عين صناعية ستمكن المصابين بالعمى من الرؤية مرة أخرى

السبت 31 ديسمبر 2016 07:12 ص

للمرة الأولى في بريطانيا، قرر العلماء البدء في تنفيذ تجربة واعدة جدًا على عشرة أشخاص مصابين بالعمى، من المتوقع أن تساعدهم تلك العملية على الرؤية من جديد. العملية كان قد تم اختبارها سابقًا على مرضى آخرين مصابين بالتهاب الشبكية الصبغي الوراثي والذي يسبب فقدانًا تدريجيًا للبصر وحققت نجاحًا مدهشًا. ومن المتوقع أن تقوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بالبدء في توفيرها لمجموعة أكبر من الناس في مطلع العام المقبل.

«العين الصناعية» أو العين الالكترونية، تعمل من خلال مزيج شديد التزامن من التكنولوجيا الخارجية والتكنولوجيا الداخلية المزروعة في الجسم. فهي عبارة عن زوج من النظارات الذي يحتوي على كاميرا ترصد كل ما يجري حولك، ثم تقوم تلك الكاميرا المثبتة على النظارات بإرسال البيانات إلى جهاز كمبيوتر صغير مثبت على الورك أو في أي مكان آخر على جسم الإنسان. يقوم هذا الكمبيوتر بتحويل الفيديو المنقول إليه إلى مجموعة من البيانات، ليرسلها بدوره لاسلكيًا إلى جهاز مزروع في العين.

ذلك الجهاز المزروع في العين، يثبت جراحيًا على شبكية المريض، ليعمل كجسر متجاوزًا المستقبلات الضوئية التالفة، وعلى السطح الخارجي للعين يزرع مستقبل إشارة دقيق الحجم. يقوم الكمبيوتر الذي جمع الصور وحولها إلى بيانات بإرسال تلك البيانات إلى المستقبل ومن ثم إلى الجهاز المثبت على الشبكية، يقوم بعدها ذلك الجهاز بتحفيز الخلايا المتبقية في شبكية العين من خلال نبضات كهربية، تخلق تلك النبضات تصورًا لأنماط الضوء، يستطيع المريض عندها تفسير أنماط الضوء تلك إلى أنماطٍ بصرية.

بالتأكيد فان المرضى الذين سيحصلون على تلك العين لن يكونوا قادرين على رؤية الصورة كاملة كما يراها المبصر، إلا أنها ستعطيهم القدرة على التمييز بين الأشياء المظلمة والمضيئة، كما ستمكنهم من قراءة الحروف إذا كانت كبيرة، وستعطيهم القدرة على تحديد طريقهم وتمييز المداخل، بل وسيصبحون قادرين على معرفة ما إذا كان هناك شخص يقترب منهم أو يبتعد عنهم.

قد يبدو الأمر هينًا في أعين المبصرين، ولكنه بالتأكيد أمر أكثر من مذهل وإنجاز مدهش للمرضى الذين يعانون من العمى، بل هو خطوة رائعة للأمام.

«كشخصٍ أمضى نصف عمره في الظلام .. رؤية أحفادي وهم يهرولون نحوي أو مساعدتهم في تزيين شجرة عيد الميلاد، ذلك عنى لي كل شيء»، يقول «كيث هايمان»، المريض بالعمى منذ 20 عامًا وأول الحاصلين على تلك العملية.

«أحيانًا .. كنت أستمر في التحدث مع صديق لفترات طويلة، قبل أن ألاحظ أنه رحل منذ مدة، واكتشف عندها أنني كنت أتحدث إلى نفسي. حسنًا .. هذا لا يحدث بعد الآن، لأنني أستطيع الآن معرفة ما إذا كان صديقي هذا رحل أم لا. تلك الأشياء الصغيرة هي التي تصنع الفرق حقًا». يكمل «كيث».

الآن وعلى مطلع العام المقبل، سيحصل 10 أشخاص يعانون من العمى في المملكة المتحدة على فرصة تركيب تلك العين الاصطناعية. ومن المتوقع أن تقوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بالتكفل بمصاريف علاجهم كاملة، ومتابعتهم خلال السنوات التالية.

بكل تأكيد، إذا حقق ذلك الاختراع نتائج جيدة وأثبت أنه حسن من حياتهم بشكلٍ ملحوظ، فان هذا سيعني تقديمه لعدد أكبر من الأشخاص في السنوات القليلة القادمة.

المصدر | آي لوف ساينس

  كلمات مفتاحية

عين صناعية مرضى العمى