المشتبه بهم بقضية خاشقجي كانوا على علاقة بولي العهد

الأربعاء 17 أكتوبر 2018 01:10 ص

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن أحد المشتبه بهم الذين حددتهم تركيا في اختفاء المعارض السعودي "جمال خاشقجي"، كان رفيقا معتادا لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وشوهد وهو ينزل معه من الطائرات في باريس ومدريد، والتقطت الكاميرات صورا له، وهو يقف بحراسة "بن سلمان" خلال زياراته هذا العام إلى هيوستن وبوسطن والأمم المتحدة.

وأضافت أن 3 آخرين مرتبطين بالشهود، ووثائق (بيانات) أخرى، توضح تبعيتهم  لقوات أمن من حرس ولي العهد.

وذكرت الصحيفة أن الخامس وهو طبيب شرعي يشغل منصبا رفيعا بوزارة الداخلية، والهيئة الطبية بالمملكة، وشخصية بهذه المكانة يمكن توجيهها فقط، من قبل سلطة سعودية رفيعة المستوى.

وأشارت إلى أنه إذا كان هؤلاء الرجال، وفقا لما تقوله السلطات التركية، قد تواجدوا في القنصلية السعودية بإسطنبول، حيث اختفى "خاشقجي" في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإنهم يوفرون رابطا مباشرا بين ما حدث للصحفي وبين الأمير "محمد بن سلمان".

وذكرت الصحيفة أن هذا من شأن أن يقوض أي اقتراح بأن "جمال خاشقجي"، توفي في عملية مارقة، بلا تفويض (إذن قانوني) من قبل ولي العهد، كما أن ارتباطهم به قد يجعل من الصعب على البيت الأبيض والكونغرس قبول مثل هذا التفسير.

وأوضحت الصحيفة أنها تحققت بشكل مستقل أنه على الأقل 9 من بين الـ15 المشتبه بهم الذين حددتهم السلطات التركية، عملوا في أجهزة الأمن السعودي، والجيش ، أو وزارات حكومية أخرى.

وذكرت أنها جمعت مزيدا من المعلومات حول المشتبه بهم عن طريق استخدام تقنيات التعرف على الوجوه، والسجلات العامة المتاحة، وبروفيلات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقاعدة بيانات أرقام الهواتف الجوالة السعودية، وتقارير سعودية، ووثائق مسربة من الحكومة السعودية، وفي بعض الحالات حسابات هؤلاء الأشخاص في السعودية والدول التي زاروها برفقة ولي العهد.

ولفتت الصحيفة إلى أن أحدهم هو "ماهر عبدالعزيز مطرب"، كان دبلوماسيا تم تعيينه بالسفارة السعودية في لندن، وفقا لسجل دبلوماسي بريطاني، وقد سافر "مطرب" على نطاق واسع مع ولي العهد، وربما كحارس شخصي.

ووفقا للصحيفة فإن خبيرا فرنسيا، سبق له العمل مع العائلة المالكة السعودية ، حدد المشتبه به الثاني وهو "عبدالعزيز محمد الهوساوي" بأنه عضو في الفريق الأمني الذي يسافر مع ولي العهد.

وأوردت وسائل إعلام سعودية أن شخصا يحمل نفس اسم المشتبه الثالث، "ذعار غالب الحربي"، تمت ترقيته العام الماضي إلى رتبة ملازم في الحرس الملكي السعودي "لبسالته وشجاعته في الدفاع عن قصر الأمير محمد في جدة"، بحسب "نيويورك تايمز".

وأشارت الصحيفة إلى أن المشبه به الرابع، سافر بجواز سفر يحمل اسم عضو آخر بالحرس الملكي وهو "محمد سعد الزهراني"، موضحة أنه من خلال  البحث في تطبيق "منو معاي" دليل الهواتف الخليجي، أمكن تحديد هويته وتبين أنه عضو بالحرس الملكي، ويظهر كحارس يرتدي شارة اسم بهويته في فيديو يعود تاريخه لعام 2017 ، ويقف فيه بجانب ولي العهد.

واستطردت أن أعضاء الحرس الملكي أو المساعدون الذي سافروا مع ولي العهد قد يأخذون في بعض الأحيان واجبات أخرى بخلاف حمايته وأمنه.

وتابعت أنه من الممكن أن يكون البعض قد تم تجنيدهم للقيام بالقبض على "خاشقجي" أو استجوابه، وربما بقيادة مسؤول استخباراتي رفيع ، لكن وجود خبير تشريح وهو الدكتور "صلاح الطبيقي" بين المشبه بهم، يشير إلى عملية القتل ربما كانت جزءا من الخطة الأصلية.

الدكتور "الطبيقي" الذي يحافظ على وجوده في العديد من منصات التواصل الاجتماعي يعرف نفسه على حسابه على "تويتر" بأنه أستاذ مشارك طب شرعي.. رئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، حسبما نقلت الصحيفة.

ولفتت إلى أن "الطبيقي" درس في جامعة غلاسكو فوى عام 2015 وقضي 3 أشهر في أستراليا كطبيب شرعي زائر في المعهد الفيكتوري للطب الشرعي.

ووفقا للصحيفة فإنه على الرغم من عدم وجود سجل عام للعلاقة بينه وبين الديوان الملكي، لكنه من غير المتحمل أن ينضم أحد كبار المسؤولين في الهيئة الطبية السعودية إلى بعثة مارقة، تنظم من قبل مرؤوس.

ولم يرد الدكتور "الطبيقي" الذي ظهر اسمه لأول مرة بين تقارير المشتبه به منذ عدة أيام، على الادعاءات العلنية الموجهة إليه، كما لم يمكن الوصول إلى أي حد من المشتبهين للتعليق.

وأضافت الصحيفة أن ولي العهد قدم نفسه كإصلاحي، يعتزم إجراء انفتاح اقتصادي وثقافي، واستخدمت تلك الصورة في محاولة التأثير على سياسة البيت الأبيض في المنقطة، ولحث المستثمرين الغربيين على المساعدة في تنويع الاقتصادي السعودي.

وتابعت: "لكن الاشمئزاز الدولي من التقارير التي تفيد اغتيال وتقطيع جسد الكاتب بصحيفة واشنطن بوست، جمال خاشقجي، لطخ تلك الصورة بالفعل، على نحو أكثر بكثير من العثرات السابقة لولي العهد، كوحل بلاده في حرب كارثية في اليمن، إلى خطف رئيس وزراء لبنان".

وبينت الصحيفة أن ولي العهد ووالده نفيا أي معرفة لهما بمكان "خاشقجي"، وأكدا مرار وتكرارا أنه غادر القنصلية بحرية، فيما لم يرد المسؤولون السعوديون على طلبات التعليق.

وأضافت الصحيفة: "لكن في الأيام القليلة الماضية، وعندما انسحبت الشركات الأمريكية الكبرى من مؤتمر استثماري في الرياض، وتصعيد أعضاء بالكونغرس مطالبة بفرض عقوبات على السعودية، يبدو أن الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، يبحثون عن مخرج لإنقاذ ماء الوجه".

وأوضحت أنه من المتوقع أن يقر الديوان الملكي بأن "خاشقجي" قتل داخل القنصلية بإسطنبول، ويلقي باللوم على أحد المسؤولين بجهاز الاستخبارات السعودية؛ لإفساده عملية استجواب "خاشقجي" التي انتهت بمقتله.

وقد علق الرئيس الأمريكي "ترامب" يوم الإثنين، بأنه هناك احتمال أن يكون "خاشقجي" قتل على يد قتلة مارقين، لكن مثل هذه التفسيرات ستواجه مجموعة من العقبات التي يصعب تفسيرها، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وذكرت أن مناصب المشتبه بهم في الحكومة السعودية وصلاتهم بولي العهد يمكن أن تزيد من صعوبة عملية إعفائه من مسؤولية قتل "خاشقجي".

ولفتت إلى أن وجود طبيب شرعي متخصص في التشريح يشير إلى أن العملية ربما تكون بنية القتل من البداية.

وقال المسؤولون الإتراك إنه بحوزتهم أدلة على أن العملاء السعوديين الـ15 وصلوا إلى إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ونفذوا عملية اغتيال "خاشقجي"، وقطعوا أوصال جسده بمنشار عظام جلبوه خصيصا لهذا الغرض، وعادوا في نفس اليوم.

وتظهر السجلات أن طائرتين خاصتين مستأجرتين من قبل شركة سعودية تربطها علاقات وثيقة بولي العهد السعودي ووزارة الداخلية السعودية وصلتا إلى إسطنبول في يوم اختفاء "خاشقجي".

وقال مسؤولون أتراك إن "خاشقجي" قتل خلال ساعتين من وصوله إلى السفارة، وهذا التسلسل الزمني لم يكن ليسمح بالكثير من الوقت للاستجواب للانحراف عن مساره.

المصدر | الخليج الجديد + نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

فرقة الاغتيال جمال خاشقجي السعودية بن سلمان تورط بن سلمان ترامب