اختيار مكتبة قطر الوطنية كأول مركز عربي للحفاظ على التراث في الشرق الأوسط

الاثنين 24 أغسطس 2015 06:08 ص

أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «إفلا» رسميا عن اختيار مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كأول مركز إقليمي عربي لحفظ وصيانة التراث العربي والإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر «إفلا» السنوي الحادي والثمانين، الذي عقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا في الفترة من 15 - 21 أغسطس/آب الجاري.

وتواصل المكتبة الوطنية بذل الجهود لتطوير طرق حفظ التراث ونشره، عملا برسالة مؤسسة قطر الرامية لتعميم المعارف وتنشئة أجيال مثقفة وملمة بتاريخها، وذلك من خلال تعزيز سبل التعاون مع العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية التي تعنى بالحفاظ على التراث مثل المكتبة الرقمية العالمية.

وتقوم المكتبة الوطنية بالتعاون مع المكتبة الرقمية العالمية بتنظيم ندوة إقليمية سنوية تشارك فيها المكتبات في المنطقة، وتتيح مثل هذه الندوة وغيرها من اللقاءات الفرصة أمام المشاركين لتبادل الخبرات، والاطلاع على أفضل الممارسات في مجال الحفاظ على التراث العربي الإسلامي، وإتاحته لجميع المهتمين حول العالم.

ويعتمد الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «إفلا» شبكة من 13 مركزا لحفظ وصيانة التراث في جميع أنحاء العالم.

وقد اعتمد مركز الحفظ والترميم التابع لمكتبة قطر الوطنية ليقدم الخدمة في مجال حفظ التراث لحوالي 25 دولة تعتمد اللغة العربية كلغة أساسية فيها.

وتهدف مراكز حفظ التراث وصيانته التي يعتمدها «إفلا» إلى إتاحة الوصول للمواد الأرشيفية التراثية في المكتبات بسهولة، والحفاظ عليها في جميع صيغها المنشورة وغير المنشورة لأطول فترة زمنية ممكنة، وإتاحتها للمهتمين، بما يتفق مع معايير الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات التي حددها لمراكز حفظ التراث حول العالم.

وقالت الدكتورة «كلوديا لوكس»، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية: «إن اختيار مكتبة قطر الوطنية كأول مركز عربي معتمد لحفظ وصيانة التراث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يلقي على عاتقها مهمة إضافية تتمثل في دعم حفظ تراث المنطقة العربية بشكل عام، كما أنه يفتح الطريق لتكون المكتبة الوطنية ضمن الشبكة الدولية التي تقوم بمهمة حفظ التراث على مستوى العالم ككل، مثل منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية، بالإضافة إلى الاطلاع على أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال».

من جانبه، قال الدكتور «يواخيم جيرليكز»، المدير المشارك للمجموعات الخاصة والأرشيف في مكتبة قطر الوطنية: «إننا نشعر بالفخر بإعلان مكتبة قطر الوطنية كأول مركز إقليمي عربي لحفظ وترميم التراث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويأتي ذلك نتيجةً للجهود الدؤوبة التي تقوم بها المكتبة الوطنية من أجل الحفاظ على التراث في دولة قطر والمنطقة بشكل عام».

بدوره، قال المهندس «سعدي السعيد»، المدير المشارك للشؤون الإدارية والتخطيط: «نفخر باختيار مكتبة قطر الوطنية كأول مركز لحفظ وترميم التراث ونشره في المنطقة».

وأضاف: «يتفق ذلك مع وظيفة المكتبة الوطنية التي تتمثل في جمع وتسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة العالمية ذات الصلة بدولة قطر والمنطقة، كما سيساهم هذا المركز في جعل مكتبة قطر الوطنية منبرا للتراث في المنطقة بشكل عام، وسيمهد الطريق أمام تعزيز قنوات التعاون بين المكتبات في المنطقة».

ويعتبر مركز الحفظ والترميم التابع للمكتبة الوطنية من المراكز الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يتوافق مع المعايير الدولية المعمول بها في عمليات حفظ ومعالجة وترميم الوثائق التراثية.

وتتوفر في المركز أحدث الأجهزة الفنية الخاصة بمعالجة وحفظ وترميم الوثائق التراثية، مثل الوحدات المجهزة بالإضاءة الخاصة بعمليات الترميم، وأجهزة تفريغ الهواء والتقطيع، ومكابس هيدروليكية خاصة، وأجهزة لمعالجة وتقييم الكتب والأوراق، ووحدات خاصة للتخزين، ورفوف لتجفيف الوثائق والأوراق التي تمت معالجتها.

كما سيوفر المركز أيضا منطقة خاصة للحد من المخاطر البيولوجية في المكتبات أثناء عمليات معالجة الوثائق، وميكروسكوبات عالية الدقة لتحليل المواد التراثية المختلفة وتحديد خصائصها.

وفي السياق ذاته، يتم حاليا التشاور مع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات حول الأنشطة والخدمات التي سيقدمها مركز حفظ وصيانة التراث التابع لمكتبة قطر الوطنية التي ستتضمن تنظيم ورش العمل الخاصة بعمليات حفظ الوثائق وترميمها ومعالجتها، وإطلاق نافذة إلكترونية من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بمكتبة قطر الوطنية باللغتين العربية والإنجليزية، وتوفير معلومات مجانية بشكل مطبوع وإلكتروني باللغة العربية حول عمليات حفظ ورقمنة الوثائق التراثية، والمواد التي يتم استعمالها أثناء عمليات الحفظ والترميم.

وتحتوي مكتبة قطر الوطنية على مجموعة تراثية تسهم بطريقة فريدة في إثراء المشهد الثقافي لقطر.

وكان الشيخ «حسن بن محمد بن علي آل ثاني» قد وضع النواة الأولى لهذه المجموعة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وتمثل هدفه الأساسي من إنشائها في توفير مصادر تاريخية قيمة وثرية عن قطر، من أبرزها القسم الخاص بالمطبوعات العربية القديمة الذي يوفر مواد نادرة من الكتب القديمة باللغة العربية، والتي تمت طباعتها بشكل أساسي في أوروبا أو في العالم العربي مع بدايات ظهور الطباعة، مثل الكتب التي تمت طباعتها في مطبعة الشوير في لبنان، وحلب والموصل وبولاق والحجاز.

  كلمات مفتاحية

قطر مكتبة تراث الشرق الأوسط شمال أفريقيا

اليونسكو يختار الإمارات رئيسا لبرنامج «ذاكرة العالم»

أول مركز تجاري في العالم مخصص لمستلزمات المحجبات بتركيا