محللون: كأس العالم 2034 مفتاح تحديث السعودية

الأربعاء 1 نوفمبر 2023 05:20 م

اعتبر محللون أن الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 يعد فوزا لا يمكن إنكاره للسعودية، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى إعادة تشكيل اقتصادها والتخلص من صورتها النمطية المشكوك فيها.

وذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أنه لم يمض وقت طويل على نبذ القادة الغربيين للمملكة الصحراوية بعد مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، عام 2018 على يد عملاء حكوميين، ومع ذلك فإن المملكة اليوم تكتسب سمعة طيبة في "غزواتها الباهظة" بقطاع الرياضة، مدعومة بثروتها النفطية التي لا نهاية لها على ما يبدو، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".

فالسعودية أصبحت صاحبة الملف الوحيد لاستضافة كأس العالم 2034، وذلك بعد 27 يومًا فقط من الإعلان عن حملتها للاستضافة، وهو ما توجت به عامًا مذهلًا، حيث استحوذ الدوري السعودي للمحترفين على بعض كبار نجوم كرة القدم العالمية، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو ونيمار.

كما شقت السعودية طريقها إلى قمة لعبة الجولف الاحترافية بعد الضغط على اتحاد لاعبي الجولف المحترفين الأمريكي (PGA) للاندماج مع شركة LIV Golf الناشئة.

وهذه النجاحات وغيرها ليست مجرد مشاريع تافهة، فهي تهدف إلى جذب الاهتمام والسياح والاستثمارات إلى بلد محافظ للغاية لم يفتح أبوابه أمام الزوار غير المسلمين إلا في عام 2019.

وبعد أقل من عام على استضافة قطر لكأس العالم كأول دولة إسلامية، فإن الجارة الخليجية السعودية، في عهد حاكمها الفعلي البالغ من العمر 38 عامًا، ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، تستعد لمحاكاة منافستها الخليجية.

مشاريع عملاقة

وفي السياق، قال سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في جامعة سكيما بباريس: "ستمثل استضافة كأس العالم في عام 2034 ذروة برنامج التحول للمملكة العربية السعودية في عهد محمد بن سلمان، حيث تصعد البلاد من المنبوذة الدولية إلى عضو موثوق وشرعي في المجتمع العالمي".

وأضاف: "ستكون هناك فوائد تتعلق بالصورة والسمعة والقوة الناعمة والعلامة التجارية الوطنية، بالإضافة إلى بعض الفوائد الاقتصادية التي يريد بن سلمان أن تجنيها بلاده من الرياضة".

وهنا تشير الوكالة الفرنسية إلى أنه بحلول الوقت الذي تنطلق فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم، ستكون العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة قيد التنفيذ، بما في ذلك مدينة نيوم الضخمة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تهدف إلى أن تضم ناطحات سحاب متوازية تمتد لمسافة 170 كيلومترا (105 ميلا) عبر التضاريس الجبلية والصحراوية.

ونيوم هو المشروع الرئيسي لرؤية الأمير محمد 2030، ويعول عليه كثيرا لتنويع اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم قبل أن تبدأ مصادر الطاقة الأخرى في الحلول محل النفط الخام.

وتشمل المشاريع الأخرى القدية: وهي مدينة ترفيهية تضم حدائق ترفيهية ورياضات وغيرها من عوامل الجذب، والدرعية: وهي منطقة جذب سياحي ثقافي تضم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

وفي الوقت نفسه، تبني العاصمة الرياض مطار دولي رئيسي جديد، يهدف إلى منافسة دبي كمركز طيران إقليمي، وكشفت النقاب عن شركة طيران جديدة ذات أموال ضخمة، طيران الرياض.

ولذا يرى كريستيان أولريشسن، زميل شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للأبحاث، أن كأس العالم يعد "فرصة لعرض مجموعة من المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية 2030 والتي ينبغي أن تكون جاهزة للعمل بحلول ذلك الوقت، والتي تم تصميمها لوضع السعودية كوجهة للشركات والمستثمرين والسياح".

تدقيق شديد

وأضاف أولريشسن أنه مع التوقعات بارتفاع عدد السكان في السعودية بنسبة 50% إلى 50 مليون نسمة بحلول عام 2030، واستقبال 150 مليون سائح سنويا، فإن "الطموحات كبيرة، وستكون هناك حاجة إلى تدفق مستمر من الأحداث الكبرى لتحقيق هذه الطموحات".

وأضاف أن "الانخراط في الرياضة بشكل مكثف، كما فعل السعوديون مع كرة القدم والجولف مؤخرًا ولكن أيضًا في الرياضات الإلكترونية والألعاب أيضًا، هو وسيلة للوصول إلى جمهور كبير في جميع أنحاء العالم لرواية قصة السعودية".

ومع ذلك، تواجه المملكة تحديًا يتمثل في الاستعداد في الوقت المناسب لتصبح أول مضيف وحيد لكأس العالم الذي يضم 48 فريقًا، في ظل وجود عدد قليل من الملاعب ذات المستوى العالمي والبنية التحتية للنقل غير المكتملة.

كما ستواجه السعودية اتهامات بـ "الغسيل الرياضي" نظيرا لسجلها السيء في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك سمعتها كواحدة من أكثر بلدان العالم تنفيذا لعقوبة الإعدام.

وفي هذا الإطار، قال تشادويك: "مع استضافة الأحداث الكبرى التي تخضع لتدقيق مكثف، لن تكون السعودية مختلفة عن ذلك". وأضاف: "في الوقت الحالي، المملكة غير قادرة على استضافة البطولة؛ فعلى سبيل المثال خطوط النقل ليست جيدة بما فيه الكفاية وأماكنها غير كافية إلى حد كبير".

وأشار إلى أن استضافة كأس العالم تعني أن عقارب الساعة بدأت تدق، ويجب أن تكون السعودية جاهزة بحلول نهاية عام 2033.

وأكد السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الثلاثاء، أن كأس العالم 2034 ستقام في السعودية، وذلك بعد إغلاق فترة استقبال الطلبات ذات اليوم.

وتقدم الاتحاد السعودي مطلع الشهر الجاري بطلب لاستضافة نسخة 2034، وأغلق "فيفا" باب الطلبات يوم الثلاثاء 31 أكتوبر دون تقدم أحد آخر.

المصدر | أ ف ب/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية كأس العالم 2034 جمال خاشقجي محمد بن سلمان