجانب الجزائر ‏في إطار الدبلوماسية الصحية ودعمت البلاد بلقاحات "سبوتنيك" وغيرها.‏

الجزائر ثالث مستورد عالمي للسلاح الروسي، بعد الهند والصين، فيما ‏تعتبر روسيا أول ممول للجيش الجزائري بالأسلحة والأنظمة الحربية بنسبة تفوق ‏‏50 بالمئة.‏

خلال أزمة أوكرانيا لم تدعم الجزائر الإجراءات الغربية الهادفة لفرض عقوبات على ‏روسيا وبقيت تحافظ على علاقاتها الاستراتيجية معها ونسقتا في كثير من ‏المحاور.‏

زيارة تبون إلى موسكو، تأتي ضمن رؤيته من حيث تفعيل الدبلوماسية ‏الاقتصادية الهجومية للبحث عن أسواق وشراكات جديدة ومنها الانضمام لمجموعة "بريكس".

* * *

في ‏محطة يعول عليها لتعزيز علاقات استراتيجية قديمة بين البلدين، بدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة دولة إلى روسيا هي الأولى له منذ توليه الحكم نهاية 2019.‏

وحسب الرئاسة الجزائرية، فإن الزيارة التي بدأت الثلاثاء تستمر 3 أيام، وجاءت بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين.

وأوضحت أن تبون سيشارك خلال هذه الزيارة في أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، المقرر عقده بين 14 و17 يونيو الجاري.

وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت نهاية يناير الماضي، أن تبون اتفق مع نظيره الروسي على زيارة دولة ‏سيجريها إلى موسكو في مايو 2023، لكنها لم تتم في موعدها ‏لأسباب لم تعلن عنها سلطات البلدين.‏

شكوك حول زيارة باريس

وتتزامن زيارة تبون إلى موسكو مع شكوك تحيط بأخرى مبرمجة خلال الشهر الجاري إلى فرنسا، ‏والتي تأجلت أيضا بعد أن ‏كانت مقررة في مايو الماضي.‏

واصطدمت التحضيرات لزيارة تبون إلى باريس بعقبة جديدة عقب تصويت نواب حزب الرئيس الفرنسي بالبرلمان الأوروبي يوم 11 مايو الماضي، على لائحة تنتقد وضع حقوق الإنسان في البلد العربي، مخلفة غضبا في الجزائر، فيما بدأت وسائل إعلام فرنسية الحديث عن تأجيل آخر لزيارة تبون.

وسبق للرئيس الجزائري أن أكد في لقاء مع وسائل إعلام محلية أنه ‏سيزور موسكو، وأن لبلاده علاقات جيدة مع جميع الدول، بما فيها الولايات ‏المتحدة والصين.‏

وبشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال تبون إن الجزائر لا تدين العملية ولا تؤيدها وإن موقفها هو "عدم التحيز لأي طرف".

بريكس والسلاح وأوبك+

وقبل أشهر صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقناة "روسيا اليوم" ‏المحلية، بأن "الرئيس تبون يفهم جوهر وتاريخ ومستقبل الشراكة الاستراتيجية ‏الروسية الجزائرية".

وأضاف لافروف أن البلدين لديهما "حوار نشط في جميع المجالات ونحن ‏شركاء مع الجزائر وليس فقط في إطار تحالف (أوبك +)".

ويعتبر البلدان من أعضاء تحالف أوبك+ الذي انطلقت لبنته الأولى في اجتماع سبتمبر 2016 في الجزائر العاصمة، وضم حينها أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجين من خارجها على رأسهم موسكو.

وتشير بيانات جزائرية رسمية إلى أن البلاد تعتبر ثاني شريك تجاري لروسيا ‏في القارة الإفريقية، بحجم مبادلات قارب 3 مليارات دولار في 2021.‏

وبحسب تقرير معهد ستوكهولم للأبحاث حول السلام “SIPRI”، الصادر في مارس 2023، تعد الجزائر ثالث مستورد عالمي للسلاح الروسي، بعد الهند والصين، فيما ‏تعتبر موسكو أول ممول للجيش الجزائري بالأسلحة والأنظمة الحربية بنسبة تفوق ‏‏50 في المئة.‏

كما تحدث لافروف عن قضية انضمام الجزائر إلى مجموعة "بريكس"، مبينا أن هناك عدة دول تقدمت بالطلب نفسه.‏

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن "الجزائر بالتأكيد وفقا لمميزاتها وخصائصها كافة تحتل الصدارة في ‏قائمة المتقدمين".

ومنتدى "بريكس" منظمة دولية مستقلة يقول أعضاؤها إنهم يشجعون التعاون ‏السياسي والاقتصادي والثقافي فيما بينهم.‏

وتشكلت النواة الأولى لما باتت الآن تُعرف بدول “بريكس” عام 2001 من طرف ‏البرازيل وروسيا والهند والصين، وكانت تُسمى حينها دول “بريك”، ثم انضمت ‏إليها جنوب إفريقيا التي تحتضن مؤتمرها القادم في أغسطس/ آب 2023.‏

ضغوط أمريكية على الجزائر

ولمح لافروف في تصريحاته إلى وجود ضغوط أمريكية على الجزائر بسبب ‏علاقاتها المتميزة مع روسيا.‏

وقال: "سمعت أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، قد وجهوا رسالة خاصة إلى ‏وزير الخارجية أنتوني بلينكن يعربون فيها عن انزعاجهم بشأن عدم ‏انضمام الجزائر إلى العقوبات ضد روسيا".

وأضاف: "الجزائريون ليسوا ذلك الشعب الذي يمكن أن يملي عليه أحد ما يفعله بهذا ‏الشكل، ولا يمكن الانتظار من الجزائريين أن يمتثلوا وينفذوا بإشارة يد من وراء ‏المحيط توجيهات تتناقض بشكل مباشر مع مصالحهم الوطنية".‏

5 عوامل وراء الزيارة

في هذا الشأن، يرى المحلل السياسي الجزائري قوي بوحنية، أن زيارة تبون إلى ‏روسيا أملتها 5 عوامل رئيسية.‏

وأوضح بوحنية في حديث للأناضول، أن "العامل الأول هو أن الجزائر ‏لها علاقات تاريخية واستراتيجية مع روسيا سواء في مجال اقتناء السلاح أو ‏التعاون الطاقوي".‏

أما العامل الثاني حسب بروفيسور العلوم السياسية في جامعة ورقلة (جنوب) ‏الحكومية، فيتعلق بأزمة جائحة كورونا حين وقفت روسيا بشكل مميز إلى جانب الجزائر ‏في إطار ما يسمى الدبلوماسية الصحية ودعمت البلاد بلقاحات "سبوتنيك" وغيرها.‏

وبخصوص العامل الثالث، أشار المتحدث إلى أنه ظهر خلال القمة العربية الأخيرة ‏في الجزائر (مطلع نوفمبر الماضي)، حين تلقى الرئيس ‏تبون أول تهنئة بنجاح القمة من نظيره ‏الروسي.

فيما يتعلق بالعامل الرابع يشرح المحلل السياسي بوحنية، أن الجزائر وخلال الأزمة الأوكرانية، لم تدعم الإجراءات الدولية الهادفة لفرض عقوبات على ‏روسيا، وبقيت تحافظ على علاقاتها الاستراتيجية معها ونسقتا في كثير من ‏المحاور.‏

وبشأن العامل الخامس والأخير، أوضح بوحنية أن الزيارة المرتقبة ‏للرئيس تبون إلى موسكو، تأتي أيضا ضمن رؤيته من حيث تفعيل الدبلوماسية ‏الاقتصادية الهجومية للبحث عن أسواق وشراكات جديدة ومنها الانضمام إلى ‏مجموعة "بريكس".

وأشار في هذا الصدد، إلى أن "آخر تصريح لوزير خارجية روسيا أكد فيه أن الجزائر تعتبر من أقوى الدول التي لها ملف مهم جدا يجعلها ‏تنضم إلى مجموعة بريكس بكل أريحية".‏

المصدر | (الأناضول)

  كلمات مفتاحية

الجزائر روسيا بريكس أوبك+ عبد المجيد تبون فلاديمير بوتين الشراكة الاستراتيجية السلاح الروسي ضغوط أمريكية الدبلوماسية الصحية

بوتين يلتقي تبون ويوقعان إعلان الشراكة الاستراتيجية (فيديو)

الجزائر تعلن قبول روسيا لوساطتها في الصراع مع أوكرانيا

هل تؤثر زيارة تبون إلى روسيا على علاقات الجزائر مع الغرب؟

تبون ردا على ضغوط لعدم استيراد السلاح من روسيا: الجزائريون ولدوا أحرارا وسيبقون كذلك

روسيا تعلن عن تعاون مشترك مع الجزائر في مجال الطاقة