البرهان يلتقي السيسي للمرة الأولى منذ بدء الحرب.. ماذا يعني؟

الأربعاء 30 أغسطس 2023 12:29 م

التقى قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارة إلى مصر استمرت ساعات، الإثنين، هي الأولى له خارجيا منذ اندلاع الحرب في السودان (الجار الجنوبي لمصر) منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

ويخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قتالا في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم.

  • السيسي والبرهان استعرضا تطورات الأوضاع في السودان، وتشاورا حول جهود تسوية الأزمة على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك السودان ويصون مصالح شعبه، وفقا للرئاسة المصرية.
  • اللقاء تناول تطورات مسار دول جوار السودان، إذ استضافت مصر في 13 يوليو/ تموز الماضي قمة لتلك الدول (إثيوبيا، جنوب السودان، تشاد، إريتريا، ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى) طالبت الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والبدء في مفاوضات لإنهاء القتال، وإطلاق حوار جامع.
  • البرهان والسيسي اتفقا على تسريع العمل في المعابر الحدودية بين البلدين وتسهيل حركة رجال الأعمال لتنشيط التجارة، كما بحثا توفيق أوضاع المدارس السودانية في مصر (تستضيف 4 ملايين لاجئ سوداني) قبل بدء العام الدراسي، بحسب وزير الخارجية السودني المكلف علي الصادق.
  • زيارة البرهان للقاهرة جاءت في ظل تجميد مسار جدة التفاوضي، ففي 6 مايو/ أيار الماضي بدأت السعودية والولايات المتحدة برعاية محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت عن اتفاق لحماية المدنيين، بالإضافة إلى أكثر من هدنة جرى خرقها؛ مما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في أوائل يونيو/ حزيران الماضي.
  • قبيل زيارته لمصر، تفقد البرهان، للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك، عددا من المناطق داخل وخارج الخرطوم، بعد أن لازم لمدة أربعة أشهر مقرّ قيادته وسط العاصمة، الذي كان يتعرض لحصار وهجمات متتالية من "الدعم السريع".
  • خروج البرهان من مقر قيادة الجيش ثم زيارته لمصر يهدف إلى دعم موقفه التفاوضي، وتوجد خلفه بوضوح، وفقا لمراقبين، ترتيبات خارجية ماضية في حل الأزمة، خاصة وأنه تزامن مع ضغوط دولية وإقليمية شديدة لوقف إطلاق النار.
  • لا توجد مؤشرات على الأرض تؤكد تورط أي أطراف إقليمية بشكل مباشر في حرب السودان، لكن خبراء يقولون إن مصر والسعودية تدعمان الجيش السوداني، فيما تدعم الإمارات قوات "الدعم السريع".
  • يبدو أن البرهان، وفقا لمصادر دبلوماسية، أطلع السيسي على التطورات ووجهة نظر الجيش السوداني ومجلس السيادة الانتقالي من المبادرات ومقترحات التسوية، فضلا عن إمكانية طلبه الدعم من مصر والسعودية لحسم المعركة ضد "الدعم السريع"، لعواقبها الوخيمة على دول الجوار، لكن القاهرة والرياض لن تتجاوزا لعب دور دبلوماسي لتحقيق تسوية سياسية تنهي الأزمة السودانية، وذلك لأسباب بينها الخشية من توسع الحرب عبر دعم دول إقليمية أخرى لـ"الدعم السريع".
  • على ضوء قمة دول جوار السودان التي دعت لها القاهرة، والتنسيق الأمريكي المصري مؤخرا في ملف السودان، يبدو أن القاهرة ستكون قناة للتواصل بين الجيش السوداني والأطراف الدولية للتوصل إلى صيغة تنهي الحرب، بالإضافة إلى محاولة تقريب وجهات النظر بين الجيش و"الدعم السريع".
  • مصر مهتمة أيضا بالتوسط والتنسيق لبدء حوار سياسي بين الجيش السوداني والقوى السياسية، ولاسيما تجمع قوى الحرية والتغيير، في ظل استيلاء الجيش على السلطة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، لكن يبدو أن أولوية زيارة البرهان كانت التركيز حاليا على الجوانب المرتبطة بإنهاء الحرب.

موضوعات متعلقة