أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، بأن حكومة دولة الاحتلال بعثت بـ«رسالة تحذير» لحركة «حماس» عبر جهاز المخابرات المصرية، على خلفية الاستعدادات التي تجريها الفصائل الفلسطينية لمسيرات العودة على الخط العازل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن «(إسرائيل) حذرت حركة حماس عبر مصر من تسخين الأوضاع على الحدود»، مشيرة إلى أن «جيش الاحتلال بدأ يستعد لمواجهة مسيرات العودة الكبرى، وبدأ بنشر تعزيزات عسكرية كبيرة على طول الحدود».

وأوضحت القناة أن «قيادة المنطقة الجنوبية نظمت لقاءات مع رؤساء السلطات المحلية الإسرائيلية في محيط القطاع وأطلعتهم على صورة الوضع»، في إِشارة إلى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غزة.

بدورها قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن «المنظمين لمسيرة العودة رصدوا ما لا يقل عن 10 ملايين دولار»، فيما نقلت عن مصادر فلسطينية قولها إنها تتوقع مشاركة نحو ربع مليون فلسطيني في المسيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن «جيش الاحتلال يستعد لحدث كبير ومع قوات كبيرة يفترض أن ترابط بالقرب من السياج وليس الوصول إلى المستوطنات».

وأضافت أن رئيس المجلس الإقليمي «شاعر هانيغف»، أرسل رسالة إلى المستوطنين، جاء فيها أنه «سيتعين على الجنود والشرطة، بدعم من رجال الاستخبارات والتكنولوجيا، المناورة في الأسابيع المقبلة للحفاظ على سيادة الدولة وأمن السكان واحتمال التدهور إلى عمليات قتل جماعي للمدنيين».

ويبدو أن (إسرائيل) تتعامل مع الحدث كتجسيد لأصعب الكوابيس التي يمكن تخيلها بسبب الطاقة الكامنة التي تحتويها، خاصة أن قدرة جيش الاحتلال على التعاطي أمنيا مع جماهير ضخمة من المدنيين العزل ستكون محدودة، حيث إن استخدام أدوات عسكرية في محاولة فض المسيرة يحمل في طياته انهيار الأوضاع الأمنية بشكل كامل.

ومما يزيد الأمور تعقيدا بالنسبة لدولة الاحتلال حقيقة أن تحديد موعد المسيرة لتكون في اليوم الذي سيتم فيه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يحمل في طياته فرصة إضافية لإشعال الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ما يوسع ردة الفعل الجماهيرية على الردود العسكرية على المسيرة.