وزير الخارجية الإيراني يكتب على «الجزيرة»: مصالحنا والعرب مشتركة

الأربعاء 28 مارس 2018 10:03 ص

اعتبر وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» أن بلاده تصبو، في اقتراحاتها للهندسة الإقليمية الجديدة، إلى تحقيق المصالح المشتركة لجميع دول المنطقة، بغض النظر عن الخلافات والاختلافات، فيما اتهم بعض الأطراف بالسعى لتحويل المنطقة العربية إلى مسرح لتصفية الحسابات.

وقال «ظريف»، في مقال له على موقع «الجزيرة نت» تحت عنوان «إيران وجيرانها العرب.. ما الذي يجمعنا؟»، إن «إيران تدعو إلى وضع الأسس لعقد أمني مشترك، عماده الحوار والمبادئ المشتركة وآليات بناء الثقة، كمقدمة للخروج من النفق المظلم الذي يستنزف الجميع».

واعتبر وزير الخارجية الإيراني أنه « قد لا يتوفر لاحقا الحد الأدنى الموجود حاليا الذي يمكن البناء عليه للوصول إلى نهاية لهذا المسلسل الطويل من الاستنزاف».

وأوضح أن بلاده تسعى من خلال الهندسة الجديدة للمنطقة لـ«لمنع تغوّل طرف من الأطراف الكبرى على الأطراف الأقل تأثيرا، وبذلك نسمح للدول الصغيرة في المنطقة بالمشاركة وبأن تحفظ مصالحها».

ومضى «ظريف» بالقول: «بالنسبة لجيراننا العرب ممن نتشارك وإياهم حدودا برية أو بحرية؛ فإن الأمن المشترك يقوم على الالتزام بمعايير مشتركة تكفلها مواثيق الأمم المتحدة، كالسيادة، والامتناع عن التهديد باستخدام القوة، وحل الأزمات بشكل سلمي، واحترام سيادة الدولة على أراضيها وحرمة الحدود، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وحق تقرير المصير داخلها».

واعتبر أن «هذا الأمر يتطلب إجراءات عالية لبناء الثقة، من قبيل الإشعار بتنظيم المناورات العسكرية، والشفافية في الإجراءات العسكرية، وخفض الإنفاق على التسليح، وتنظيم زيارات عسكرية متبادلة، وبالإمكان البدء أولا بخطوات أكثر سهولة كتشجيع السياحة بين بلداننا والاستثمارات المشتركة، وإقامة مشاريع مشتركة في إطار السلامة النووية أو مكافحة التلوث وإدارة الأزمات».

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده «لا تناور في خيار كهذا لأنه خيارها الإستراتيجي، ولأنها تؤمن حقا بأن ما يجمعنا أكثر بكثير من أن تفرقه خلافات قامت على التوجس وعلى مصالح آنية، قد لا تكون على سلم الأولويات في قادم السنين».

وقال «ظريف» «لطالما كانت القوى الخارجية المؤثرة في المنطقة تؤْثر الحروب وتستنسخها ولا تعطي للسلام فرصة».

وأشار إلى أن «شعوب المنطقة تشترك في الكثير وتختلف على اليسير، فبين العرب والترك والكرد والفرس -وغيرهم من شعوب المنطقة- تاريخ مشترك وثقافة واحدة ومفردات متشابهة، وعادات وتقاليد تكاد تكون مستنسخة عن بعضها بعضا».

وتابع: «بما أننا لا نريد في زمننا هذا حرب داحس وغبراء جديدة ولا حرب بسوس جديدة، ومن أجل ألا تتكرر هذه الصور من تاريخنا؛ علينا النظر في عيون بعضنا البعض والاتفاق على حل اختلافاتنا على الطاولة وليس في الميدان».

واستدرك وزير الخارجية الإيراني قائلا: «ما نطرحه نحن ليس نسيان الخلافات والاختلافات، لكن الذي نريده هو ألا يفسد الخلاف للود قضية».

وحذر من أنه «في حال عدم جنوحنا للسلم؛ فإنه لن يكون لدى الأجيال القادمة ما يكفي لينظروا في أعين بعضهم بعض».

  كلمات مفتاحية

وزير الخارجية الإيراني عقد أمني مشترك الهندسة الإيرانية للمنطقة مصالح مشتركة تصفية حسابات

«ظريف» لـ«بن سلمان»: البعض يطيرون فرحا من «حلب» الآخرين لهم