قالت شبكة «بلومبيرغ» الأمريكية إن قطر قد تصمد «إلى الأبد» أمام الحصار المفروض عليها من الثلاثي الخليجي السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر.

وفي تقرير لها بعنوان «لماذا يتسع الخرق بين السعوديين والقطريين أكثر وأكثر»، أضافت الشبكة أن قطر تعد واحدة من أغنى دول العالم على أساس نصيب الفرد من الدخل، علاوة على تمتعها بعلاقات مميزة مع شركاء عالميين، بالإضافة إلى ممرات مفتوحة جوية وبحرية للتجارة، لم تتأثر بالحصار.

ولفتت إلى ما أورده صندوق النقد الدولي، في 5 مارس/آذار الجاري، بأن التأثير المباشر للحظر والحصار على قطر بدأ يتلاشى، متوقعا توسع الاقتصاد القطري.

وقال اقتصاديون استطلعت «بلومبيرغ» آراءهم أيضا إن الاقتصاد القطري استوعب الصدمة وإن النمو سيتحسن في 2018.

واستعرضت الشبكة الأمريكية في تقريرها 10 أسئلة وإجاباتها تمثل تفاصيل الأزمة، منذ بدايتها في 5 يونيو/حزيران 2017 وحتى الآن، لافتة إلى أنها تختلف هذه المرة عن أزمة شبيهة لها ولكن أصغر كثيرا حدثت في 2014، عندما قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر.

وأوضحت أن قطر ردت على تلك الأمور بسلسلة من المحادثات السرية مع الدول الثلاث، تحدثت فيها عن تخفيف الدعم لمجموعات محسوبة على «الإخوان المسلمون» وأشياء أخرى، وبالفعل طلبت الدوحة حينها من رموز الجماعة مغادرة البلاد.

واستطردت أن الأمر حاليا مختلف، فالسعودية وحلفائها ترى أن قطر حنثت بوعودها، وتريد الآن تنفيذ 13 مطلبا لفك الاحتقان، أبرزها إغلاق شبكة «الجزيرة» وقطع العلاقات مع إيران وإنهاء الوجود العسكري التركي على الأراضي القطرية، لكن الدوحة رأت أنها مطالب غير ممكنة التنفيذ، وغير واقعية، لأنها تمس سيادتها.

ولفتت «بلومبيرغ» إلى الضيق الأمريكي الذي بدأ يظهر أخيرا بسبب الإجراءات ضد قطر، التي تستضيف أكبر مركز للعمليات الجوية الأمريكية في المنطقة بقاعدة «العديد».

وقالت إن قطر بدأت حملات مكثفة دبلوماسيا لتوضيح موقفها، وأخرى إعلامية لانتقاد السعودية وحلفائها، بالإضافة إلى حملة لشراء أسلحة من أطراف غربية، والولايات المتحدة.

واعتبرت أن التوقعات التي كانت سائدة، إبان اندلاع الأزمة، باحتوائها سريعا، تبخرت مع فشل وساطة أمير الكويت، وكذلك عجز وزير الخارجية الأمريكي، حينها «ريكس تيلرسون»، في تحقيق أي تقدم، قبل أن يطيح به «ترامب» في 13 مارس/آذار الجاري.