الوزاري الخليجي يطالب بتدخل أممي لمواجهة «الحوثيين» أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الأحد 15 فبراير 2015 09:02 ص

تناولت المقالات الافتتاحية للصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم مطالبة دول «مجلس التعاون» مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق «الأمم المتحدة» يتضمن إجراءات عملية عاجلة للحافظ على السلم والأمن الدوليين اللذين يهددهما استمرار انقلاب «الحوثيين» على الشرعية ورفض ما يسمى بـ«الإعلان الدستوري» ومحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة.. إضافة إلى الإعلان صراحة اليوم أن جريمة مقتل ثلاثة طلاب مسلمين على يد إرهابي أميركي في ولاية كارولينا الشمالية عمل إرهابي تم بدافع الكراهية والعنصرية.. كما سلطت الضوء على تصريحات وزير الخارجية الإماراتية الداعية للتوحد العالمي في مواجهة الإرهاب الذي يغطي أغلب دول العالم العربي وشمال ووسط أفريقيا..

فمن جانبها، دعت صحيفة «البيان» إلى ما دعا إليه الوزاري الخليجي من ضرورة وجود تحرك أممي لتطبيق الفصل السابع من قرارات مجلس الأمن لردع الانقلابيين «الحوثيين» في اليمن.. لإنقاد اليمن من الضياع.. وليجنبوا بلادهم عزلة دولية ومصيرا مؤلما قد يقودهم معه «الحوثيون» إلى حرب أهلية.

وقالت تحت عنوان «اليمن في عزلته» إن «الحوثيين» يسعون إلى إفراغ اليمن من الدولة وكل هياكلها، محملة إياهم قرار البعثات الدولية بمغادرة الأراضي اليمنية بعد أن ضاقت ذرعا بتصرفات «الحوثيين» وبممارساتها..

وأوضحت «البيان» أن ما يحدث في اليمن هو مؤامرة كبيرة من أطراف داخلية وخارجية حتى تصبح هذه الدولة رهينة في أيدي «الحوثيين».. بإقصاء كل الأطراف والقوى السياسية من المشهد السياسي وبسط نفوذهم على مفاصل الدولة.. رافضين قبول نتائج مؤتمر الحوار الوطني.. ما ينبئ بفوضى وعدم استقرار ما لم تتم إعادة قراءة الأمور بجدية من قبل كل الفعاليات السياسية واعتماد الآليات المناسبة لوقف زحف «الحوثيين».

وأشارت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إلى أن اليمن مقبل على ظروف قاسية جدا ولعل الأسئلة كثيرة حول مستقبل ذات الشعب اليمني وكيف يمكنه أن يعيش وهو قيد الاختطاف وكيف سيتمكن «الحوثيون» أساسا من إدارة علاقات البلد العربية والأجنبية في ظل عدم شرعية الحكم والانقلاب..

وعلى عكس افتتاحية صحيفة «البيان» بالأمس 14 فبراير/شباط الجاري، سخرت افتتاحية صحيفة الخليج من جريمة كارولينا الشمالية  بعنوان تهكمي على ردود الأفعال الغربية بشكل عام، فتحت عنوان «جريمة لا تستحق الإدانة» أكدت صحيفة «الخليج» أن مقتل ثلاثة طلاب أميركيين مسلمين على يد إرهابي أميركي يدعى «كريغ هيكس» في ولاية كارولينا الشمالية هو عمل إرهابي بامتياز وتم بدافع من الكراهية والعنصرية استنادا إلى ما كان يكتبه المجرم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ورغم أن الجريمة مروعة بكل المقاييس ولأسباب تنم عن حقد فإنها لم تلق الاهتمام الذي تستحقه من جانب المسؤولين الأميركيين ووسائل الإعلام والرأي العام داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وكشفت الصحيفة أن وسائل الإعلام الأميركية من صحف وتلفزيون تعاطت مع الجريمة ببرود وعدم اكتراث وكأن ما جرى كان حادثا عابرا وكأنهم ضحايا اصطدام سيارة أو حادث غرق حتى إن مسؤولا أميركيا أيا كان لم يكلف نفسه التنديد بالجريمة خصوصا أنها تتم وسط احتقان شديد وتصعيد في «الإسلاموفوبيا» التي تعتبر هذه الجريمة أحد وجوهه القبيحة جدا.. إلا أن الرئيس الأميركي «أوباما» و بعد أربعة أيام على وقوع الجريمة استدركها وأدانها ووصفها بأنها عمل «وحشي».

وفي مقارنة بين إدانة العرب والمسلمين لجريمة «شارلي إيبدو» نبهت «الخليج» إلى أن العالمين الإسلامي والعربي أدانا جريمة شارلي إيبدو البشعة ليس لمجرد أنها استهدفت الصحافة وما تمثله من رأي حر إنما أيضا لأنها تمت على أيدي «شبان مسلمين» يتخذون من الإسلام متكأ لارتكاب جرائم ينهى عنها الإسلام وتشوه معانيه ومقاصده وتسيء إلى معتنقيه وتترك تداعيات سلبية على وجودهم في مجتمعات أخرى.

وأضافت «لو أن أحدا من دولة إسلامية استهدف أميركيا داخل الولايات المتحدة فكيف سيكون رد الفعل».. مشيرة إلى حادثة بوسطن الإرهابية التي استهدفت «ماراثون» الركض خلال العام الماضي والتي قام بها شقيقان شيشانيان وكيف تعامل معها المسؤولون الأميركيون ووسائل الإعلام وكيف تفجرت موجة «الإسلاموفوبيا» على نحو غير مسبوق.

واستغربت «الخليج» التعتيم الرسمي والإعلامي الأميركي على هذا العمل الإرهابي.. كنموذج على ازدواجية المعايير تجاه كل ما يتعلق بالعرب والمسلمين سواء أكان عملا إرهابيا يستهدفهم أو موقفا سياسيا تجاه قضاياهم..

وختمت «الخليج» افتتاحيتها بالإشارة إلى أن المواقف الأميركية تجاه جريمة مقتل الطلاب الثلاثة وغيرها من الجرائم التي ترتكب بحق العرب والمسلمين.. تثير الكثير من الأسئلة حول أسباب وضعهم في دائرة الشبهة والاتهام وكيف يتم تعمد غسل اليدين من كل الآثام والجرائم التي ترتكب بحقهم.

فيما أعادت صحيفة «الوطن» ترديد مقولة إعادة التحقيق وأن الخلاف حول «ركن السيارة» كان سببا في مقتل المسلمين الثلاثة في كارولينا الشمالية، حيث رأت الوطن تحت عنوان «من يغذي مشاعر الكراهية» أن الرسالة الإعلامية لها تأثير أخطر من الرصاص والمتفجرات.. إذا جانبت المسؤولية ودقة التوازن في التعاطي مع الأحداث.. وأن بعض وسائل الإعلام العالمية قد أسهمت في عمليات الشحن الإعلامي والدعائي بدون قصد أو أحيانا بقصد.

ورأت أيضا أن بعض الأصوات انجرفت مع موجة الكراهية الكامنة في العمل الإرهابي العالمي الذي تجاوز الحدود والدول والمناطق والقارات فتحولت هي نفسها إلى رد فعل غير عقلاني وغير موضوعي يحاول أن يرد العنف بالعنف والإرهاب بالإرهاب في الإعلام.. موضحة أنه ربما كان الشحن الإعلامي غير المنطقي الذي صاحب «شارلي إيبدو» أو ما شابهها قد غذى مشاعر الكراهية لدى البعض.. حيث أصبح الترويع جزءا من الحياة في بعض المدن الأوروبية.

العلة في مشاعر الكراهية وليس قتل على الهوية، هذا ما رآه كاتب افتتاحية «الوطن» ربما كانت الدوافع وراء جريمة القتل التي ارتكبها أميركي ضد ثلاثة شباب مسلمين كانت تلك المشاعر التي زرعها الإعلام غير المتوازن بقصد أو دون قصد وهو ما حذر منه الرئيس الأميركي «باراك أوباما» عندما قال في بيان له إنه «يجب ألا يكون أحد في الولايات المتحدة الأميركية مستهدفا بسبب هويته أو هيئته أو دينه».. لأن الدافع وراء ذلك هو مشاعر الكراهية أكثر منها مشاعر الخوف أو التمييز.

وزعمت الوطن أن التحقيق العادل سيكشف عن الأسباب والدوافع الحقيقة وراء ارتكاب الجريمة خاصة أن الشرطة المحلية أشارت في تحقيق منفصل إلى أن خلافا على صف أو ركن السيارات هو الدافع إلى قتلهم.. لكنها تجري تحريات لمعرفة هل كان السبب هو كراهيته للضحايا لأنهم مسلمون.

وختمت الصحيفة بالتأكيد حول معنى مصداقية جهات التحقيق في قضية من هذا النوع – قائلة «إن التحقيق العادل والمنصف سيطمئن الجميع بأن العدالة ستأخذ مجراها الطبيعي فتهدأ النفوس ليكون ذلك جزءا من اقتلاع مشاعر الكراهية التي يمكن أن تتعمق بتحقيق غير صادق وغير أمين».

وفي سياق مواز، قالت نشرة «أخبار الساعة» تحت عنوان «حتى يتم الانتصار في الحرب ضد الإرهاب» إن هذا يتطلب الاتفاق على تعريف للإرهاب والجماعات التي تمارسه لأن هذه الجماعات تستغل عدم وجود هذا التعريف للتمدد والحركة في بعض المناطق من العالم بما يؤثر سلبا في الحرب ضدها ويحول دون محاصرتها وتجفيف منابعها المالية والإعلامية والفكرية كما يحول دون كشف محاولاتها للتخفي والتستر وراء شعارات غير حقيقية ولافتات زائفة وخادعة.

وأضافت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية - أنه في ظل الحد الخطير الذي وصلت إليه القوى الإرهابية في ممارساتها الدموية وتهديدها لاستقرار الدول والمجتمعات وتعايشها ومكتسباتها الحضارية لم يعد العالم يمتلك ترف السماح بالاستمرار في التباين والاختلاف حول مفهوم الإرهاب والجماعات التي تمارسه وتشجع عليه.

وذكرت أنه في هذا السياق فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تقع في طليعة الدول التي تطالب بحرب شاملة على الإرهاب لا تقتصر على داعش فقط.. وهذا ما أشار إليه «عبدالله بن زايد» وزير الخارجية أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول 2014 حيث قال «إن الخطر الإرهابي لا يقتصر على داعش فحسب بل يمتد ليشمل الصراعات الدائرة في كل من اليمن وأفغانستان والصومال ومصر ولبنان وليبيا وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي».

وختمت «أخبار الساعة» افتتاحياتها بأن الإمارات أقدمت على خطوة شجاعة وأساسية في أي مواجهة ناجحة مع الإرهاب والقوى الداعمة له وهي إصدار قانون حول مكافحة الجرائم الإرهابية وإقرار قائمة بالمنظمات الإرهابية وفقا لمعايير دقيقة وواضحة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أبرز عناوين الصحف الخليجية والعربية اللندنية

«الإصلاح» يصف «الحوثيين» بـ«الجماعة الانقلابية» ويطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين