غضب مصري بعد رفع تمثال أثري بالجرافات.. ومغردون: «الجهل زي التطرف»

السبت 11 مارس 2017 06:03 ص

سادت حالة من الغضب الأوساط المصرية عقب انتشار صور انتشال رأس لتمثال يرجح إنه للملك الفرعوني رمسيس الثاني، بالجرافات في منطقة المطرية، شرقي العاصمة القاهرة.

وانتقد العديد من المصريين انتشال التمثال بالجرافات الآلية، قائلين إن استخدام الجرافات أدى إلى كسر التمثال.

ووصف الأمين العام للنقابة المستقلة للآثار «عمر الحضرى»، ما حدث بـ«الصورة السيئة التى خلفها الكشف عن تمثال رمسيس الثانى فى منطقة المطرية، ورفعه عن طريق لودر بصورة بدائية تماما»، رافضا «التهور والتسرع الشديد في رفع التمثال ونقله، دون أخذ الاحتياطات الكافية لحمايته من الكسر أو الشرخ».

وأضاف أنه يجب على وزارة الآثار قبل الإعلان عن أي اكتشاف جديد أن توضح طبيعة الأرض ومدى أثريتها، مع معرفة مدى وجود امتداد لها وتوسع لما بعد حدود حفر الوزارة، وهل هي مسجلة في الآثار أم أنها أرض أثارية تم التنازل عنها دون محاضر، وهل هناك حفائر أجريت سابقا ولم تعثر على شىيء.

وأوضح أن «الإجابة عن هذه الأسئلة مدخل مهم للغاية، وأنه طبقا لقواعد الحفر العلمى، لابد من رفع المياه الجوفية أولا، وتوسيع مساحة الحفر لاحتمال وجود تماثيل أصغر أو امتداد التمثال عموديا أو أفقيا، بعدها يتم رفع الأثر بونش وأحبال حريرية مخصصة لنقل الآثار»، لها القدرة على نقل الأثر دون التأثير عليه.

وأشار إلى أن «الأهمية التاريخية والفنية للتمثال تدعمها التفاصيل المعمارية للمكان، بما يضيف قيمة كبيرة للأثر، الذى يظهر كتمثال يرتدى تاجا واحدا، ويعود إلى المدرسة المثالية فى النحت، المعتمدة على البازلت أو الجرانيت أو الصخور الصلبة بشكل عام، مستخدمة تقنية التفريغ والنحت».

ومن جانبه، أكد رئيس قطاع الآثار المصرية محمود عفيفي أنه لم يتم رفع التمثال ولكن جزءا من رأسه باستخدام الرافعة نظرا لثقل حجمه، بعد تدعيم الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدنى للرافعة، كما تم رفعها مع كمية كبيرة من التربة الطينية التى كانت تحيط بها، أما عن باقي الأجزاء فما تزال موجودة فى الموقع وتجرى دراسة كيفية رفعها، تحت الإشراف المباشر من الأثرين والمرممين المصريين والألمان العاملين، نظرا لوجود التمثال غارقا فى المياه الجوفية داخل أرض طينية.

وأوضح رئيس الفريق الألمانى الدكتور «ديترش راو»، أن «البعثة تعمل على استخراج التمثال ونقله إلى موقع المسلة لإجراء أعمال الترميم وإعادة التركيب المطلوب لدراسة مدى إمكانية نقله إلى أحد المتاحف الكبرى، كما تعمل أيضا على استكمال تصفية المواقع من أي تماثيل أو شواهد أثرية قد يتم العثور عليها، منوها إلى أن الجزء الذى تم رفعه من التمثال لم يمس بسوء ولم يتعرض للخدش أو الكسر، كما أشيع فى مواقع التواصل الاجتماعى، بل هو فى حالة جيدة من الحفظ».

هذا، وتداولت الصحف المصرية العديد من الصور تظهر أطفال منطقة المطرية وهو يقومون باللعب وتسلق الرأس التي تم استخراجها ووجودها ملقاة في الأرض دون تغطية.

وكان من المفترض أن يتم تغطية رأس التمثال التى خرجت من المياه الجوفية، ولعدم تعرضها للكسر يجب تغطيتها بالشاش ووضعها فى حمام ماء حتى يكون فى نفس الجو الذى خرج منه، ويتم عزل الماء عنه بالتدريج لترميمه وصيانته.

كما أظهرت الصور المتداولة قيام أحد الأهالي بتغطيةالرأس ببطانية تحمل رسومات أطفال كارتونية وربطها بالعديد من الحبال.



سخرية مواقع التواصل

 

وتناقل العديد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي صور التمثال وطريقة استخراجه، معبرين عن استيائهم مما حدث، مؤكدين أن «الجهل لا يختلف عن التطرف وأن كلاهما مدمر للحضارة الإنسانية».

وقال أحد المغردين «رفعوا رأس التمثال بالجرافة. هذا جنون. هناك طرق اخرى آمنة لرفع تمثال بهذه الأهمية التاريخية».

وتناول مستخدمون الموضوع بسخرية، وكتب أحدهم «كسروا تمثال رمسيس الثاني. لعنة الفراعنة سوف تلاحقنا الآن».

وكان «خالد العناني»، وزير الآثار المصري، قال إن البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بـ«سوق الخميس» في منطقة عين شمس الأثرية، شرق القاهرة، عثرت على تمثالين ملكيين من الأسرة التاسعة عشرة (1292 - 1190 ق.م).

وأوضح «العناني»، في بيان للوزارة، أنه تم العثور على التمثالين فى محيط بقايا معبد الملك «رمسيس الثانى» الذى بناه فى رحاب معابد الشمس بمدينة «أون» القديمة.

ومدينة «أون» هي مدينة الشمس لدى المصريين القدماء مدفونة تحت منطقة عين شمس تضم آثار معابد ومكتبات للفلسفة وعلوم الفلك والرياضيات، ويُجرى حاليا التنقيب في منطقة تبلغ مساحتها 26.800 متر مربع للبحث عن مزيد من الآثار بها.

يذكر أن إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر تراجع بنسبة 42% خلال 2016 مقارنة بالعام 2015، بحسب «الإحصاء المصري» (حكومي)، متأثرا بتحطم طائرة روسية يوم 31 أكتوبر/ تشرين أول 2015، ومصرع 224 شخصاً كانوا على متنها.

وعقب ذلك علقت روسيا وبريطانيا الرحلات الجوية إلى مصر، وفرضت الولايات المتحدة تدابير أمنية جديدة على رحلاتها الجوية، كما اتخذت دول أوروبية قرارات بوقف رحلاتها المنتظمة إلى مطار شرم الشيخ.

وتعول مصر في تعافي اقتصادها إلى حد كبير على إنعاش قطاع السياحة الذي زادت معاناته إثر وقف الرحلات الروسية.

وتعاني مصر من نقص في مواردها من العملة الأمريكية وسط تراجع إيرادات السياحة وقناة السويس (المجرى الملاحي العالمي) وتحويلات المصريين في الخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

 

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

رمسيس الثانى مصر وزارة الآثار المصرية الفراعنة

تمثال الفلاحة المصرية بأحمر شفاه وركبة عارية