اعتقال مسؤول عسكري فلسطيني لرفضه مشاركة «عباس» في جنازة «بيريز»

الاثنين 3 أكتوبر 2016 05:10 ص

اعتقلت قوات الأمن الفلسطيني المقدم «أسامة أبو عرب»، مدير العلاقات العامة في الارتباط العسكري الفلسطيني، لاحتجاجه على مشاركة الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» في جنازة «شيمون بيريز». 

جاء ذلك بعد يوم من قرار بإيقافه عن العمل بسبب منشور كتبه على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بخصوص مشاركة الرئيس «محمود عباس» في جنازة «شيمون بيريز» الرئيس الإسرائيلي السابق، التي أثارت ردود فعل مختلفة في الشارع الفلسطيني، وفقا لـ«القدس العربي».

وكان «أبو عرب» قد وجه رسالة إلى الرئيس عباس قال فيها، «سيدي الرئيس. ولست إلا إنسان أنا في الوطن المحتل لي ما لي من حقوق وعلي ما علي من واجبات أسرَفْت في حبي للوطن وأعانق حقيقة كوْني فلسطينيا يُخطئ لكن لا يمس المحرمات وإنني إذْ أناجيك الآن فإنني لست مخطئاً فأنا أناجيك بما أرى وما رأيْت وما أسمع وما سمعت». 

وأضاف «سيدي الرئيس ومنك أتعلّم لقد توالت علينا ردود الفعل وسن الجميع أنيابهم عندما تم إعلان توجهك للتعزية بشمعون بيريز ذلك المؤسس للاستيطان الذي تدعو أنت لإيقافه إضافة لممارساته بعد أوسلو وتصريحاته ومشاركاته في استمرار المعاناة الفلسطينية. وعلى كل حال سواءً أكان إرهابيا أو لم يكن وسواءً كان صاحب فكرة تكسير العظام في الانتفاضة الأولى أو لم يكن وسواءً كان له علاقة بمجزرتي مخيم جنين وحارة الياسمين بنابلس أو لم يكن، وسواءً كان له علاقة بمجزرة قانا أو لم يكن فمن هو حتى تتوجه للمشاركة في جنازته فيما يرفض معظم أبناء شعبك الذين تمثلهم ذلك».

وتابع في رسالته «لك أن تمر بأم الشهيد أسيراً ياسر حمدوني وتسألها فإذا وافَقَت فتوكل على الله وإذا لم توافق فاحسم أمرك. وإنك إذا قررت المشاركة في الجنازة لقاتل أبنائنا وحدك فقد أخطأت وإذا قررت بناءً على استشارات فقد ضلّلوك. ولا علاقات شخصية ولا علاقات ودية مع المحتل ما دام يستمر بسياسته العنجهية ضد أبناء شعبنا. أعِد النظر يا سيدي».

ومن جانبه، قال الخبير القانوني «ماجد العاروري»، «فيما يتعلق بإيقاف المقدم أسامة منصور عن العمل كونه أبدى رأياً سياسياً معارضاً لمشاركة الرئيس حيث أوقف على ما يبدو وفقاً لأحكام قانون الخدمة في قوى الأمن المادة 90 فإن العقوبة ذاتها يجب أن توقع ضد جميع العاملين في قوى الأمن وأبدوا رأياً سياسيا مؤيداً لهذا الحدث أو أحداث سياسية مشابهة كونهم ارتكبوا المخالفة القانونية نفسها. فإبداء الرأي السياسي قد يكون مخالفاً وقد يكون مؤيداً ويشمل ذلك مشاركة أي رجل امن في تجمعات التأييد بنفس درجة مشاركتهم في تجمعات سياسية مناهضة».

وتابع «القانون الأساسي الذي منح كل المواطنين الحق في التعبير عن رأيهم السياسي واستثنى قانون قوى الأمن رجال الأمن من ذلك ساوى بينهم ولم يميز بينهم حسب طبيعة الرأي السياسي ان كان مؤيداً للسلطات الحاكمة أو معارضاً لها».

هذا، وأعلن اللواء «توفيق الطيراوي»، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أنه «ضد مشاركة الرئيس محمود عباس أبو مازن في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيرز». 

وأكد أن اللجنة المركزية لحركة فتح (أعلى هيئة قيادية) لم تتم استشارتها في هذه المشاركة، موضحا وجود اعتراضات من قبل شخصيات وازنة في السلطة ضد المشاركة والتعزية.

وقال إنه لم يستشر بخصوص مشاركة «أبو مازن» والوفد المرافق له في جنازة «بيرز»، التي جرت الجمعة في القدس، وأكد أنه لو استشر في الأمر لأعلن اعتراضه.

وتابع «لم تتم استشارة اللجنة المركزية لحركة فتح بخصوص هذه المشاركة، ولم يطرح الموضوع أساسا في إطار اللجنة المركزية».

وأشار إلى أنه «يجب التفريق بين حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، على اعتبار أن الرئيس يشارك في جنازة بيرز بصفته رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية».
وكان الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» قام بمصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» عند وصوله القدس المحتلة للمشاركة في مراسيم جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق «شيمون بيرز»، فيما احتضن زوجة «بيريز»، وظهو وهو يبكي على رحيله.

وبحسب صحف فلسطينية محلية، قال الرئيس الفلسطيني لـ«نتنياهو»: «منذ وقت طويل لم نلتق»، فرد عليه بالقول: «أقدّر حضوركم للجنازة».
وبرز من بين المشاركين في تشييع الجثمان، الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، ووزير الخارجية المصري «سامح شكري» الذين جلسا في الصف الأول إلى جانب بعضهما البعض.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

جنازة بيريز الأمن الفلسطيني حركة فتح محمود عباس