مناشدة أخيرة لكندا قبيل ترحيله اليوم.. طبيب يواجه الإعدام في مصر

الأربعاء 1 نوفمبر 2023 07:19 ص

ناشد طبيب مصري السلطات الكندية التراجع عن قرار ترحيله اليوم الأربعاء إلى مصر، حيث يواجه خطر تنفيذ عقوبة الإعدام، وإعادة النظر في طلب لجوء تقدم به، بحسب صحيفة "فيرنون مورنينج ستار" الكندية (Vernon Morning Star).

الصحيفة أضافت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الدكتور عزت جودة قال إن زوجته (موجودة في مصر) لم تصدق عندما أخبرها أن طلب اللجوء الخاص به في كندا قد تم رفضه، وأنه سيتم إعادته إلى مصر، حيث يواجه خطر تنفيذ عقوبة الإعدام.

وقبل يومين من ترحيله المقرر الأربعاء 1 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تابع جودة: "قالت: كيف يكون هذا ممكنا في بلد مثل كندا؟!".

وأضاف أنهما اضطرا للعيش منفصلين منذ عام 2014، وكانا يحلمان دائما بأن تنضم إليه زوجته يوما ما في كندا.

وأوضحت الصحيفة أن السلطات أمرت جودة، وهو طبيب توليد متقاعد، بالعودة إلى مصر، على الرغم من قوله إنه سيتعرض للاضطهاد والقتل في بلاده؛ بسبب انتماءاته السياسية في أعقاب ثورة الربيع العربي، في إشارة إلى احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك (1981-2011).

جودة قال: "لقد صُدمت لأنني قدمت وثائق رسمية.. وثائق حقيقية لعقوبتي (السجن) المؤبدة وحكم الإعدام"، وقد أُدين غيابيا فيما يتعلق بمظاهرتين تحولتا إلى أعمال عنف في 2013.

وزاد بأنه أظهر للمسؤولين الكنديين وثائق المحكمة التي تثبت أنه حُكم عليه بالإعدام في مصر، لكن ضابط الهجرة شعر أنها غامضة للغاية وغير كافية لقبول طلب اللجوء.

وقال مسؤول الهجرة في قرار مكتوب إن "الأمرين القضائيين (حكمين) يعود تاريخهما إلى نحو ثماني سنوات، ولم يتم تقديم تفاصيل التهم وأسباب الاعتقال".

الحرية والعدالة

ويضيف جودة أنه ساعد في تأسيس حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والذي وصل إلى السلطة بعد انتخابات عام 2012.

وذكرت الصحيفة أنه في 2013، استولى قائد الجيش المصري، الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، على السلطة في انقلاب ضد حكومة الحزب المنتخب.

وتابعت أن السلطات اعتقلت الآلاف من أعضاء الحزب وأنصار الجماعة، بعد أن وصفتهم بالإرهابيين، في حملة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "محاولة شرسة لسحق المعارضة".

وكانت الأيام التي تلت الانقلاب مليئة بالخوف والحزن على جودة وعائلته، الذي قال إن ابنه عبدالرحمن (26 عاما) قُتل بالرصاص أثناء مشاركته في مسيرة ضد الانقلاب العسكري، وفقا للصحيفة.

وبعد أيام، اقتحم عشرات الرجال المسلحين فجرا منزل والده، حيث كان يقيم مع العديد من أفراد الأسرة، كما دمروا عيادته، ولم يعد إلى المنزل أو العيادة منذ ذلك الحين، على حد قوله.

وفي 16 أغسطس/آب 2013، قال إن ابنه الثاني "عمر"، قُتل بالرصاص أثناء مشاركته في مظاهرة احتجاجية، وكان جودة يعمل في المستشفى عندما اتصلت به زوجته لتخبره بمقتل ابنهما.

إلى جيبوتي

جودة قال إن ضباط الشرطة والجيش واصلوا مضايقة أسرته، بل واقتحموا منزله أثناء غيابه، حتى فر إلى جيبوتي في 2014.

وأضاف أنه كان يأمل أن تتمكن زوجته وطفلتاه المتبقيتان من الانضمام إليه، لكن السلطات صادرت جواز سفرها واستولت على أصول الأسرة.

وأوضح أنه استمر في العمل كطبيب في جيبوتي حتى بلغ سن التقاعد العام الماضي، وبمجرد أنه لم يعد يُسمح له بالعمل اضطر إلى مغادرة البلاد.

وزاد جودة بأنه تم رفض طلب لحصوله على تأشيرة دخول إلى كندا، وبدلا من ذلك دخل البلاد عبر معبر طريق روكسهام غير الرسمي بين كندا والولايات المتحدة في مارس/ آذار 2022.

وأخبر مسؤولي الهجرة أنه يخشى العيش في الولايات المتحدة بسبب تزايد الكراهية والعنصرية تجاه المسلمين، وتتطابق روايته مع أدلة قدمها لمسؤولي الهجرة في محاولته البقاء في كندا، لكن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، صدر قرار برفض منحه صفة اللاجئ، بحسب الصحيفة.

وقال إن "كندا بلد احترام حقوق الإنسان والحريات، ولهذا السبب أتيت إلى هنا، لقد صُدمت من اتخاذ هذا القرار (رفض طلب اللجوء)".

وشدد على أن عائلته تعرضت خلال العام الماضي لمضايقات مستمرة من السلطات المصرية واستجواب حول مكان وجوده، وتم اعتقال صهره وتعذيبه واستجوابه لمدة خمسة أشهر.

وتابع: "الحكومة المصرية تبحث عني، وإذا أرسلتني الحكومة الكندية إلى مصر، فإن الحكومة الكندية ستكتب حكم الإعدام بحقي.. حجزت رحلة العودة إلى مصر في 1 نوفمبر (اليوم الأربعاء)".

ومضى قائلا إنه يأمل أن تعيد كندا النظر في أمر ترحيله، وتعيد تقييم المخاطر التي يواجهها في مصر.

وختم بقوله: "زوجتي وبناتي يعيشون في خوف دائم، وهذا ما جعل الوضع أسوأ.. لديهم قلق وخوف على حياتي إذا عدت".

المصدر | فيرنون مورنينج ستار - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كندا عزت جودة طبيب ترحيل مصر الإعدام

هولندا تحتجز لاجئا مصريا وسط مخاوف من احتمالية ترحيله