استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«بوتين» و«نظرية المغامرة»!

الأربعاء 21 مارس 2018 10:03 ص

لم يكن فوز الرئيس «فلاديمير بوتين» بولاية رئاسية جديدة للاتحاد الروسي، أول من أمس، مفاجأة، لكن المفأجأة كانت الاكتساح الذي حققه الثعلب الروسي من بين المرشحين الثمانية لمنصب الرئاسة. فقد حصد «بوتين» أكثر من 76% من الأصوات، وهي أعلى نسبة يحصل عليها من بين السباقات الانتخابية التي خاضها من قبل!

وكان من المتوقع أن يحصل صاحب المركز الثاني في السباق المرشح الشيوعي «بافل غرودينين» على نسبة عالية من أصوات الشيوخ والعجائز الروس بما يمثله «غرودينين» من حنين ماضوي (نوستالجيا) للزمن الشيوعي، وأن يحصل المرشح الليبرالي «فلاديمير جيرينوفسكي» على نسبة عالية من أصوات الشباب التوّاقين للقطيعة مع الماضي والدخول في عوالم الحياة الغربية.

لكن المرشح الشيوعي كان في حقيقته رأسمالياً كبيراً مما أفقده صدقيته أمام الناخب، فحصل فقط على أقل من 12% من الأصوات، أما المرشح الليبرالي فقد أضّرت به انحيازاته مع الغرب الذي يهدد هيبة روسيا (سيأتي الحديث عنها لاحقاً) فلم يحصد من ثقة الشباب أكثر من 6% من الأصوات!

لا تنفك دلالات هذا الفوز الساحق من التأكيد على سخونة الحرب الباردة الثانية بين روسيا وحلفائها من جهة وأميركا وحلفائها من الجهة الأخرى. يصعب تحديد نقطة البداية الفعلية للحرب الباردة الثانية، إذ لم يكن الفاصل الزمني طويلاً بين الحربين الباردتين، الأولى والثانية، حتى يسهل تمييز نقطة نهاية الأولى وبداية الثانية.

طبعا باستثناء فترة الرئيس «غورباتشوف» التي يمكن اعتبارها فترة هدنة حقيقية بين روسيا والغرب. أما في فترة الرئيس «يلتسين» فلم يكن خافياً أن الذي كان يدير المشهد السياسي والاستخباراتي حينذاك هو «بوتين» وليس «يلتسين».

وإذا كان «بوتين» قد أصبح في آب (أغسطس) 1999 رئيساً فعلياً لحكومة روسيا الاتحادية، ثم تولى اختصاصات رئيس روسيا بالوكالة منذ 31 كانون الأول (ديسمبر) 1999، بعد استقالة الرئيس «يلتسين»، فهذا يعني أن الرئيس «بوتين»، إذا أنهى فترته الانتخابية الجديدة التي ستنتهي عام 2014، سيكون أمضى على هرم السلطة في روسيا أكثر من 25 عاماً!

المؤكد أن الناخب الروسي حين صوّت لـ«بوتين» لم يكن يصوت لرئيس روسيا من الداخل، وإلا لربما اختار مرشحاً آخر غير «بوتين»، ولكنه صوّت لرئيس روسيا في الخارج، للرئيس الذي سيحفظ هيبة روسيا من محاولات الغرب تركيعها، بدءًا من أزمة أوكرانيا ومغامرة اقتحامها واحتلال جزيرة القرم وانتهاءً بملابسات قصة تسميم الجاسوس!

نظرية المؤامرة تقول: إن لندن افتعلت قصة تسميم الجاسوس السابق «سيرغي سكريبال» وابنته «يوليا» بغاز الأعصاب، كي تربك المشهد الانتخابي الروسي، طمعاً في تخويف الشعب الروسي من عواقب تهور «بوتين»!

بينما نظرية المغامرة تقول: إن «بوتين» هو الذي افتعل قصة تسميم الجاسوس، كي يكشف للشعب الروسي، وهو في طريقه إلى صناديق الاقتراع، القلق من التهديدات التي يُضمرها الأوروبيون والأميركان لروسيا لو جاءها رئيسٌ ضعيف!

* د. زياد الدريس كاتب سعودي، سفير بلاده السابق لدى اليونسكو.

  كلمات مفتاحية

روسيا الغرب فلاديمير بوتين الانتخابات الرئاسية الحرب الباردة نظرية المؤامرة نظرية المغامرة تسميم سكريبال بريطانيا

«بوتين» يستعرض أعداد ناخبيه.. ويتعهد بتحقيق وعوده