عملية جريئة.. الأمم المتحدة تسابق الزمن لإفراغ حمولة صافر

الأحد 23 يوليو 2023 09:02 ص

تسابق الأمم المتحدة الزمن، لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية محتملة، جراء تسريب أكثر من مليون برميل من النفط، المحمولة على الناقلة "صافر" قبالة السواحل اليمنية.

وراقبت المنظمات الدولية والخبراء بقلق كيف بدأت سفينة "صافر" التي تقطعت بها السبل على بعد 5 أميال قبالة الشاطئ اليمني منذ عام 2015، في الانهيار.

وفي حال تفككها فقد يؤدي ذلك إلى تسرب أربعة أضعاف كمية النفط المتسربة في كارثة "إكسون فالديز"، عام 1989 في ألاسكا، مما يعطل أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم ويغلق الموانئ التي تنقل المساعدات الإنسانية إلى البلد الذي مزقته الحرب.

وحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" وترجمه "الخليج الجديد"، فمن المقرر أن يبدأ فريق من الخبراء الدوليين بقيادة الأمم المتحدة، في نهاية هذا الأسبوع "عملية جريئة"، لسحب كامل حمولة "صافر".

والخطة محفوفة بالمخاطر، وتشمل وقوف ناقلة نفط خام كبيرة جدا تسمى "نوتيكا"، إلى جانب "صافر"، وسيتم توصيل الخزانات الموجودة على السفينتين بواسطة أنابيب، وسيتم نقل الزيت باستخدام مضخات هيدروليكية.

وكانت الأمم المتحدة، أعلنت في مارس/آذار الماضي، عن توقيع اتفاقية لشراء ناقلة نفط عملاقة لاستخدامها في تخزين النفط الموجود في خزان "صافر" المتهالك، والمتواجد قبالة ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية لليمن.

وستحتاج السفينتان إلى البقاء ثابتتين في المياه المفتوحة خلال العملية، والتي من المتوقع أن تستغرق أسبوعين حتى تكتمل.

وقدرت الأمم المتحدة أن عملية التنظيف ستكلف أكثر من 20 مليار دولار، ولن تكتمل أبدا.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الأنابيب والصمامات على "صافر"، البالغة من العمر 47 عاما، متآكلة بشدة، مما يزيد من خطر حدوث خطأ، لأن نقل مثل هذه الكمية الكبيرة من النفط يمكن أن يغير بشكل كبير الضغط على الهيكل القديم.

وتتمثل الخطورة في عدم إجراء أيّ أعمال صيانة لخزان صافر منذ عام 2015، بالإضافة إلى منع الخبراء الدوليين من الوصول إليه أو معاينته من قبل المتمردين الحوثيين منذ أكثر من عامين.

وتشمل العقبات الأخرى، حسب الصحيفة، الطقس، إذ يواجه الطاقم درجات حرارة حارقة، ثم أن هناك ألغام بحرية، من المعروف أنها تنجرف في المنطقة، وهي نتيجة ثانوية للحرب الأهلية في اليمن المستمرة منذ 8 سنوات.

ووفق منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، فإن الناقلة "صافر" مؤهلة لنقل النفط من سفينة لأخرى، وأنه تم وضع خطة في حال وقوع حادث أثناء عملية تفريغ حمولة النفط.

ومن شأن تسرب النفط أن يدمر الشعاب المرجانية الثمينة وأشجار المانغروف، ويستنزف الأرصدة السمكية التي قد تستغرق ما يقدر بنحو 25 عاما لاستعادتها.

وستغلق مؤقتا ميناءي الحديدة والصليف القريبين، وهما قناتان للأغذية الحيوية والإمدادات المنقذة للحياة لملايين النازحين بسبب الحرب.

كما أن تسرب النفط يهدد محطات تحلية المياه التي توفر مياه الشرب لما يقرب من مليوني شخص، وفقا لدراسة أجرتها مجموعة من الباحثين بقيادة بنيامين كيو هوينه في جامعة ستانفورد، ونشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشكلة الكوليرا المستمرة.

وأطلقت "صافر" يابانية الصنع، التي يبلغ طولها 365 متر في عام 1976، قبل بيعها للحكومة اليمنية في ثمانينيات القرن العشرين لتخزين النفط المحدد للتصدير.

لكن تم التخلي عنها قبل 8 سنوات، وتركت راسية في الخارج مع 1.1 مليون برميل من خام مأرب الخفيف، بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على الساحل القريب.

ومنذ عام 2019، عرقل الحوثيون طلبات الوصول إلى الناقلة، وفقا للأمم المتحدة والحكومات الأجنبية.

ويشتبه الدبلوماسيون في أنهم يهدفون إلى استخدامها لانتزاع تنازلات في أي عملية سلام أو كقنبلة عائمة لردع الهجمات البحرية.

بدورهم، قال الحوثيون إنهم يشتبهون في أن الحكومات الأجنبية تخطط لعملية عسكرية ضدهم تحت ستار منع تسرب النفط.

وترسو "صافر" على بعد نحو 50 كلم من ميناء الحُديدة الاستراتيجي، الواقع غربي البلاد، والذي يُعد بوابة رئيسية للشحنات الآتية إلى اليمن. ولم تخضع لأي صيانة منذ عام 2015 بسبب الحرب في اليمن.

يشار إلى أن المشكلة لن تنتهي عند نقل النفط من خزان "صافر" إلى سفينة "نوتيكا"، لأن مسألة من يملك النفط ستظل بحاجة إلى حلّ من قبل الفصائل اليمنية المتحاربة.

وبمجرد أن تأخذ نفط صافر، ستُعاد تسمية نوتيكا باسم "اليمن"، وستبقى في المنطقة، مع استمرار المحادثات بشأن الملكية.

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صافر الامم المتحدة كارثة بيئية البحر الأحمر

بدء عملية سحب النفط من ناقلة "صافر" قبالة سواحل اليمن

السعودية ومجلس التعاون الخليجي يرحبان ببدء تفريغ حمولة صافر أمام اليمن