سكان غزة يفرون من رفح قبيل الهجوم الإسرائيلي المتوقع

الأربعاء 14 فبراير 2024 09:31 ص

بدأ الفلسطينيون في التدفق هربا من رفح، قبيل الهجوم الإسرائيلي المتوقع على المدينة الجنوبية التي تستضيف حوالي 1.5 مليون نازح من غزة.

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن العملية العسكرية في رفح، ضرورية لاستئصال مقاتلي "حماس" من غزة، على الرغم من عدم وجود دلائل حتى الآن، على هجوم بري وشيك.

وعلى مدى أربعة أشهر من الحرب، دفعت أوامر الإخلاء الإسرائيلية المدنيين نحو رفح، المدينة الواقعة في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر، حيث قصف الجيش الإسرائيلي المنطقة واجتاحت القوات البرية خلالها.

ورفح هي قاعدة العملية الإنسانية للأمم المتحدة لدعم المدنيين في غزة.

واضطر العديد من النازحين الذين فروا إلى المدينة، التي تضم حاليًا أكثر من نصف سكان المنطقة، إلى نقل عائلاتهم عدة مرات بحثًا عن الأمان.

وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة ضرباتها الجوية على أهداف في رفح.

ووفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، وترجمه "الخليج الجديد"، فقد شنت القوات الإسرائيلية عملية إنقاذ لتحرير أسيرتين من شقة بوسط رفح في وقت مبكر من الإثنين.

واستشهد ما لا يقل عن 67 فلسطينيًا عندما شنت إسرائيل غارات جوية على المباني المحيطة، بما في ذلك أهداف تابعة لـ"حماس" في المنطقة المجاورة.

وفي أعقاب العملية الإسرائيلية، بدأت العديد من الأسر النازحة التي تعيش في ملاجئ مؤقتة في تفكيك خيامها وجمع ممتلكاتها لمغادرة المدينة.

وقال ثائر محمد، النازح مع عائلته من خان يونس، إنهم عاشوا "ليلة رعب" خلال مهمة الإنقاذ الإسرائيلية.

وفي اليوم التالي، سافر إلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، للبحث عن مكان جديد لعائلته.

وأضاف: "سنبقى مؤقتاً في غرفة صغيرة مع عائلتين أخريين حتى أتمكن من العثور على مكان لخيمة".

وتابع: "نحن نحاول الهروب من الموت لكنه في كل مكان حولنا".

من جانبها، قالت سارة نايف، التي تعيش أسرتها المكونة من 12 فرداً في رفح، بعد أن نزحت للمرة الأولى قبل ثلاثة أشهر، إنها تشعر باليأس.

وأضافت: "لم يتركوا لنا مكانًا للفرار.. وفي الليلة التي أنقذوا فيها الأسرى، انهمرت الصواريخ واعتقدت أننا سنقتل".

وتخطط الأسرة الآن للانضمام إلى أقاربها في خيمة في منطقة ساحلية من الإقليم.

فيما قالت فرح محمد النازحة مع أطفالها الخمسة من مدينة غزّة شمالي القطاع، والتي لم تتمكّن من التواصل مع زوجها منذ شهر: "لا أعرف أين نذهب، لا أملك نقودًا للذهاب إلى وسط القطاع، كما أنّ الطريق خطير والموت في كلّ مكان".

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، ردا على هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب البلاد، والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص.

واستشهد أكثر من 28 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي الذي دمّر القطاع وأثار أزمة إنسانية.

وحذرت وكالات الإغاثة والمسؤولون الغربيون من أن أي هجوم بري في رفح قد يكون كارثياً، نظراً للكثافة السكانية المكتظة هناك.

في حين حثت الولايات المتحدة إسرائيل على الامتناع عن أي هجوم إلى أن يتم اتخاذ ترتيبات "جديرة بالثقة" لحماية أرواح المدنيين.

في المقابل، قال نتنياهو إنه طلب من الجيش وضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح، على الرغم من أن مسؤولي الأمم المتحدة حذروا من أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

وقال المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ينس ليركه: "لم نتلق أي اتصال رسمي أو طلب من السلطات الإسرائيلية بشأن عمليات الإجلاء من رفح".

وبغض النظر عن ذلك، فإن الأمم المتحدة لا تشارك في عمليات الإجلاء القسري وغير الطوعي، وفق لاركي، الذي وأضاف: "يجب حماية المدنيين سواء انتقلوا أو بقوا، ويجب السماح بتقديم الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين أينما كانوا".

ويقع المعبر الحدودي الوحيد بين القطاع ومصر في مدينة رفح، والذي يعول عليه بشكل رئيسي طوال عقود في إدخال المساعدات للقطاع وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر.

وتقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص.

وقد نزح بعض هؤلاء نحو 6 مرات هروباً من القصف الإسرائيلي.

وبذلك يكون عدد سكان رفح قد تضاعف 5 مرات مع فرار الناس من القصف، وغالباً بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة.

ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية في مراكز إيواء مكتظة كالمدارس أو في الشوارع، أو في أي رقعة أرض، محاطين بالسياج الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي.

كما تعاني المدينة على المستوى الصحي، فلا يوجد بها إلا عدد قليل من المستشفيات أبرزها مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وجميعها تعاني نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية في توفير العلاج، ومراعاة المرضى.

ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين.

وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمناً، لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإنّ المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.

المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

رفح نزوح خان يونس إسرائيل حرب غزة قصف عملية عسكرية

دراسة عبرية: إسرائيل تفتقد عقيدة أمن قومي وهجوم حماس قتل مفهوم التفوق العسكري

إيكونوميست: انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول اجتياح رفح