«أردوغان» يوسع تحالفه الانتخابي و«السعادة» يرفض الانضمام

الأحد 18 مارس 2018 08:03 ص

لم تنجح مساعي الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في إقناع حزب «السعادة»، الذي يُعتبر رئيس الوزراء التركي الراحل «نجم الدين أربكان» زعيمه الروحي، في الانضمام إلى جبهة مشتركة تمهيداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية.

واختار الحزب التحالف مع حزب «الشعب الجمهوري» (أكبر أحزاب المعارضة) وحزب «الخير» (المنشق عن الحركة القومية)، من دون الإعلان عن ذلك رسمياً حتى الآن، بحسب موقع «العربي الجديد».

وسعى «أردوغان» للتفاهم مع «السعادة»، وذلك بعدما نجح حزبه «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، المنضويان في إطار التحالف الجمهوري، في توسيع التحالف بضم حزب «الوحدة الكبرى» (المنشق عن الحركة القومية).

وتجنّب «العدالة والتنمية» و«السعادة» توجيه أي انتقادات حادة لبعضهما، إذ علّق الرئيس التركي في أحد خطاباته على فشل ضم «السعادة» إلى التحالف الجمهوري، بالقول: «إن اختارت الأحزاب التي وددنا ضمها تحت هذا السقف طريقاً آخراً ورفاقاً آخرين، ليس بوسعنا إلا أن نقول لها وداعا».

ورد زغيم حزب السعادة «تمل كارامولا أوغلو» في مقابلة تليفزيونية قائلاً: «بالنسبة لنا حددنا طريقة لأي تحالف، ونحن نعتقد أنه في السياسة لا بد من التحرك من خلال عدد من المبادئ، أولها يتمثل في الأسلوب السياسي، الذي لا ينبغي أن يؤدي إلى تكوين معسكرات أو إلى الاستقطاب».

وتابع: «نود أن يتم فصل السلطات في مفهوم الإدارة، كذلك لا يمكن أن تكون العدالة متحيزة، ولا بد من تحقيق العدالة بكامل معناها»، وهو ما بدا تقارباً كبيراً مع الخطاب الرسمي لحزب «الشعب الجمهوري».

ونقل الموقع ذاته عن مصادر بحزب «السعادة» أن هناك مخاوف من قبل قيادات الحزب من أن يكون التحالف مع «العدالة والتنمية» وسيلة للأخير لابتلاع «السعادة» بشكل نهائي، كما فعل «العدالة والتنمية» مع معظم أحزاب يمين الوسط.

وإضافة إلى ذلك، يشير مراقبون إلى أن رفض «السعادة» الانضمام إلى التحالف الجمهوري، يعود أيضاً إلى الخلافات العميقة، بل العداوة والقطيعة بينه وبين «الحركة القومية»، مستشهدين بعدم قيام «الحركة القومية» بتهنئة القيادة الجديدة لـ«السعادة» في مخالفة للأعراف السياسية، وكذلك عدم إرسال أي مندوبين من قبل «السعادة» لحضور مؤتمر الحركة.

ويبدو أن «السعادة» قد يتمكن من القيام بدور في كسر هيمنة التحالف الجمهوري على اليمين التركي، وذلك في ظل السيناريو الذي تتداوله الساحة السياسية التركية، حول إمكانية ترشح الرئيس التركي السابق، «عبدالله غول»، للرئاسة ضد «أردوغان»، عن جبهة معارضة مكوّنة من أحزاب «الشعب الجمهوري» و«الخير» و«السعادة».

وقالت المصادر إن «أصوات الموالين للحزب يمكن تقديرها بشكل عام بحوالي 8 إلى 10% من عموم الأصوات في تركيا، ونجح العدالة والتنمية بجذب غالبية هذه الأصوات في معظم الانتخابات لسبب رئيسي يتمثل في أن أنصار الحزب كانوا لا يرون أي حظوظ بتجاوز العتبة البرلمانية، فيصوتون للعدالة والتنمية كي لا تذهب أصواتهم سدى».

توقعات بحظوظ مرتفعة

وأضافت المصادر أن «الوضع بدأ يختلف مع التغيير الذي سيتم إقراره قريباً في القانون الانتخابي، والذي سمح عملياً بمعاملة التحالفات الحزبية معاملة الحزب الواحد في ما يخص العتبة البرلمانية، وبالتالي فإن نجاح السعادة في تشكيل تحالف معارض سيجعل حظوظه بدخول البرلمان عالية».

واستدركت بالقول: «كل هذا في النهاية تحليل على الورق، والمدة المتبقية للانتخابات طويلة وقد يحدث الكثير من التغيرات، كما أن الأمر يعتمد بشكل أساسي على صياغة التحالف الذي ينشأ بين السعادة والشعب الجمهوري، والسؤال الأهم كيف ستكون ردة فعل أنصار ميلي غروش على التحالف مع العدو التاريخي ممثلاً بالكماليين».

ويشير مراقبون إلى أن التحالف بين أحزاب «الشعب الجمهوري» و«الخير» و«السعادة»، إذا نجح، قد يشكّل تحدياً كبيراً للتحالف الجمهوري في الانتخابات البرلمانية، خصوصاً أن حزب «الخير» قد ينجح في جذب نسبة كبيرة من أصوات القوميين الأتراك من أنصار «الحركة القومية» الممتعضين من تسلط زعيم الحركة، «دولت بهجلي»، على قرار الحزب.

كما أن ترشح «غول» للرئاسة عن هذا التحالف، سيكون تحدياً خطيراً لإمكانية حصول «أردوغان» على ولاية رئاسية جديدة، وسيدفع «الشعوب الديمقراطي» (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) للتصويت لـ«غول»، انتقاماً من «أردوغان».

ويُعتبر حزب «السعادة» الوريث الشرعي لحركة «ميلي غروش» (الرؤية القومية) التي أسسها «أربكان» عام 1969، واستمر في قيادتها كحركة تمثّل «الإسلام السياسي التركي» ببنية صوفية ترى في الهوية الإسلامية الأساس في بنية الهوية التركية في مواجهة التغريب الرسمي الذي اتبعته الجمهورية الكمالية.

وعارضت الحركة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وكذلك تواجد تركيا في حلف شمال الأطلسي والوجود العسكري الأمريكي على الأراضي التركية، وتمكّنت خلال عقود من العمل السياسي من دمج الطبقة التركية المتدينة من أبناء وسط الأناضول في الحياة السياسية والبرلمانية التركية عبر عدد من الأحزاب التي مثّلت الحركة، بدءاً بحزب «النظام القومي» مروراً بحزبي «السلامة القومي» و«الرفاه» وانتهاء بـ«السعادة».

وانشق حزب «السعادة» في بداية الألفية، بين «تقليديين» بقوا في إطار الحزب، وبين و«إصلاحيين» قادهم «أردوغان» والرئيس السابق «عبدالله غول» ورئيس الوزراء السابق «بولنت أرينج» وعدد آخر من القيادات الذين قاموا بتأسيس حزب «العدالة والتنمية» على أنه حزب محافظ ليبرالي.

وبعد الانشقاق في صفوف الحزب، لم يتمكن «السعادة» من القيام بأي دور سياسي مهم، بل إنه لم ينجح بدخول البرلمان منذ عام 2002، بسبب العتبة البرلمانية التي فشل في تجاوزها، إذ تراوحت أصوات الحزب بين 2,49% في الانتخابات العامة عام 2002، و0,68 % في انتخابات 2015.

  كلمات مفتاحية

حزب السعادة انتخابات تركيا أردوغان حزب العدالة والتنمية تحالف انتخابي

«أردوغان» يهنئ أنصاره بالتعديلات الدستورية و«بهشلي» يعتبرها نصرا.. والمعارضة تطعن

قيادي بحزب السعادة التركي يهاجم طريقة إدراته.. ما علاقة أردوغان؟