فورين بوليسي: خطط الصين وروسيا لتوسيع بريكس تهدد بتفككه.. وهذا سبب قلق الهند والبرازيل

السبت 24 يونيو 2023 07:49 ص

جاء تكتل "بريكس"، والمكون حاليا من دول الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ليبقى جامعا لقوى عالمية ضخمة اقتصاديا وسياسيا، وليكون كتلة تأثير في مواجهة نظام القطب الأوحد الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن المساعي الأخيرة لضم دولا جديدة للتكتل، يهدد بتحويله إلى تكتل تهيمن عليه الصين، والتي تريد تحويل "بريكس" إلى "تحالف تحت قيادتها لمواجهة الولايات المتحدة والغرب"، وهو ما سيتم النظر إليه بتحفظ من أعضاء، مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، التي تتمتع بعلاقات متميزة مع الغرب.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي"، وترجمه "الخليج الجديد"، والذي استعرض قوة تكتل "بريكس" وثباته في مواجهة المشككين، وتماسكه الذي كان لافتا للنظر، رغم التباينات بين أعضائه، فروسيا والبرازيل من مصدري السلع الأساسية بينما تعد الصين من مستورديها، وكذلك تمتلك البرازيل والهند وجنوب أفريقيا أنظمة ديمقراطية ونابضة بالحياة، بينما تعد روسيا والصين نظامان استبداديان.

أيضا البرازيل وجنوب إفريقيا قوتان غير نوويتين، على عكس الصين والهند وروسيا، التي تتباهى بترساناتها النووية.

وقد يكون التباين الأخطر بين أعضاء "بريكس" هو النزاع الحدودي المستمر، والذي خلق حالة عداء بين الصين والهند.

"بريكس" وجدت لتبقى.. ولكن

ورغم ذلك، لم يسمح قادة "بريكس" بتفكك التكتل، وبدلا من ذلك، تم تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية ، وأصبحت عضوية البريكس عنصرًا مركزيًا في هوية السياسة الخارجية لكل عضو، حيث ساعدت "بريكس" في حماية الرئيس الروسي من العزلة الدبلوماسية عندما ضم شبه جزيرة القرم في 2014، وغزا أوكرانيا في 2022.

وبات بوتين قادرا على الاعتماد على "بريكس"، لتزويده بالدعم الاقتصادي الصريح من الصين، أو المساعدة في التحايل على العقوبات الغربية بواسطة الهند، أو المشاركة في التدريبات العسكرية (جنوب إفريقيا)، أو احتضان رواياته عن الحرب (البرازيل).

ويمضي التحليل بالقول: لكن، ومع  اقتراب قمة البريكس من قمتها الخامسة عشرة في جوهانسبرج في أغسطس/آب المقبل، يشهد التجمع خلافًا غير مسبوق حول التوسيع.

خلافات بسبب التوسع

ويهم أكثر من دولة حول العالم الآن الانضمام إلى "بريكس"، حيث يوفر التكتل وصولا سريعا إلى الصين، الدولة التي أصبحت ذات أهمية كبيرة لعدد متزايد من الدول حول العالم، نظرا لاقتصادها النشط والمؤثر للغاية.

ويعتبر التحليل أن النتيجة ستكون اختبارًا لهوية "بريكس" في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد، حيث تبدو بكين هي الراغبة بشكل رئيسي في إضافة أعضاء جدد إلى التكتل، وتحويله إلى ما يشبه تحالفا تحت قيادتها، لتحدي الغرب، وهو ما يهدد بإضعاف القوة المركزية الجامعة لـ"بريكس"، وفقا للتحليل.

ومنذ عام 2017 ، عندما قدمت مفهوم "بريكس+" – وهي آلية لتقريب البلدان من الجماعة قبل منحها في نهاية المطاف العضوية الكاملة - سعت بكين لوضع التوسع على جدول الأعمال.

لكن الجديد هذه المرة، كما يقول التحليل، هو أن روسيا – بعد غزوها لأوكرانيا - باتت تؤيد مساعي الصين في ذلك، بعد أن كانت تتعامل مع الأمر ببرود، والسبب هو أن التوسع في إنشاء كتلة متعاطفة مع روسيا في معركتها الحالية ضد الغرب.

من ناحية أخرى، لطالما كانت البرازيل والهند حذرة من إضافة أعضاء جدد إلى "بريكس"، حيث سيكون لديهم القليل من المكاسب من نادٍ ضعيف يضم قوى أصغر.

قلق هندي وبرازيلي خاص

وتخشى كل من برازيليا ونيودلهي من أن يؤدي التوسع إلى فقدان النفوذ البرازيلي والهندي داخل المجموعة، بحسب التحليل، الذي يضيف: "في نظرهم، سينضم الأعضاء الجدد إلى حد كبير لتسهيل الوصول إلى بكين، مما يجعل بريكس أكثر تمحورًا حول الصين وربما أقل اعتدالًا".

وقد اتبع العديد من المرشحين المحتملين للانضمام - مثل إيران وسوريا وفنزويلا - سياسة خارجية معادية للغرب. قد يؤدي اندماجهم إلى تعقيد جهود البرازيل والهند للحفاظ على استراتيجية عدم الانحياز وسط التوترات المتزايدة بين الغرب ومحور بكين وموسكو.

وبينما حاولت روسيا منذ فترة طويلة وضع مجموعة البريكس على أنها كتلة مناهضة للغرب، سعت البرازيل والهند بثبات إلى منع موسكو من القيام بذلك.

مثال على المأزق

ويضرب التحليل مثالا على مأزق تواجهة جنوب أفريقيا والبرازيل على وجه التحديد بسبب عضويتهما في "بريكس"، وهو مدى إمكانية استضافة البلدين لبوتين في الاجتماعات المقبلة لـ"بريكس"، والتي ستنعقد في جوهانسبرج في أغسطس المقبل، والبرازيل في عام 2025، لأن بوتين صادر بحقه أمر بالاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

ومن المعروف أن جنوب أفريقيا طرف في نظام روما الأساسي، الميثاق التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية (ICC) ، فإنها ستكون ملزمة باعتقال بوتين، لكن هذا أمر غير متصور، لذلك فهناك حالة قلق واسعة في الدولة الأفريقية حول الأمر.

المصدر | فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بريكس الصين وروسيا الهند والبرازيل توسيع بريكس الهيمنة الغربية

الصين بين السعودية وإيران.. كيف سترد الهند على سحب البساط من تحتها في غرب آسيا؟

هل تستطيع إيران الموازنة بين الاعتماد على الصين والانفتاح على الهند؟

تعاظم علاقات الهند وأمريكا.. هل تنوي نيودلهي التعاون أم المواجهة مع الصين؟