بايدن يدرس معاقبة المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.. كيف؟

الأحد 19 نوفمبر 2023 01:34 م

بعد تسجيل ارتفاع منسوب العنف في الضفة الغربية، وتصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من كبار المسؤولين في إدارته البدء بفرض عقوبات وحظر التأشيرات على المستوطنين الإسرائيليين.

ووصف بايدن المسؤولين عن مثل تلك الهجمات بـ "المتطرفين الذين يهاجمون الفلسطينيين ويشردونهم من أراضيهم وبيوتهم في الضفة"، وفق ما كشفته وثيقة داخلية نشرها تقرير لصحيفة "بولتيكو" الأمريكية، وترجمها "الخليج الجديد".

ووفق الوثيقة، فقد طلب بايدن من كبار المسؤولين في إدارته البدء بفرض عقوبات وحظر التأشيرات على المستوطنين الإسرائيليين.

وقد وجهت مذكرة صادرة عن كبار الوزراء والمسؤولين في الإدارة الأمريكية، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين، الجمعة الماضي، إلى وكالاتهم تطلب منها وضع بعض الخيارات من أجل اتخاذ إجراءات سريعة ضد المسؤولين عن تنامي العنف في الضفة الغربية، بحسب الصحيفة.

ومن ضمن تلك الإجراءات، عدم منح المنتهكين تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة.

وصف بايدن المسؤولين عن مثل تلك الهجمات بالمتطرفين الذين يهاجمون الفلسطينيين ويشردونهم من أراضيهم وبيوتهم في الضفة.

أمّا تعريف هؤلاء المنتهكين، فقد تمّ بشكل دقيق في المذكرة، إذ شملت كافة الأشخاص أو الكيانات التي "شاركت بشكل مباشر أو غير مباشر حتى في أعمال أو سياسات تهدد أمن أو استقرار الضفة الغربية"، وشملت "كل من ينتهج أو يقترف أعمال ترهيب للمدنيين في الضفة".

وأكدت المذكرة أنّ بايدن يرى أنّ قضية عنف المستوطنين "تشكل تهديداً خطيراً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتزعزع الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وقال مسؤول أمريكي مطلع، إنّ إصدار هذا التوجيه جاء بعد نقاش مكثف حول الموضوع، حيث قدم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه جون فاينر مداخلاتهما المباشرة خلال عملية نقاش داخلية.

وتسعى إدارة بايدن للتأكيد أنّها تدعم حقوق المدنيين الفلسطينيين، حتى عندما تدافع بقوة وشراسة عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد حماس.

يأتي ذلك في وقت تسعى فيه إدارة بايدن للتأكيد أنّها تدعم حقوق المدنيين الفلسطينيين، حتى عندما تدافع بقوة وشراسة عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد "حماس"، كما جاءت بالتزامن مع سعي أعضاء في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن لفرض شروط على المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة.

كما يأتي هذا التحذير، وسط مخاوف بشأن انتهاك إسرائيل لبرنامج الإعفاء من التأشيرة الأميركية، الذي يسمح للمسافرين المؤهلين بالتقدم لدخول الولايات المتحدة دون تأشيرة مسبقة.

واعترفت وزارة الخارجية الأمريكية، بهذه المخاوف خلال وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث قال المتحدث باسمها ماثيو ميلر، إن "هناك إجراءات تصيحيحة متاحة لنا" إذا لم تلتزم إسرائيل بالبرنامج.

وتمنع إسرائيل الأمريكيين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة من دخول دولة الاحتلال، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما يعد انتهاكا لاتفاقية ثنائية بين واشنطن وتل أبيب.

ومن شأن انتهاك إسرائيل المستمر للاتفاقية، أن يؤدي إلى تفعيل آلية العودة المفاجئة للاتفاقية، وتعليق الامتيازات التي يحصل عليها المواطنون الإسرائيليون من خلال عدم حاجتهم إلى تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، وفق التقرير.

ويعيش في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، ولطالما كانوا يتعاملون مع الفلسطينيين أسوأ معاملة.

وازداد الوضع سوءاً بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث بدأ المستوطنون باستغلال الحرب لإنهاء وجود غير اليهود في المنطقة (ج)، في إشارة إلى الأراضي المصنفة (ج) أو (سي) وفق اتفاقية أوسلو الموقعة في 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وتشكل تلك الأراضي 61% من أراضي الضفة، بحسب ما أوضح سابقاً الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان غاي هيرشفيلد.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، جدد بلينكن، خلال اتصال هاتفي مع الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس، على "الحاجة الملحة لخطوات صارمة من أجل خفض التصعيد في الضفة الغربية، من بينها مواجهة المستويات المتزايدة من عنف المستوطنين المتطرفين".

واستشهد نحو 215 فلسطينيا على يد مستوطنين وجنود إسرائيليين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وارتفعت حوادث عنف المستوطنين من 3 يوميا في وقت سابق من هذا العام، إلى 7 منذ الهجمات، وفقا للأمم المتحدة.

كما تم تهجير حوالي 11 مجتمعًا فلسطينيًا بالكامل في عام 2023 وحده، وفقًا لاتحاد حماية الضفة الغربية، 6 منها منذ هجوم "حماس".

وكثيرا ما أدان بايدن تصاعد أعمال العنف، وقال الشهر الماضي: "ما زلت أشعر بالقلق إزاء مهاجمة المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين في الضفة الغربية"، وشبه الهجمات بـ"صب البنزين على النار".

وأضاف: "إنهم يهاجمون الفلسطينيين في الأماكن التي يحق لهم التواجد فيها، ويجب أن يتوقفوا.. يجب محاسبتهم".

ووقف بايدن بحزم خلف إسرائيل، قائلاً إنها بحاجة إلى الرد على الجماعة المسلحة في غزة.

وفي وقت لاحق، واجهت الإدارة ضغوطًا للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

ولليوم 44 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 12 ألفا و300 قتيل فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

المصدر | بولتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تأشيرات استيطان مستوطنات إدارة بايدن بايدن عقوبات غزة

واشنطن تفرض قيودا على دخول مستوطنين لأراضيها بسبب ممارساتهم بالضفة الغربية

منظمة إسرائيلية: مستوى قياسي لعنف المستوطنين بالضفة الغربية في 2023

23 نائبا إسرائيليا يطالبون بايدن بتوضيح اتهامات إدارته لمستوطني الضفة الغربية

ارتفاع عدد البؤر الاستيطانية بالضفة بشكل غير مسبوق منذ حرب غزة