انتخابات مصر.. معركة التوكيلات لا تسير لصالح الطنطاوي والسيسي يكمل استعراض القوة

الأربعاء 4 أكتوبر 2023 11:43 ص

وسط اقتصاد متداع وتضخم مرتفع ودين وطني كبير وخفض للمساعدات الأمريكية، يمضي قطار الانتخابات الرئاسية في مصر نحو محطة يراها الكثيرون واضحة؛ ولاية ثالثة للرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي حتى عام 2030، لكن بعض "المتأملين" لا يزالون ينظرون بإصرار نحو محطة أخرى قد تحمل إلى البلاد رئيسا شابا جديدا.

وتبدو المنافسة، في حالة وجودها، محسومة بين السيسي والمرشح المحتمل المعارض أحمد الطنطاوي، والذي لا يزال مؤيدوه يكافحون لاستخراج التوكيلات اللازمة ليكون مرشحا رسميا.

ويحتاج الطنطاوي إلى جمع 25 ألف توكيل صحيح، أو تزكية 20 نائبا بالبرلمان، قبل 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو موعد إغلاق التوكيلات، والإعلان عن المرشحين الرسميين.

السيسي "يستجيب" ويترشح مجددا

وبالطبع، يتقدم السيسي المرشحين حاليا، بعد إعلانه، قبل يومين، في حفل أقيم بمنطقة العاصمة  الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، "الاستجابة لمطالب ملايين المصريين المحتشدين في الميادين" والترشح لولاية ثالثة"، حيث يقول مراقبون إن السلطات جمعت عشرات من المواطنين في ميادين عامة بالبلاد، مقابل وجبات غذائية ومبالغ مالية، وأحيانا باستخدام الترهيب للموظفين الحكوميين، وحملوا صور السيسي، وسط هتافات تطالبه بالترشح مجددا.

وقد تحول أحد هذه الاحتفالات إلى احتجاجات عارمة ضد السيسي، في مدينة مرسى مطروح الساحلية، شمال غربي البلاد، والتي استمرت لساعات وقابلتها قوات الأمن بالقمع واعتقال أكثر من 400 شخص، بينما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات أخرى تظهر هتافات مناهضة لترشح الرئيس من تجمعات أخرى في السويس (شمال شرق) والمنوفية (دلتا النيل).

حملة استعراضية

ويقول مراقبون إن السيسي نفذ حملة استعراضية "بالترهيب والترغيب" لجمع التوكيلات من المواطنين بمقرات الشهر العقاري، التي صدرت تعليمات للموظفين الحكوميين بالذهاب إليها وتحرير توكيلات لصالح الرئيس الحالي، وتهديد المتغيبين بالجزاءات والفصل.

ورغم أنه كان قادرا على جمع تزكية أعضاء البرلمان، بدلا من التوكيلات الشعبية، يبدو أن الدائرة المحيطة بالسيسي أرادت إرسال رسالة لعدة أطراف بأن الرئيس لا يزال مطلوبا في الشارع، بغض النظر عن كيفية جمع المؤيدين.

وبالإضافة إلى السيسي، تفيد تقارير بأن ثلاثة مرشحين آخرين حصلوا بالفعل على تزكية 20 نائبا بالبرلمان، وهي من الشروط الرئيسية لقبول الترشح في سباق الانتخابات الرئاسية المصرية وهم: عبدالسند يمامة، رئيس حزب "الوفد" الليبرالي، وحازم عمر، رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، وفريد زهران، رئيس "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي".

توكيلات الطنطاوي

وتظهر المؤشرات أن منافس السيسي الأبرز، أحمد الطنطاوي، المنحدر من حزب "الكرامة" ذي التوجهات الناصرية، قد جمع عددا من التوكيلات، لكن لا تزال أقل من السقف المطلوب لتحويله إلى مرشح رسمي.

ويتحدث الطنطاوي وأعضاء حملته عن تضييقات متصاعدة ومستمرة تمارسها السلطات لمنع تحرير التوكيلات له بمكاتب الشهر العقاري بمختلف أنحاء البلاد.

وفي مقطع فيديو نشره الثلاثاء، تحدث الطنطاوي عن تلك التضييقات، وطالب المصريين بالخارج بأن يكونوا رأس الحربة في "معركة التوكيلات"، وأن يتوجهوا نحو مقار السفارات المصرية لتحريرها لصالحه؛ ما يشير إلى أن الحصيلة التي جمعها لا تزال ضعيفة.

والإثنين، رفضت دائرة الانتخابات بالمحكمة الإدارية العليا طلبا تقدم به الطنطاوي يلزم الهيئة العامة للانتخابات بإصدار قواعد تسمح للقضاء بالإشراف على تحرير التوكيلات.

محاولة اعتداء

واليوم الأربعاء، أفاد ناشطون بتعرض الطنطاوي إلى محاولة اعتداء لدى جولته بمحيط الشهر العقاري بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية (دلتا النيل)، حيث أحاط به مؤيدون للسيسي وحاولوا دفعه بعيدا، وسط رفع لافتات الرئيس المصري.

ووفق رصد أجراه "الخليج الجديد" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن جولات الطنطاوي وسط مؤيديه بالقاهرة وعدد من المحافظات خلال الأيام الماضية، أوجدت زخما في الشارع جعل الكثيرين يتمسكون بأمل أن يستطيع منافسة السيسي، بل وانتزاع منصب الرئاسة منه، لكن الغالبية لا تزال تؤمن بأنه لن يسمح بمنافسة الرئيس الحالي، علاوة على الفوز عليه في السباق الانتخابي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انتخابات مصر الانتخابات الرئاسية المصرية أحمد الطنطاوي عبدالفتاح السيسي

أحزاب مصرية: تضييق مستمر على أنصار منافسي السيسي في تحريرهم للتوكيلات

بأكثر من مليون توكيل.. حملة السيسي الانتخابية تقدم أوراق ترشحه لرئاسة مصر  

بعد المنع الرسمي.. الطنطاوي يدعو المصريين لتحرير توكيلات شعبية

رئاسيات مصر.. الطنطاوي خارج السباق وحازم عمر رابع المرشحين