النظام السوري يقتل 600 مدني بالغوطة في 10 أيام

الخميس 1 مارس 2018 06:03 ص

بدأ الجيش السوري في 18 فبراير/شباط الماضي حملة عسكرية جوية دامية على الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، والتي يسعى نظام «بشار الأسد» إلى استعادتها.

أوقع القصف المدفعي والغارات الجوية من ذلك الوقت أكثر من 600 شهيد مدني في هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ورغم هدنة إنسانية يومية أعلنتها روسيا، قصف طيران النظام مجددا، الأربعاء، العديد من البلدات في الغوطة وتواصلت المواجهات البرية.

موت وخراب

وفي 18 فبراير/شباط الماضي أطلقت قوات النظام السوري أكثر من 260 صاروخا فيما شن الطيران غارات كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية.

كما عزز الجيش السوري مواقعه المحيطة بالمنطقة، واعتبر مدير المرصد السوري «رامي عبد الرحمن» أن «التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام».

وفي 19 من فبراير/شباط أدى القصف الكثيف للجيش السوري على الغوطة الشرقية إلى مقتل 127 مدنيا، في حصيلة للمرصد تعتبر الأسوأ في يوم واحد منذ 2013.

قصف مستشفيات

وفي 20 شباط/فبراير أعلن المرصد السوري أن الطيران الروسي قصف الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ 3 أشهر، وأصاب مستشفى في «عربين» بات خارج الخدمة، كما استهدف القصف 6 مستشفيات أخرى في 48 ساعة، بات 3 منها خارج الخدمة بحسب الأمم المتحدة.

وتوافد مئات الجرحى إلى مراكز إسعاف ميدانية في الغوطة الشرقية وسط نقص حاد في الأسرّة أدى إلى معالجة البعض أرضا.

وفي 21 شباط/فبراير ألقت الطائرات القنابل وكذلك البراميل المتفجرة التي تقتل عشوائيا ويثير استخدامها إدانة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

من جهته نفى الكرملين مشاركة روسيا في القصف، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» إلى وقف القتال فورا مشبها وضع الغوطة الشرقية بـ«جحيم على الأرض».

وطالب الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بـ«هدنة» متهما النظام السوري بمهاجمة «مدنيين»، فيما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسماح لها بدخول الغوطة.

الأمم المتحدة تطالب بوقف للنار

وفي 22 من فبراير/شباط الماضي كرر السفير السوري لدى الأمم المتحدة «بشار الجعفري» تصميم النظام على استعادة كل الأراضي بما يشمل الغوطة الشرقية قائلا: «نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلب أخرى».

ووصف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» موقف روسيا وإيران في سوريا بأنه «معيب».

وفي 24 من فبراير/شباط الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار في سوريا لـ30 يوما «من دون تأخير» بعد 15 يوما من المفاوضات الشاقة مع موسكو.

ولكن في 25 من فبراير/شباط الماضي خاضت قوات النظام مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة وشنت غارات جوية وقصفا مدفعيا، بحسب المرصد السوري.

وسجلت إصابة 14 شخصا بحالات اختناق بينهم طفل قضى بعد قصف للنظام بحسب المرصد السوري، ولفت طبيب إلى «شكوك في استخدام أسلحة كيميائية وعلى الأرجح غاز الكلور» في حين نددت موسكو بما اعتبرته «استفزازا».

«بوتين» يأمر بهدنة سرعان ما انتهكت

وفي 26 من فبراير/شباط أمر الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بـ«هدنة إنسانية يومية» اعتبارا من 27 من فبراير/شباط من الساعة التاسعة إلى الساعة 14.00 خصوصا في الغوطة الشرقية، وأعلنت موسكو أن «ممرات إنسانية» ستفتح لإجلاء المدنيين.

ولكن في اليوم التالي، وبعد ليلة هادئة نسبيا، قصف طيران النظام ومدفعيته الغوطة مجددا وفق المرصد السوري، مشيرا إلى «قذائف وقنابل وبراميل متفجرة تنهمر على الغوطة».

وفي 28 من فبراير/شباط وبعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة عند أطراف الغوطة الشرقية، قصف طيران النظام مجددا العديد من البلدات.

وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 40 شاحنة من المساعدات الإنسانية جاهزة للتوجه إلى الغوطة الشرقية؛ ولكن رغم تراجع وتيرة القصف، لم يسلك أي من المدنيين الممر الإنساني الذي حدده النظام ولم يتم إجلاء سوى باكستاني وزوجته.

والخميس لم تؤد الهدنة الآحادية الجانب إلى نتائج ملموسة على الصعيد الإنساني واستمرت الضغوط العسكرية للقوات السورية والروسية على الغوطة.

المصدر | الخليج الجديد+وكالات

  كلمات مفتاحية

سوريا الجيش حملة عسكرية روسيا قصف الغوطة الشرقية بوتين هدنة إنسانية