قال «فلاديمير بوتين» للمخرج الشهير «أوليفر ستون» أنّه في حين يوافق على أنّ وكالة الأمن القومي قد ذهبت بعيدًا جدًا في ممارسات الرصد، وأن مشاركة المعلومات مع الجمهور لا يمكن أن تسمى خيانة، قال أنّه يرفض قرار «إدوارد سنودن» بتسريب الملفات السرية.

وظهرت تصريحات لـ«بوتين» في دعاية لفيلم وثائقي يقول فيها: «سنودن ليس خائنًا. لم يخن مصالح بلاده. كما أنّه لم ينقل المعلومات إلى أي دولةٍ أخرى».

وعلى النقيض من الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» الذي وصف سنودن بأنّه «خائن»، فإنّ الرئيس الروسي يعتقد أنّه لم يفعل شيئًا «كان من شأنه أن يضر ببلاده أو شعبه».

وتظهر مقتطفات الفيلم «بوتين» في مقعد القيادة يتناول قضية عميل وكالة الأمن القومي الأمريكي السابق وموظف وكالة المخابرات المركزية، والذي سرب معلوماتٍ سرية عن مدى مراقبة وكالة الأمن القومي للصحفيين، والمطلوب الآن بتهم تجسس في الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الروسي أنّه يعتقد أنّ ما فعله «سنودن» كان في إطار مسؤوليته عن اتخاذ القرارات.

وأضاف: «لكن بما أنّكم تسألونني ما إذا كان ذلك صحيحًا أم خطأً، أعتقد أنّه خطأ».

ويقارن «ستون» بين تجربة «سنودن» وخبرة «بوتين»، حيث استقال الزعيم الروسي من الخدمة السرية السوفيتية في 20 أغسطس/آب عام 1991 لأنّه لم يوافق على محاولة الانقلاب التي قام بها عدد قليل من قادة الحزب الشيوعي المتشدد للإطاحة بـ«إسحاق ميخائيل غورباتشوف».

وقال «بوتين» لستون: «استقلت لأنّني لم اتفق مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة».

وردًا على سؤالٍ حول سجل المخابرات الروسية، أكد بوتين أنّ أجهزة المخابرات الروسية تؤدي واجباتها في امتثالٍ صارمٍ للقانون.

وأضاف: «أعتقد أنّهم يعملون بشكلٍ جيد».

ومن بين أكثر الحقائق الفاضحة التي كُشف عنها في أعقاب تسريبات «سنودن» الدليل حول تنصت الحكومة الأمريكية على المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» وعدة أعضاء في حكومتها، والذين تم مراقبة هواتفهم من قبل وكالة الأمن القومي لعدة سنوات.

وانتقد «بوتين» أساليب وكالة الأمن القومي، وقال بأنّ تجسس الولايات المتحدة على حلفائها المقربين يضرها فقط، لأنّه يقوض الثقة بين الطرفين.

وتم منح «سنودن» حق اللجوء في روسيا بعد أن تم إبطال جواز سفره الأمريكي في يونيو/حزيران عام 2013 بينما كان في طريقه إلى أمريكا اللاتينية، حيث عرضت عليه عددٌ من البلدان اللجوء. ومنذ ذلك الحين، وهو يعيش في موسكو. وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، تم تمديد تصريح إقامته حتى عام 2020.

ويذكر أنّ الفيلم الوثائقي القادم بعنوان «مقابلات بوتين» يهدف إلى تقديم آراء «بوتين» إلى الجمهور الأمريكي، وفقًا لما ذكره ستون.

وقال «ستون» في مقابلة أجراها مؤخرًا مع بوتين: «إن بوتين هو أحد أهم القادة في العالم، وبقدر ما أعلنته الولايات المتحدة عدوًا، أعتقد أنّه من المهم جدًا أن نستمع إلى ما سيقوله».

ومن المقرر أن يعرض الفيلم في 12 يونيو/حزيران.

وفي العام الماضي، أصدر «ستون» فيلمًا في صورة سيرةٍ ذاتية عن «سنودن»، بطولة «جوزيف جوردون ليفيت». وفي حين كان يعمل على الفيلم، التقى ستون مع بطل الفيلم الرئيسي عدة مرات في موسكو عام 2014.