تعزيزات عسكرية لصد هجوم محتمل للدولة الإسلامية على سامراء وميليشيا التيار الصدري تتأهب

الخميس 11 ديسمبر 2014 03:12 ص

تستعد قوات عراقية لصد هجوم محتمل لتنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة «سامراء» ذات الأهمية الدينية لدى الشيعة والاستراتيجية لقربها من بغداد، بعد أن بات التنظيم على بعد 15 كم فقط من محيط المدينة، حسب ما قال مسؤول أمني محلي اليوم الخميس.

وأوضح «علي الدجيلي» عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين (وسط العراق) إن قوات الجيش والحشد الشعبي (ميليشيا شيعية موالية للحكومة) بدأت فجر اليوم عملية عسكرية انطلقت من سامراء (120 كلم شمال بغداد) باتجاه القرى التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» مؤخراً.

وأضاف أن طيران الجيش العراقي يقدم الإسناد الجوي للقوات المشاركة في العملية، دون أن يشير إلى وقوع اشتباكات بين تلك القوات وعناصر «الدولة الإسلامية».

واستبعد المسؤول الأمني وجود تهديد أمني مباشر وجدي لـ«داعش» على المدينة أو مرقد الإمام العسكري فيها واللذي له مكانة كبيرة لدى الشيعة.

وخلال اليومين الماضيين، استعاد تنظيم «داعش» نشاطه على نحو متصاعد في محيط مدينة «سامراء» وتمكن من السيطرة على ناحية المعتصم التي تبعد 22 كلم جنوب شرقي المدينة التي تضم مرقد الإمام العسكري واللذي دمر عام 2006 بتفجيرات تبناها تنظيم القاعدة، إضافة إلى قرى أخرى في محيطها.

من جهة أخرى، قال ضابط في الجيش العراقي بمدينة «سامراء»، إن تعزيزات عسكرية كبيرة أرسلتها بغداد دخلت صباح اليوم مدينة «سامراء» لإسناد القطعات العسكرية الموجودة فيها للتصدي لهجوم محتمل لـ«داعش».

وأوضح الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن إدارة المعركة الجارية حالياً ضد «الدولة الإسلامية» في محيط سامراء تتم من قبل القيادات العليا في وزارتي الدفاع والداخلية وبإشراف مباشر من «حيدر العبادي» رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لحساسية قضاء «سامراء» من الناحية الدينية.

الصدر يتأهب للظرف الاستثنائي

أمر رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر ميليشيا تابعة له بالتأهب لمحاربة مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» للسيطرة على مدينة سامراء حيث كان يوجد مرقد شيعي تسبب تفجيره قبل ثماني سنوات في نشوب حرب طائفية بالعراق.

وقال مكتب الصدر في إشارة إلى مسلحي الدولة الإسلامية الذين يحيطون بسامراء إن الأمر صدر «نظرا للظروف الاستثنائية والخطر المحدق بمدينة سامراء المقدسة من قبل فلول الإرهابيين»

وأضاف أن الصدر أمر مقاتلي سرايا السلام الشيعية التابعة له بأن تكون «على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الجهاد خلال 48 ساعة» والانتظار لحين صدور تعليمات أخرى. وحمل البيان تاريخ العاشر من ديسمبر/كانون الأول.

وكانت سرايا السلام التابعة للصدر قد خرجت من المدينة قبل شهرين لكن بيانه الأخير يشير إلى أنها قد تعود إذا بدأ مقاتلو «الدولة الإسلامية» المتمركزون في المناطق القريبة من المدينة المطلة على نهر دجلة في الانقضاض على وسط سامراء.

وتحمل سامراء دلالة رمزية قوية بالنسبة للعراقيين. ففي فبراير شباط 2006 فجر مسلحون سنة مرقد الإمام العسكري الذي يرجع تاريخه للقرن التاسع مما دفع الشيعة إلى شن هجمات ثأرية ليسقط العراق في براثن أعمال عنف طائفية استمرت لسنوات.

وتسيطر الدولة الإسلامية على المناطق الصحراوية القريبة من سامراء من ناحية الشرق والغرب. وتقع المدينة على بعد 120 كيلومترا إلى الشمال الغربي من بغداد.

ويسيطر الجيش على الطريق المؤدي من الجنوب إلى سامراء لكن التنظيم المتشدد يسيطر إلى حد بعيد على بلدتي المعتصم والإسحاقي الواقعتين على هذا الطريق فيما وقعت اشتباكات عنيفة بقرية مكيشيفة إلى الشمال.

انتحاري

وقال عقيد في قيادة العمليات العسكرية في سامراء إن «الدولة الإسلامية» تخطط فيما يبدو إما لشن هجوم مباشر على المدينة أو الدخول في حرب استنزاف لتصرف انتباه القوات الحكومية عن معارك تدور في الشمال للسيطرة على مدينة تكريت.

وتقع مدن سامراء وتكريت وبيجي في محافظة صلاح الدين إلى الشمال من بغداد. ونجحت القوات الحكومية في رفع حصار «الدولة الإسلامية» لمصفاة بيجي أكبر المصافي في العراق واستعادت السيطرة على أجزاء من الطريق السريع بين الشمال والجنوب على طول نهر دجلة.

لكن سيطرة القوات الحكومية ضعيفة. وتعرض موكب لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي لإطلاق النار أثناء مروره في بيجي يوم الإثنين.

وقال مصدر في شرطة محافظة الأنبار إن انتحاريا ينتمي للدولة الإسلامية فجر مركبة همفي غربي مدينة الرمادي عاصمة المحافظة فدمر جسرا وقتل جنديين.

وهاجم الجيش العراقي بدعم من مقاتلي عشائر سنة وقوات الأمن مقاتلي «الدولة الإسلامية» في بلدة هيت المطلة على نهر الفرات بمحافظة الأنبار لكن شهودا قالوا إن المسلحين صدوا الهجوم وصادروا سيارات وأسقطوا طائرة بدون طيار.

ونجحت القوات العراقية بدعم من مقاتلين أكراد وشيعة وغارات جوية تقودها الولايات المتحدة في صد تنظيم «الدولة الإسلامية» حول بغداد وفي مناطق أخرى بالعراق لكن التنظيم لا يزال يسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد.

 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول //رويترز

  كلمات مفتاحية

جيش المهدي مقتدى الصدر ميليشيا شيعية سامراء الدولة الإسلامية

«السيستاني» يثمن كشف «الجنود الوهميين» في المؤسسات الأمنية بالعراق

مقتل وإصابة العشرات في قصف بالهاون لـ«الدولة الإسلامية» على سامراء بالعراق

«الدولة الإسلامية» يصعّد هجومه على سامراء ويسيطر على قرى قرب أربيل

«الدولة الإسلامية» يضيق الخناق على محيط بغداد ويجهز لمعارك جديدة في الأنبار وصلاح الدين

«الصدر» يرفض تسلّم «المالكي» قيادة كتائب الحشد الشعبي

«الدولة الإسلامية» يسيطر على طرق حيوية للجيش العراقي حول مدينة سامراء

«الصدر» يستنكر زيارة السفير الأمريكي لمرقد الإمام «علي» ويهدد بالرد حال تكرارها

«الدولة الإسلامية» يتبني الهجوم الانتحاري ضد القوات العراقية شمال بغداد