الغواصات الروسية تشق طريقها نحو حلب وقلق عالمي من الاستعراض البحري الروسي

الأربعاء 2 نوفمبر 2016 07:11 ص

يعتقد أنّ الغواصة التي تم رصدها مؤخرا هي واحدة من 3 غواصات مسلحة متوجهة تجاه البحر المتوسط لتقف على مسافة ضرب سهلة من مدينة حلب السورية المحاصرة.

في حين يدين العالم تحرك أسطول من السفن الروسية في طريقه لشرق البحر المتوسط، حذّر الخبراء أنّ الغواصات ستمطر أقوى معاقل المعارضة بوابل من المعدن المميت.

وتأتي هذه الأنباء في ظل تصاعد التوترات بين لندن وموسكو بعد قرار بريطانيا بنشر دبابات وطائرات مقاتلة ونحو 800 جندي في مناورات البلطيق.

وليست تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا أسلحة الدمار الصامتة لمهاجمة الأراضي السورية.

في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، نجح أسطول روسيا البحري العسكري في تجربة إطلاق أول صاروخ كروز من غواصة، عندما تمّ إطلاق 4 صواريخ كاليبر بمدى 4 آلاف كيلومتر على مواقع لتنظيم الدولة.

ومن المتوقع ألا يكون تنظيم الدولة هو الهدف هذه المرة، ولكن حلب، حيث يحاصر 270 ألف من المدنيين دون أمل في الهرب.

وكشفت المصادر أنّ اثنين من الغواصات من طراز أكولا، مسلحة بأنظمة صواريخ كروز أرضية من طراز كاليبر تعرضت «لضغوط» من قبل البحرية الملكية لإبحارها بالبحر الأيرلندي.

وتسللت غواصة ثالثة من طراز كيلو من نفس الأسطول، عبر القناة الإنجليزية بعد أن تم رصدها عن طريق طائرة دوريات بحرية نرويجية من طراز بي3 حين ظهرت على السطح.

وعلى الرغم من كونها أبطأ من نظيراتها من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، إلا أنّ غواصات روسيا من طراز كيلو تعدّ الأهدأ بين الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء في العالم، وصممت خصيصًا لخوض الحرب ضد الغواصات.

 وتم تعقب الغواصات الثلاث قبالة الجنوب الغربي بواسطة غوصة تتبع البحرية الملكية، والتي تضم فنيين ناطقين بالروسية في طاقمها وتتبعتهم في تواصل استمر لمدة 6 ساعات.

وذلك حتى انضمت لها غواصة أخرى تابعة للناتو.

وقال مصدر بحري: «باقتراب الغواصات الروسية بهذه الدرجة، بدا واضحًا أنّ الغواصات الروسية أرادت أن نعلم أنها كانت هناك. ثمّ بعد فترة، غاصت عميقًا».

ويظه رئيس الوزراء الروسي «فلاديمير بوتين» استعراضا واضحا لـ«القوة الاستراتيجية» حين أمر مجموعة الحاملات بالإبحار عبر القناة الإنجليزية.

لكن الأسطول السطحي من المحتمل أن يكون مجرد إلهاء.

وأضاف المصدر الليلة الماضية: «إنّ القوة الضاربة الحقيقية هي الغواصات الهجومية من طراز أكولا، ومن الممكن أن يعمل زورق كيلو في المياه الضحلة للبحر الأسود. وبينما سيتم تركيز الانتباه على حاملة الطائرات أدميرال كوزينتسوف، فإنّ الغواصات هي ما ستوفر القوة الضاربة». 

والغواصات هي جوهرة تاج البحرية الروسية. وتم استبدال المجندين بطواقم مهنية من المتطوعين يتمتعون بزيادة في التمويل، بيما تمّ تقليص الميزانيات العسكرية الأخرى.

وأفاد حلف الناتو أنّ نشاط الغواصات الروسية قد وصل إلى مستويات الحرب الباردة بعد أن ضاعفت روسيا عدد الغواصات الدورية.

ويملك الأسطول الشمالي ثلاث غواصات نشطة وكلها تحمل صواريخ كاليبر كروز.

وقال القائد السابق بحلف الناتو، الأدميرال «كريس بيري»: «كل ذلك يدور حول رغبة روسيا في وضع بصمة لها في شرق المتوسط. أحد أسباب ذلك التحرك هو عملياتها في سوريا، ولكن السبب الآخر هو الرغبة في السيطرة على البحر الأسود».

وأضاف الخبير البحري «ماجنوس نوردنمان» بالمجلس الأطلسي: «نجاح الإطلاق الروسي في ديسمبر/ كانون الأول كان خطيرًا للغاية. فإذا كانت الغواصات الروسية قادرة على إصابة الأراضي السورية، فإنّها بالتالي قادرة على إصابة أي أرض أخرى. قبل ذلك، كانت الغواصات الأمريكية والبريطانية والفرنسية فقط هي التي تمتلك تلك القدرة. وإذا كانت التقارير دقيقة، فإن الولايات المتحدة عليها أن تنظر إلى ذلك بعين الاعتبار».

وقد حذّر من تقليص وزراء الدفاع الأوروبيين تمويل قواتهم البحرية، في حين أنّ القوة البحرية تصبح حاسمة بشكل متزايد. وأضاف: «تخلصت المملكة المتحدة من طائراتها البحرية الدورية، ولهذا تعتمد الآن على النرويج. لكن الكثير من المنافسة الناشئة تحدث الآن بالبحر. إنّها ليست روسيا فقط. انظروا لبحر الصين الجنوبي».

وفي نهاية العام الماضي، قامت روسيا ببث لقطات تظهر قيام غواصاتها بقصف أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ولكن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية الروسية نفي هذه الأنباء التي تم تداولها مؤخرا، ووصفها بأنها سخيفة. مؤكدا أن التشكيلات القتالية الروسية متواجدة بشكل دائم في البحر المتوسط، إلا أن بلاده لا تنوي استخدامها لتوجيه ضربات جديدة في سوريا.

المصدر | إكسبرس نيوز

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا حلب أسطول بحري غواصات روسية