خرج مئات الآلاف في الدول العربية والإسلامية، الجمعة، في مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 14 يوماً ضد قطاع غزة، بعد دعوات المقاومة الفلسطينية للنفير العام من أجل التظاهر أمام سفارات إسرائيل وأمريكا في دول العالم.

ودعا الناطق باسم كتائب القسام "أبوعبيدة"، في خطاب مصور الخميس، "الجماهير العربية والإسلامية في كل مكان إلى أن تدافع عن كرامتها وأقصاها، وأن تحتشد وتزحف نحو فلسطين"،  مشدداً على أن "الاحتلال اليوم في أسوأ حالاته منذ 75 عاماً".

وخرجت المظاهرات فيما عرف بأنها "جمعة نفير" تؤكد استمرار "طوفان الأقصى"، ردًا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني وأرضه وعرضه ومقدساته، ورفضا لمحاولات تهجيره من قطاع غزة.

البداية كانت في فلسطين المحتلة، حين انطلق آلاف الفلسطينيين، في مسيرات جابت مختلف محافظات الضفة الغربية، رفضا لمجازر الاحتلال وعدوانه المتواصل على قطاع غزة.

انطلقت المسيرات من أمام مساجد الضفة، بعد أن صلى المشاركون الجمعة، ثم صلاة الغائب على أرواح الشهداء، استجابة لدعوات القوى الوطنية والإسلامية، التي دعت للمشاركة في تلك المسيرات.

واستجابة لدعوة المقاومة بالتوجه إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال، وحواجزه، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي. كما اشتبك الشبان في سلوان جنوب المسجد الأقصى مع قوة من جيش الاحتلال اقتحمت حي بطن الهوى في البلدة.

وفي الأردن، شهدت العاصمة عمّان مظاهرات حاشدة تأييدا للمقاومة، عبرت عن غضبها من جرائم الاحتلال، بعدما حالت الأجهزة الأمنية دون تلبية الآلاف دعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن للتظاهر قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، في منطقة الكرامة.

وردد المشاركون في المظاهرات هتافات تحيي المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، مطالبين الحكومة بضرورة السماح للشباب الأردنيين بالتعبير عن رأيهم في هذه القضية.

كما طالبوا الحكومة الأردنية والحكومات العربية بالإعلان عن إلغاء معاهدات السلام واتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال، وطرد سفراء الاحتلال من العواصم العربية وإغلاق سفاراتهم فيها، مشددين على ضرورة وقف مسلسل الهرولة العربية نحو التطبيع.

كما دعا المتظاهرون الحكومة الأردنية والجهات الرسمية، إلى فتح الحدود مع فلسطين المحتلة لإسناد الأشقاء الفلسطينيين، ووقف العمل باتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأميركية، التي أظهرت انحيازها لدولة الاحتلال وشجعت استمرار العدوان على غزة.

أما في مصر، فانطلقت عدة مظاهرات حاشدة من أماكن متفرقة من القاهرة، وعدد من المحافظات والمدن الكبرى، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدًا بالاعتداءات والمجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقه.

وفي جامع الأزهر، خرجت تظاهرة حاشدة من المصلين، إلى الساحات الخارجية للمسجد، رافعة أعلام فلسطين، وصورا لمجازر قوات الاحتلال على مدار الأيام القليلة الماضية.

أما الحركة المدنية في مصر، فقد اتخذت من ساحات مسجد مصطفى محمود وميدان التحرير، ساحات للتظاهر، وسط تنديد بالتفويض الذي طلبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مرددين هتافات "تفويض إيه يا عم.. فلسطين أهم"، و"المظاهرة دي بجد.. إحنا مش بنفوض حد"، و"قولوا للجثث اللي بتحكمنا.. خليتونا في نص هدومنا".

وفي قطر، شارك آلاف المواطنين والمقيمين في الدوحة، للجمعة الثانية على التوالي، في وقفة تضامنية بساحة جامع محمد بن عبدالوهاب، بعد صلاة الجمعة، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتدمير الإسرائيلي الممنهج لغزة ومخططات تهجير الفلسطينيين.

ورفع  المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم الفلسطينيين والمسجد الأقصى والمقاومة في فلسطين، وطالبوا بمحاسبة الإحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، وإيقاف استهداف وقصف المدنيين في قطاع غزة.

وفي لبنان، خرجت مظاهرات في العاصمة بيروت وعدة مدن رفع فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي.

كما شهدت عدد مدن وبلدات بريفي حلب وإدلب شمال غرب سوريا، خروج مظاهرات نصرة لغزة، وتنديدا بالمجازر المرتكبة بحق المدنيين.

كما خرج المئات من المتظاهرين بسلطنة عمان، في مسيرات لدعم المقاومة الفلسطينية، وهم يحملون آعلاماً فلسطينية، ورددوا شعارات داعمة للمقاومة.

وفي تونس، نفذ القضاة "يوم غضب وطني" في كل المحاكم، احتجاجاً على "الجرائم الإسرائيلية" في قطاع غزة.

المظاهرة من تنظيم جمعية القضاة التونسيين، ورفع المحتجّون خلالها شعارات مساندة للقضية الفلسطينية، أبرزها: "يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، و"فلسطين عربية.. لا تنازل عن القضية"، و"مقاومة مقاومة.. لا صلح لا مساومة".

وعُلّقت خلال اليوم جميع الجلسات، ونفذ القضاة وقفات بالزي القضائي أمام قصر العدالة بتونس وباقي مقرّات محاكم الاستئناف، احتجاجاً على "الجرائم الإسرائيلية" في قطاع غزة.

من جانب آخر، طافت شوارع بغداد والمحافظات العراقية، بعد أداء صلاة الجمعة، مسيرات جماهيرية شعبية لنصرة ودعم القضية الفلسطينية وتقديم الدعم الإنساني لأهالي غزة.

وتخلل هذه المظاهرات والتجمعات، هتافات تطالب بالقصاص من “الكيان الصهيوني والتنديد بجرائمه الشنيعة” والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

فيما توجّه المئات من أنصار "التيار الصدري" في العراق، الجمعة، نحو الحدود مع الأردن للاعتصام دعماً لغزة، مؤكدين أن اعتصامهم سيستمرّ حتى فك الحصار عن القطاع.

وكان زعيم التيار مقتدى الصدر، قد دعا، في كلمة له، الخميس، الشعوب العربية والإسلامية إلى الاعتصام على الحدود مع إسرائيل، "من دون أي سلاح"، احتجاجاً على ما يجري في قطاع غزة، ومناصرة للشعب الفلسطيني، حتى فك الحصار، وإيصال بعض المعونات الطبية والغذائية شمال غزة وجنوبها، مؤكداً أنه لا يمانع في تفتيش المعتصمين من قبل طرف محايد مثل الأمم المتحدة.

أما الجزائر، فقد عجت فيها شوارع العاصمة، وخاصة محافظة قسنطينة كبرى مدن شرق البلاد، بمسيرات مؤيدة لفلسطين ومُدينة للقصف الإسرائيلي لغزة، حيث خرج مئات الجزائريين نساءً ورجالا في مسيرة من الشارع الرئيسي المؤدي إلى ساحة “أول ماي” بالعاصمة.

وردد المشاركون في المسيرة متلحفين بـ”الكوفية” الفلسطينية وحاملين الأعلام الفلسطينية، “فلسطين الشهداء”، و”الجزائر تلبي نداء المقاومة”، و”الجزائر تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية”.

وشارك في المسيرة قادة أحزاب سياسية مثل “حركة مجتمع السلم”، و”جيل جديد” وغيرهما.

كما شارك مئات الموريتانيين، في احتجاجات أمام سفارات دول أجنبية بالعاصمة نواكشوط، رفضًا للعدوان الإسرائيلي، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا مطالبين بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وسلم المتظاهرون رسائل لسفارات الدول طالبوا فيها بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

كما نظم عشرات الصوماليين، الجمعة، وقفة إنسانية لتأبين شهداء غزة الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.

وحمل المشاركون في الوقفة التضامنية أعلام فلسطين، مردّدين شعارات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وخاصة غزة، وأخرى منددة بالاحتلال وداعميه.

وقال شيخ عبدالحي شيخ آدم، خلال الوقفة: "احتشدنا هنا من أجل دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان غزة الذين يتعرضون لأقصى أنواع الظلم"، معتبراً أنّ القضية الفلسطينية ليست قضية عربية وإنما قضية إسلامية، ورغم الخذلان الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، إلا أن الصوماليين يقفون إلى جانب فلسطين.

وفي اليمن، خرج الآلاف في مسيرات داعمة لفلسطين، ومتضامنة مع أهالي قطاع غزة، حاملين أعلام فلسطين، كما هتفوا بشعارات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

وفي تركيا، خرجت مظاهرات بعدة مدن عقب صلاة الجمعة، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبالمجازر المرتكبة ضد المدنيين على يد جيش الاحتلال.

وفي إيران، انطلقت مسيرات في طهران وعدة مدن أخرى عقب صلاة الجمعة، دعما لغزة وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، وردد متظاهرون هتافات ضد إسرائيل وأميركا رافعين العلم الفلسطيني وعلم حزب الله اللبناني.

كما نظم العشرات من الإيرانيين موكبا بالسيارات تجاه معبر خسروي الحدودي مع العراق غربي البلاد، كأقرب نقطة حدودية رسمية من فلسطين.

أما في ماليزيا نظمت مظاهرات حاشدة في عدة مدن، واحتشد آلاف المتظاهرين قبالة السفارة الأميركية في كوالالمبور، ونددوا بدعم الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.

كما خرجت مظاهرة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا دعمًا لقطاع غزة.

وأدت غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تدمير أحياء بأكملها، فضلاً عن استشهاد أكثر من 4137، منهم 1524 طفلاً و1000 سيدة و120 مسناً، بحسب إحصاء لوزارة الصحة في غزة.

ولليوم الرابع عشر على التوالي يواصل الاحتلال شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"؛ رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

بينما أطلق جيش الاحتلال عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونَي فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.