تقدير أوروبي: هكذا نستغل في الخليج انحياز أمريكا لإسرائيل

السبت 20 يناير 2024 09:53 م

في ظل انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها الراهنة على قطاع غزة، يمكن أن تطرح أوروبا نفسها في دول الخليج العربية كبديل لواشنطن، لاسيما في مجالي الدبلوماسية الإقليمية والأمن البحري، وفقا لسينزيا بيانكو وكاميل لون في تحليل بـ"المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" (ECFR).

وقالت بيانكو ولون، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "دول الخليج غير مستعدة للانخراط في التخطيط لمرحلة ما بعد حرب غزة (يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) دون وقف إطلاق النار والتزام دولي واضح بالضغط على إسرائيل نحو تسوية سياسية (تقود إلى إقامة دولة فلسطينية)".

واعتبرتا أن "هذه الحسابات، جنبا إلى جنب مع فكرة راسخة مفادها أنه لا يمكن إنجاز أي شيء قبل أن تشدد الولايات المتحدة موقفها تجاه إسرائيل، تحد من قدرة دول الخليج على الاضطلاع بدور أكثر نشاطا في حرب غزة".

و"يتعين على الأوروبيين أن يأخذوا هذه القيود في الاعتبار عند التعامل مع عواصم الخليج، التي يشكل دعمها المالي والدبلوماسي لحل الأزمة أهمية بالغة"، كما زادت بيانكو ولون.

وتابعتا: "وينبغي على الأوروبيين أن تكون لديهم توقعات واقعية بشأن ما يستطيع شركاؤهم في الخليج أن يقدموه  أو يرغبون في تقديمه. ولا ينبغي لهم أن يتوقعوا منهم المخاطرة بمصالحهم الوطنية أو تحمل معظم جهود إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع في غياب ضمانات أمريكية وأوروبية واضحة لضمان هذه الأموال".

دعم قوي لإسرائيل

و"في السنوات الأخيرة، أشارت دول الخليج إلى تراجع شهيتها لإنقاذ البلدان المجاورة التي تعاني من ضائقة مالية، من دون منظور تحقيق عوائد اقتصادية ملموسة أو دور أكبر في المسار السياسي للدول المتلقية"، بحسب بيانكو ولون.

وزادتا: "كما يتعين على الأوروبيين أن يضعوا في اعتبارهم أن التنافس العربي الداخلي، بين السعودية والإمارات في المقام الأول، يلعب دورا في مواقفهم السياسية في غزة وخارجها".

وأردفتا: ""وأخيرا، فإن التصور القوي في الخليج بأن الأوروبيين يصطفون مع الولايات المتحدة في دعمها القوي لإسرائيل يحد من فرص التعاون الأوروبي الخليجي، لذا سيتعين على الأوروبيين أن يتنقلوا بين كل هذه التعقيدات لإيجاد مصلحة مشتركة واضحة بينهم وبين دول الخليج".

دبلوماسية وأمن بحري

بيانكو ولون قالتا إن التعاون بين أوروبا ودول الخليج "يمكن أن يبدأ هذا على جبهة أكثر واقعية تتمثل في منع التصعيد الإقليمي في بلاد الشام والعراق والبحر الأحمر، بدلا من معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأساسي".

وأضافتا: "مثلا، يستطيع الأوروبيون الاستفادة من حقيقة مفادها أن موقفهم من الصراع أقل انحيازا تجاه إسرائيل من موقف الولايات المتحدة، لوضع أنفسهم كشركاء بديلين، سواء في مجال الدبلوماسية الإقليمية أو الأمن البحري".

ورأتا أن "التحفظ السعودي والإماراتي تجاه العملية البحرية، التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر (ضد جماعة الحوثي اليمنية)، يمكن أن يفتح المجال أيضا لمشاركة موازية بديلة بين الأوروبيين ودول الخليج في صيغة قد تنظر إليها إيران (الداعمة للحوثيين) على أنها أقل عدائية وأكثر اعتدالا".

وتضامنا مع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المدمرة، شن الحوثيون هجمات على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر؛ مما خلّف تداعيات على حركة شحن البضائع وسلاسل التوريد العالمية.

و"في حين تقصف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أهدافا للحوثيين في اليمن، فإن هذا (التعاون الأوروبي الخليجي المقترح) سيكون موضع ترحيب إلى حد كبير من جميع ممالك الخليج، ويلبي المصالح الاقتصادية الأوروبية والعالمية"، على حد تقدير بيانكو ولون.

المصدر | سينزيا بيانكو وكاميل لون/ المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- ترجمة وتحرير الخليج الجديد ​​​​​​​

  كلمات مفتاحية

حرب غزة أوروبا أمريكا إسرائيل الخليج انحياز أمن بحري مصالح

تريد "فواصل إنسانية".. واشنطن ترفض الوقف الشامل لإطلاق نار في غزة

كيف تحرض وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية على كراهية العرب والمسلمين؟