موظفو سي إن إن ينتقدون سوء الممارسة الصحفية في حرب غزة

الاثنين 5 فبراير 2024 07:33 ص

تواجه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، رد فعل عنيفا من موظفيها، بسبب السياسات التحريرية التي يقولون إنها أدت إلى تبني الدعاية الإسرائيلية، وفرض رقابة على وجهات النظر الفلسطينية في تغطيتها للحرب في غزة.

ونقلت صحيفة "الجارديان"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن أحد موظفي الشبكة الأمريكية، قوله إن غالبية الأخبار منذ بدء الحرب "انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسساتي داخل الشبكة تجاه إسرائيل".

وأضافت الصحيفة عن موظفين ومذكرات داخلية اطلعت عليها: "القرارات التحريرية اليومية تتشكل من خلال تدفق التوجيهات من مقر (سي إن إن) في أتلانتا، والتي وضعت مبادئ توجيهية صارمة بشأن التغطية".

وتابعت: "التوجيهات تتضمن قيودا مشددة على نقل آراء حماس ونقل وجهات نظر فلسطينية أخرى، في حين يتم أخذ تصريحات الحكومة الإسرائيلية على محمل الجد، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يوافق مكتب القدس على كل قصة عن الصراع قبل بثها أو نشرها".

ويقول الصحفيون في غرف الأخبار في "سي إن إن" في الولايات المتحدة وخارجها، إن البث قد انحرف بسبب قوانين الإدارة وعملية الموافقة على المواضيع التي أسفرت عن تغطية جزئية للغاية لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والحرب الإسرائيلية على غزة.

وانتقد موظف في "سي إن إن"، بشدة تغطية الشبكة الإخبارية للحرب على غزة، واصفا إياها بأنها "ترقى إلى سوء الممارسة الصحفية"، مضيفا أن التغطية الإخبارية "انحرفت بسبب التحيز المنهجي والمؤسسي داخل الشبكة تجاه إسرائيل".

وتشمل تلك الإجراءات قيودا مشددة على الاقتباس من حركة "حماس"، ونقل وجهات النظر الفلسطينية، في حين أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية تؤخذ في ظاهرها، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم حذف كل قصة أو خبر عن الحرب، يرد من مكتب القدس المحتلة.

وبحسب صحفيي الشبكة الأمريكية، فإن لهجة التغطية تم تحديدها من قبل رئيس تحريرها الجديد ومديرها التنفيذي مارك تومسون، حيث يشعر بعض الموظفين بالقلق من استعداد تومسون لتحمل المحاولات الخارجية للتأثير على التغطية.

وشغل تومسون سابقا منصب مدير عام لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، واتهم بالرضوخ لضغوط الحكومة الإسرائيلية في عدد من المواقف، بما في ذلك المطالبة بإقالة أحد أبرز مراسلي الشبكة في القدس المحتلة، عام 2005.

وأصدر ديفيد ليندسي، مدير المعايير والممارسات الإخبارية في الشبكة، في أوائل نوفمبر/تشرين الثانين توجيها يحظر نشر معظم تصريحات حركة حماس، ووصفها بأنها "خطاب تحريضي ودعاية".

واعترفت مصادر في "سي إن إن" بأنه لم تجر أي مقابلات مع حركة "حماس" وقاداتها منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وواجهت مراسلة الشبكة سارة سيندر، انتقادات لترديدها الرواية الإسرائيلية المزعومة بأن "حماس" قطعت رؤوس عشرات الأطفال في بداية عملية "طوفان الأقصى"، ثم اعتذرت لاحقا عن الرواية.

وقال أحد الصحفيين في الشبكة، إن هناك أفرادا مختارين يقومون بتحرير جميع التقارير مع تحيز مؤسسي مؤيد لإسرائيل، وغالبا ما يستخدمون لغة وعبارات لإعفاء الجيش الإسرائيلي من مسؤولية جرائمه في غزة، والتقليل من عدد القتلى الفلسطينيين والهجمات الإسرائيلية.

في حين قال موظفون آخرون، إن بعض الصحفيين ذوي الخبرة في تغطية الحرب وأخبار المنطقة، باتوا يتجنبون التكليفات المتعلقة بإسرائيل، حيث يرون أنهم لن يكونوا أحرارا في سرد القصة بأكملها.

وقال أحد الموظفين، إن هناك الكثير من الصراع الداخلي والمعارضة داخل الشبكة، ويتطلع بعض الموظفين لترك العمل.

ويرى بعض الصحفيين في الشبكة أن مشكلة الانحياز متجذرة منذ سنوات جراء الضغط التي تواجهه الشبكة من الحكومة الإسرائيلية والجماعات المتحالفة معها في الولايات المتحدة، إلى جانب الخوف من فقدان الإعلانات.

وخلال العام الأخير، عرفت "سي إن إن"، التي تأسست عام 1980، تحديات كبرى أطاحت بريادتها بين شبكات الأخبار الأمريكية، لتحتل المركز الثالث من حيث نسب المشاهدة، خلف "فوكس" و"إم إس إن بي سي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سي إن إن الجارديان سياسية تحريرية حرب غزة انحياز إسرائيل فلسطين رواية منحازة