بعد تخطيها السعودية.. الولايات المتحدة تبدو كأكبر منتج للنفط

الأحد 6 يوليو 2014 10:07 ص

جرانت سميث، بلومبرج، 4/7/2014

قال «بنك أوف أميركا» إن الولايات المتحدة ستصبح أكبر منتج للنفط في العالم هذا العام بعد تخطيها السعودية وروسيا حيث يساهم استخراج النفط الصخري في الانعاش الإقتصادي الأمريكي.

وذكر البنك في تقريره اليوم أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام بالاضافة إلى المكثفات الأخرى تخطى الدول الأخرى حيث بلغ أكثر من 11 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام الجاري، أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم في عام 2010. وقالت وكالة الطاقة الدولية في يونيو إن الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط والغاز.   

وقال «فرانسيسكو بلانش»، رئيس البنك لأبحاث السلع، في مقابلة عبر الهاتف «الزيادة في المخزون الأمريكي كبيرة جدًا، وتلعب طفرة الصخر الزيتي دورًا رئيسيًا في الإنعاش الإقتصادي الأمريكي. إذا لم يكن لدى الولايات المتحدة إمدادات الطاقة تلك، فسيكون من الصعب تحمل الأسعار».   

يزداد استخراج النفط من التشكيلات الصخرية في تكساس ونورث داكوتا حيث تقوم الشركات بتكسير الصخور باستخدام سائل ذات ضغط عالي، وهي عملية تعرف باسم التكسير الهيدروليكي. الإرتفاع الكبير في المخزون بالاضافة إلى القيود المفروضة على تصدير النفط الخام تكبح سعر خام غرب تكساس. ولا تزال الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، تستورد نحو 7.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام في أبريل، وفقا لاحصاءات إدراة الطاقة الأمريكية.

تخطي السعودية

سيرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى 13.1 مليون برميل يوميا في عام 2019 ثم يبدأ بعدها في الانخفاض، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. وقالت وكالة الطاقة في تقريرها عن توقعات الطاقة في العالم في نوفمبر إن الولايات المتحدة ستفقد مرتبتها الأولى في انتاج النفط  في بداية 2030.

وقال بلانش «من المرجح جدا أن تبقى الولايات المتحدة المنتج رقم 1 للنفط لبقية العام» حيث من المقرر أن يزيد الانتاج في النصف الثاني، مشيرًا إلى أن نمو الإنتاج خارج الولايات المتحدة أقل من المتوقع للبنك، وهو ما يبقي أسعار النفط العالمية مرتفعة.  

جزئيا نتيجة لطفرة الصخر الزيتي، لا تزال العقود الأجلة لخام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) عند سعر منخفض حوالي 7 دولار للبرميل مقارنة بنظيرتها الأوروبية، مزيج برنت في بورصة انتركونتنتال الأوربية للعقود الأجلة في لندن.  كانت العقود الأجلة عند 103.74 دولار للبرميل في الساعة 4:13 بتوقيت لندن.  

التمرد الإسلامي

وقال بلانش «إنتاج الصخر الزيتي أكبر من الإنتاج العراقي، لكنه لم يؤثر على الأسعار بالصورة التي نتوقعها، عادة ما يؤدي مثل هذا النمو في إمدادات الطاقة إلى انخفاض الأسعار، ولكن لا نرى ذلك في الواقع لأن الوضع الجيوسياسي خارج الولايات المتحدة مروع».  

وقد أثارت المكاسب الإقليمية التي حققها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) في شمال العراق المخاوف من تعطل تدفق النفط في ثاني أكبر منتج في أوبك بعد السعودية، ويأتي هذا مع انخفاض الصادرات من ليبيا بسبب الاحتجاجات، في الوقت الذي تعيق فيه السرقة والتخريب انتاج نيجريا.

وقال «محمد الحريري»، المتحدث باسم شركة النفط الوطنية الليبية المملوكة للدولة، في مقابلة عبر الهاتف من طرابلس إن ليبيا ستستأنف صادراتها في أقرب وقت ممكن من اثنين من موانئ النفط في شرق البلاد بعد استعادة السيطرة عليهما من المتمردين الذين منعوا شحنات النفط الخام خلال العام الماضي.  

وقال «جوليان لي»، خبير استراتيجي في مجال النفط يكتب لوكالة أنباء بلومبرج، إن الولايات المتحدة سوف تعزز من موقعها كأكبر في منتج للنفط العالم في الأشهر المقبلة إذا سدت الامدادات الليبية الحاجة إلى المخزون السعودي. وهذه هي ملاحظاته الشخصية.

سجل الإستثمار

وقال بلانش «هناك صلة قوية جدا بين نمو إنتاج النفط والنمو الاقتصادي ونمو الأجور عبر مجموعة من الولايات الأمريكية». وقال إن الإستثمار السنوي في قطاع النفط والغاز يبلغ 200 مليار دولار، وهو ما يصل إلى 20% للمرة الأولى من إجمالي الإنفاق على البنية التحتية الخاصة.  

قرار وزارة التجارة الأمريكية بالسماح بشحن النفط المعالج معالجة طفيفة (المعروف بالمكثفات) إلى الخارج أثار التكهنات بأن الدولة قد تخفف الحظر المفروض منذ أربعة عقود على معظم صادرات الخام. وسيُسمح لشركتي «بايونير ناتشورال ريسورسز» وإنتربرايز بروداكت بارتنرز» بتصدير المكثفات، شريطة أن تخضع أولا للتقطير الأولي، بحسب ما ذكرته الشركتان.

وقال «بنك أوف أمريكا» في تقريره يوم 27 يونيو إن القرار «خطوة أولى إيجابية» لتوزيع الكميات الكبيرة من إمدادات النفط الخام في أمريكا الشمالية.  يمكن أن يكون لدى الولايات المتحدة صادرات يومية تبلغ 1 مليون برميل من النفط الخام، بما في ذلك 300 ألف من المكثفات، بحلول نهاية العام، وفقا لتقرير سيتي جروب في 25 يونيو. 

  كلمات مفتاحية

متجاوزة أمريكا.. السعودية تحقق أرقاما قياسية لإنتاج النفط والغاز في 2015