السينما السعودية تتقدم.. سطار يسجل إيرادات قياسية تقلق هولويود

الجمعة 4 أغسطس 2023 04:36 م

بقي "أفاتار"، في الأسبوع الثالث من إطلاقه قوة مهيمنة في جميع أنحاء الكوكب في طريقها إلى تحقيق ما يزيد عن 2.3 مليارات دولار، قبل أن يتم تجاوزه من قبل مهاجم غير متوقع، هو الفيلم السعودي "سطار".

يشير تقرير أليكس ريتمان في "هوليود ريبوتر" والذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن حامل اللقب الجديد: "سطار"، هو فيلم كوميديا عائلية سعودية تدور حول رجل مكتئب يتبع أحلامه في أن يصبح بطل مصارعة حرة.

وقد حطم الفيلم سجلات شباك التذاكر، وحقق 2.2 مليون دولار خلال أول 12 يومًا، مما يجعله على الفور الفيلم السعودي الأعلى ربحًا على الإطلاق.

ويؤكد التقرير أن صناعة السينما المحلية لم تكن موجودة منذ بضع سنوات فقط، ولم يتم افتتاح دور السينما إلا في أوائل عام 2018، ولكن مع ذلك تم صنع التاريخ.

وفقا للتقرير، ملأ "سطار" الدور السينمائية، متجاوزًا الجزء الثاني الذي حققه جيمس كاميرون في "أفاتار"، بأكثر من 40% من حيث القبول، وتراجع فقط  11% في أسبوعه الثاني.

وبعد مرور 7 أشهر، يحتل "سطار" مكانة جيدة حاليًا في صدارة شباك التذاكر السعودي الإجمالي لعام 2023، بإيرادات مذهلة قدرها 10.7 ملايين دولار.

ويتوقع التقرير أيضًا أن يمثل "سطار" مصدر قلق للمديرين التنفيذيين في استوديوهات هوليوود، الذين ربما افترضوا أنهم سيطالبون بنصيب الأسد مما أصبح، في غضون بضع سنوات فقط، أكبر شباك تذاكر في الشرق الأوسط، بهامش ما (إجمالي إيرادات 242 مليون دولار في عام 2022)، وهو أسرع شباك تذاكر صعودًا على هذا الكوكب.

وقفز شباك التذاكر السعودي إلى المركز 15 في عام 2021، وهو شباك التذاكر الذي تم الترويج له على أنه يستحق حوالي 1 مليار دولار بحلول عام 2030.

وحتى قبل إصدار "سطار" قبل العام الجديد بقليل، كانت الإنتاجات الإقليمية منخفضة الميزانية تستغل بشكل متزايد أعمدة الاستوديو الرئيسية، أغلى بكثير (عدة مرات) ومدعومة بقوة تسويقية عالمية، بطريقة لم يكن يتوقعها سوى القليل جدًا مرة أخرى.

وفي أبريل/نيسان 2018، أصبح فيلم "النمر الأسود" أول فيلم تجاري يُعرض في السعودية، منذ 35 عامًا.

ولم تهبط الأفلام الرائجة التي كسبت ثروات في أماكن أخرى على الإطلاق في البلاد، كما لم يقتصر الأمر على التفوق فحسب، بل هيمنت بالكامل.

وعلى المستوى الدولي، وبالرغم من أداء بعض الأفلام الأجنبية قد لاقت خيبة أمل، وحتى العديد من الأفلام التي تجاوزت التوقعات في أماكن أخرى، قد لاقت ملاحظة سيئة بين رواد السينما السعوديين.

وفي غضون 12 أسبوعًا، لم يتمكن فيلم "غارديان أوف غلاكسي 3" من جمع جمع مليوني دولار، ولعل السبب كما يشير أحد الخبراء أن 50% من سكان السعودية لا يتحدثون الإنجليزية، مما يجعل الأفلام المحلية أنجح.

وفي هذا السياق، كان "سطار" هو المثال المثالي، باعتباره قصة محلية للغاية، وبطولة شخصيات محلية مشهورة، ويعرض موسيقى فولكلورية سعودية، وتدور أحداثه في عالم المصارعة، التي تحظى بشعبية كبيرة في البلاد.

كما أن هناك سبب وجيه لأن "دبليو دبليو إيه" كانت تقدم عروضها هناك لمدة نصف عام، وعقدت مؤخرا صفقة قيمتها عشرات الملايين في العام.

ويشير التقرير إلى أن "سطار" صُنع أيضًا من قبل أشخاص يعرفون بالضبط ما يريد السعوديون مشاهدته، حيث يعد وصفي بلطيور، المنتج الغزير الإنتاج الذي قاد سابقًا الهيئة السعودية للأفلام.

من زاوية أخرى، وحسب التقرير، فإن سطار بالفكاهة التي احتواها، والقصة كان سعوديا خالصا، مقابل أفلام أخرى كانت "تأمرك" القصة (تجعل طريقتها أمريكية)، فكان الناس يقولون أن هذا ليس فيلما سعوديا.

وكان هناك اتجاه مماثل في الكويت المجاورة، وهي سوق أصغر بكثير يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة مقارنة بـ37 مليون في السعودية، ولكن الغالبية العظمى من الكويتيين المولودين من المتحدثين باللغة العربية.

وبالقرب من الخليج، فهناك سكان الإمارات من 10 ملايين، الذي يقدم شباك تذاكر ضخم آخر، وكان أكبر سوق إقليمي قبل افتتاح السعودية، ولكن هناك عدد وافدين يتحدثون الأجانب يفوق عدد الإماراتيين المحليين بشكل كبير.

وتمثل الكويت الآن ثاني أكبر سوق للميزات العربية بعد السعودية.

وفي الكويت تم عرض أفلام أجنبية، ثم كان هناك اضطرار لإعادة الجدولة بسبب فرض الأفلام المصرية لنفسها.

ومثل "سطار" في السعودية، حققت الكويت نجاحًا كبيرًا في عام 2021 مع الكوميديا العائلية الرائعة "آش مان"، وهي تدور حول بطل خارق كويتي تأتي قوته من حساء محلي شهير مصنوع من الفاصوليا الحمراء والعدس والحمص.

ووفقا للتقرير، لم يكن نجاح الأفلام المصرية، ولا سيما الأفلام الكوميدية العائلية، مفاجأة كبيرة، لطالما كان إنتاج صناعة السينما الأكثر رسوخًا في الشرق الأوسط شباكًا منتظمًا في شباك التذاكر الإقليمي، وغالبًا ما يعتمد على الإيرادات الآتية من الخليج.

لكن ظهور السعودية التي تقدم، بفضل تعداد سكانها وأسعار التذاكر المرتفعة، طفرة مالية هائلة في حالة اختراق فيلم، جعل المنطقة أكثر أهمية من أي وقت مضى للمنتجين المصريين، لا سيما بالنظر إلى مشاكل مصر الاقتصادية في الداخل حيث انخفضت قيمة العملة المحلية بشدة.

ويشير التقرير إلى أن هناك عامل مهم آخر يجب أخذه في الاعتبار، وهو العدد المتزايد لمنتجات هوليوود الكبرى التي تم حظرها في السعودية، بسبب المثلية وأسباب أخرى (وكذلك الكويت، والتي تعتبر أكثر صرامة).

ولكن في حين أن مثل هذه الخسائر في الإيرادات قد تكون محسوسة في هوليوود، لا يبدو أنها قد أثرت على نمو شباك التذاكر في السعودية.

فقد ارتفع المكسب الإجمالي البالغ 242.5 مليون دولار في عام 2022، عن 233.5 مليون دولار في عام 2021، في حين أن مبلغ 123.2 مليون دولار المكتسب في النصف الأول من عام 2023، يشير إلى أن هذا العام يجب أن يرتفع أكثر.

وأي ثغرات ناتجة عن فقدان حصة هوليوود المحظورة، يتم ملؤها بسهولة من خلال أرباح الإنتاج المحلي.

ويضيف التقرير أنه في عام 2022، احتلت 4 أفلام عربية المرتبة العاشرة لهذا العام.

وتحت "سطار" في قائمة العشرة الأوائل الحالية لعام 2023، هناك خمسة أفلام عربية أخرى، كلها مصرية: "شوجر دادي" (الثاني/ 7.9 ملايين دولار)، و"بعد الشر" (الرابع/ 5.8 ملايين دولار) ، و"روبي هاوس" (الثامن/ 4.7 ملايين دولار)، و"إتنين للإيجار (التاسع/ 3.2 ملايين دولار)، و"نبيل الجميل" (العاشر/ 3.1 ملايين دولار).

وتتميز هذه الأفلام بأنها لا تتلاشى بسرعة وتبقى متصدرة لوقت أطول نسبيا.

ومع ذلك يشير التقرير إلى أنه ليس الأمر كله كئيبا بالنسبة لهوليوود، حيث حقق فيلم "سوبر ماريو" نجاحًا كبيرًا، حيث حقق 6.1 ملايين دولار (الثالث حاليًا)، في حين أعطى ميل المنطقة للعمل أفضل 10 نقاط إلى "فاست إكس" و"بلان" و"جون ويك 4".

ويختتم التقرير بالتأكيد أنه بالرغم من أن "سطار" قد تكون الميزة السعودية الوحيدة التي ظهرت على محليا حتى الآن، إلا أنه بعد نجاحها الهائل، لا شك أن العديد من المنتجين يتطلعون إلى نسخ مشابهة. بالنسبة لأي شخص يلاحظ ذلك، يبدو أن المكونات الرئيسية هي: هوليوود أقل، المزيد من السعودية.

المصدر | هوليود ريبوتر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية أفلام هوليود سطار السينما السينما السعودية إيرادات

بإمكانات ضخمة.. العلا السعودية تتطلع إلى مكانة سينمائية مرموقة