خريطة طريق مصرية لغزة.. هكذا يمكن لـ"حماس" محاصرة نتنياهو

الأربعاء 27 ديسمبر 2023 08:17 ص

إذا استخدمت أوراقها جيدا، يمكن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تنتصر وتحاصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال خريطة طريق مصرية مقترحة لإنهاء حرب إسرائيل المدمرة والمتواصلة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب تحليل لجيمس دورسي في مركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review)..

دورسي قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن القاهرة عرضت على حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي خريطة طريقة مقترحة من ثلاث مراحل لا تلبي المطالب الإسرائيلية والفلسطينية المتبادلة.

وبينما يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ 2007 والقضاء على القدرات العسرية للحركة، أضاف دورسي أن "حماس استخدمت الخطة (المصرية) لزيادة الضغط على نتنياهو لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الأسرى".

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مقابل نحو 240 فلسطينيا أطلق سراحهم الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

واستدرك دورسي: "ومع ذلك فإن إيجاد أرضية مشتركة بين إسرائيل، العازمة على تدمير حماس بأي ثمن، ورفض الحركة التفاوض على المزيد من عمليات تبادل الأسرى دون وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة، يرقى إلى مستوى مهمة مستحيلة".

وأردف أن "الاقتراح المصري يسعى إلى المناورة في حقول الألغام عبر اقتراح تبادل جميع الأسرى لدى حماس مقابل جميع الفلسطينيين في السجون إسرائيلية، على ثلاث مراحل خلال شهرين يوقف خلالهما الطرفان إطلاق النار. وبهذا، ستتخلى حماس عن مطلب الوقف الدائم لإطلاق النار".

ووصف عضو المكتب السياسي لـ"حماس" أسامة حمدان، في تصريح متلفز"، الخطة المصرية بأنها "لا تزال أفكارا" وليست اقتراحا رسميا،  فيما قال عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس لعائلات الأسرى: "توجد مقترحات مصرية وأخرى تتطاير من جميع الاتجاهات".

انسحابات ومصالحة

كما يتصور الاقتراح المصري انسحابات عسكرية إسرائيلية من غزة خلال فترة تبادل الأسرى، ما من شأنه أن يجبر إسرائيل، في حال تجدد القتال، على تبني عمليات عسكرية أقل تدميرا، بما يتماشى مع المطالب الأمريكية، كما زاد دورسي.

وحتى أمس الثلاثاء، خلّفت الحرب الإسرائيلية الوحشية 20 ألفا و915 شهيدا، و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وقال دورسي إنه "على افتراض أن هدف إسرائيل، المتمثل في تدمير حماس، غير واقعي، فإن الخطة تتصور إجراء محادثات مصالحة بوساطة مصرية وقطرية بين حماس وحركة فتح، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

وفازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية، سيطرت الحركة على غزة منذ العام التالي، في ظل خلافات مع "فتح" لم تفلح جهود إقليمية ودولية متعددة في معالجتها.

دورسي أضاف أن "التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين من شأنه أن يفتح الباب أمام حماس لتصبح جزءا من الإدارة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي مظلة شاملة".

وأردف: في ما يبدو ردا على الجهود المبذولة للمصالحة بين حماس وفتح، أضاف نتنياهو، في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال"، استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني إلى أهدافه في الحرب".

وقال نتنياهو في مقاله: "يجب تدمير حماس ونزع سلاح غزة واستئصال التطرف من المجتمع الفلسطيني.. هذه هي الشروط الأساسية الثلاثة للسلام بين إسرائيل وغزة".

حكومة وانتخابات

وتنص الخطة المصرية أيضا، بحسب دورسي، على تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية تتولى السلطة في المرحلة الثالثة، وتمهد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية طال انتظارها وستتنافس فيها حماس".

وأضاف أنه "على النقيض من إسرائيل، تريد الولايات المتحدة أن ترى سلطة فلسطينية قادرة وفعالة تحكم الضفة الغربية وقطاع غزة، ولذلك قد تجبر المصالحة الفلسطينية واشنطن على ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.

و"من المحتمل أن يشكل الاقتراح المصري، في حال تبنيه، انتصارا لحماس"، وفقا لدورسي، الذي نقل عن دبلوماسي عربي لم يكشف عن هويته قوله إنه "إذا لعبت حماس بورقتها بشكل جيد، فقد تتمكن من محاصرة نتنياهو".

وتسود توقعات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاقات أمام "حماس"، ستطيح بقيادات سياسية وعسكرية واستخباراتية، في مقدمتهم نتنياهو (74 عاما)، وهو أطول رئيس وزراء بقاءً في منصبه منذ أن أُقيمت دولة الاحتلال في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

المصدر | جيمس دورسي/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

خريطة طريق مصر حماس نتنياهو حرب غزة مصالحة

مسؤولون فلسطينيون يتوجهون إلى القاهرة خلال أيام.. لماذا؟

هيئات فلسطينية تدعو مصر لتحمل مسؤولياتها تجاه وقف العدوان الإسرائيلي على غزة

هل تستطيع تركيا تحقيق المصالحة بين فتح وحماس؟ وما دور الجزائر ومصر؟

وزير بريطاني سابق: التواطؤ الغربي على غزة فشل.. والاعتراف بحماس بات ضرورة 

وصلت للمطالبة بإقالته.. غضب واسع بسبب تصريحات وزير خارجية مصر عن حماس