الخوف من «الدولة الإسلامية» و«الإخوان» وراء التقارب السعودي الروسي؟

الخميس 27 نوفمبر 2014 10:11 ص

أحد علامات التخبط في السياسة الخارجية السعودية، أنها تتحالف مع الإستراتيجية الأمريكية من أجل خفض أسعار النفط كي تضرب الاقتصاد الروسي والإيراني الداعمين لحكم «بشار الأسد» في سوريا، ولكنها بالمقابل تسعي للتقارب مع الروس نكاية في الأمريكان الذين يرفضون عزل الأسد ويفضلون قصر حربهم في سوريا والعراق علي ضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط!

أعلن وزيرا خارجية روسيا «سيرغي لافروف» ونظيره السعودي الأمير «سعود الفيصل» اتفاقهما «على ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس (جنيف 1) مع التركيز على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية».

وخلال محادثات عقدها الجانبان في العاصمة الروسية موسكو، الجمعة الماضية، وبحسب بيان صحفي مشترك، ناقش الجانبان في اجتماعهما العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها.

وقال «سيرغي لافروف» وزير الخارجية الروسي إن العلاقات الروسية السعودية تحظى بأهمية متزايدة على ضوء تصاعد «خطر الإرهاب» وأهمية توحيد جهود كافة الأطراف التي تتفهم مدى مخاطر تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من التنظيمات الإرهابية الموجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال «لافروف»، في تصريحات للصحفيين، إنه ناقش مع «الفيصل» تطورات الأوضاع في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن والتصعيد الأخير بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأشار إلى ضرورة أن يقوم من وصفهم بـ«اللاعبين الخارجيين» بالعمل على خلق الظروف المناسبة لتحقيق التسوية السياسية لهذه الأزمات والنزاعات بشكل جدي.

وحول العلاقات الثنائية بين موسكو والرياض، أوضح «لافروف» أن الجانبين ناقشا سبل تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الفيصل لموسكو يونيو/حزيران الماضي، كما اتفقنا على تنشيط عمل مؤسسات البلدين الاقتصادية ذات الصلة باستئناف عمل اللجنة الحكومية المشتركة لتفعيل التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي.

وأمل الوزير الروسي بأن يتم تحديد موعد لانعقاد اجتماع اللجنة المشتركة مطلع عام 2015 في المملكة العربية السعودية.

وذكر أن الجانبين الروسي والسعودي ناقشا أيضا خلال اللقاء القضايا المتعلقة بموضوع الطاقة وهما متفقان على أنه إلى جانب تحريم جميع الأفعال المتعلقة بصفقات النفط والوقود من المناطق الخاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في كل من سوريا والعراق، بوجود ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية لتجريمها.

وقال إنَّ موسكو والرياض شاركا بفعالية في وضع قراري «مجلس الأمن الدولي» رقم 2170 و2178 اللذان دعيا للتصدي لتمويل ودعم الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف أن روسيا والمملكة العربية السعودية تعارضان بشدة إخضاع أسواق النفط لـ«لاعتبارات جيوسياسية»، وقال «نحن والمملكة نؤمن بأن أسعار النفط يجب أن تحدد وفقًا لمتطلبات السوق استنادًا إلى مبادئ العرض والطلب، ونحن نقف ضد ممارسة الضغوط على سوق النفط بناء على اعتبارات جيوسياسية».

توتر العلاقات

وزادت حدة التوتر السياسي بين الرياض وموسكو على خلفية الأزمة السورية، وتصاعدت الاتهامات المتبادلة بين البلدين، واتهم وزير الخارجية الأمير «سعود الفيصل» لروسيا بدعم نظام «الأسد» والمساهمة في الإبادة الجماعية للسوريين، فيما ردت روسيا باتهامات خطيرة للرياض على لسان المتحدث الرسمي لخارجيتها، حيث قالت إن المملكة «تدعم الجماعات الإرهابية».

ويقول خبراء ومراقبين في الشأن الدولي أن التقارب السعودي الروسي، له عدة أسباب أهمها القضية السورية والعراقية، وإشكالية الصراع بين السنة والشيعة، وأن ما يجمع الطرفان أكثر هو الخوف من «الدولة الإسلامية» و«الإخوان».

أسباب التقارب

ومن أسباب التقارب، إدراك الرياض أهمية الدور الروسي في حل القضية السورية، والتي لاقت تعقيدا كبيرا خلال الفترة الماضية، حيث تسعي السعودية لإقناع روسيا التخلي عن «بشار الأسد»، كي تنهي الأزمة السورية إلى الأبد، والاتفاق علي حلول لما بعده.

والسبب الثاني في تقارب الدولتين، هو تلكؤ الأمريكان في حل مشكلة سوريا، حيث ينفذون أجندة خاصة تبقيهم في العراق وتبقي بشار «الأسد» لصالح «إسرائيل»، وتأكد للسعودية عدم جدية أمريكا في مواجهة الإرهاب والجماعات الإرهابية خصوصًا تنظيم «الدولة الإسلامية»، رغم دورها في الحرب الدولية على التنظيم.

وهناك سبب ثالث للتقارب، هو أن السعودية تبحث الاعتماد على مصادر دولية متعددة، خصوصا بعد أن هددت أمريكا بالانسحاب من المنطقة وتعاني من أعراض انسحابية دولية بفعل تدهور الاقتصاد الأمريكي.

السعودية أيضا تسعي لحل مشكلة العراق كي ينتهي وجود «الدولة الإسلامية» ومبرراته هناك عبر التنسيق مع الشيعة والسنة، وهذا ما يفسر الزيارات الأخيرة لمسئولي بغداد للسعودية، حيث برز ملف السنة والشيعة كموضوع محوري للرياض مؤخرا وكان أخر من زاروا الرياض هو الرئيس العراقي ورئيس الوزراء الجديد.

هناك سبب رابع لهذا التقارب الروسي السعودي، هو سعي الرياض لاستغلال ذلك التقارب مع للضغط على إيران في عدة ملفات من أهمها سوريا والعراق واليمن ولبنان، وذلك بسبب خصوصية العلاقة بين موسكو وطهران، فضلا عن الضغط علي إيران من أجل حل مشكلة الملف النووي الإيراني الذي يزعج الخليج.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا سيرغي لافروف السعودية سعود الفيصل سوريا بشار الأسد الدولة الإسلامية العراق إيران البرنامج النووي الإيراني إسرائيل

«متعب بن عبدالله»: العمل بين السعودية والولايات المتحدة «يحقق السلم في العالم»

اتفاق روسيا والسعودية على دور توازن العرض والطلب في تحديد سعر النفط

«أوباما» يوجه صفعة للوبي الخليجي لصالح «الأسد»

السعودية والإمارات وتركيا يتحدون لإسقاط «الأسد» رغما عن واشنطن

تهديد «الدولة الإسلامية» يحتم التقارب على السعودية وإيران

السعودية تبحث عن التحالف مع إسرائيل

إيران تتوقع اتفاقا قريبا مع روسيا لبناء مفاعلات نووية جديدة

خبراء: «الدولة الاسلامية» قد تخسر الحرب لافتقادها التمويل الكافي لإدارة أراضيها

السعودية مضطرة إلى إعادة التفكير في أيديولوجيتها لمكافحة «الدولة الإسلامية»

جنرال إسرائيلي: دور إيران في اليمن يدفع لتقارب إسرائيل مع السعودية