دعت إيران، ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، إلى مجالسة الكبار للتعلم منهم ماهية الحرب، لأنه لا يعرف معناها.

وقال المتحدث باسم وزارة ​الخارجية الإيرانية​ «​بهرام قاسمي»، إن «هذا القادم إلى السلطة حدیثا والساذج المتبختر، إما أنه لا یعرف معنى الحرب، وإما أنه لم یقرأ التاریخ أو أنه للأسف لم یجالس رجل حكیم».

جاءت تصريحات «قاسمي»، ردا على حديث لـ«بن سلمان»، تحدث فيها عن احتمال الحرب مع إیران في غضون الأعوام العشرة أو الخمسة عشر المقبلة.

وأضاف المسؤول الإيراني، حسب وكالة «فارس»، متسائلا: «كيف يمكن لهذا لشخص أن يحكم ويتحدث عن إرادة الشعوب وهو يجلب المذلة لسكان بلده ويقف في وجه تطلعاتهم».

ودعا الملمین باللغة الفارسیة في البلاط السعودي أن یترجموا لـ«بن سلمان» بدقة معنى البیت للشاعر العظیم «سعدي الشیرازي»، حين قال: «هلاك خویشتن می خواهد آن مور- كه خواهد پنجه كردن با عقابي»، وتعني أن «النملة تحكم على نفسها بالموت إن دخلت في نزال مع النسر».

وتابع «قاسمي»: «من الحكمة أن یقوم عقلاء القوم وذوو الخبرة من السعودیين، باطلاعه أن من كان أكبر منه وكان یطلق على نفسه بطل القادسیة، وكان الشرق والغرب وبعض العرب داعمین له (في إشارة إلى الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين)، كیف أصبح ذلیلا أمام إرادة الشعب الإیراني».

وحذر «بن سلمان» الجمعة من اندلاع حرب محتملة مع إيران في غضون 10 إلى 15 سنة، إذا فشلت جهود الرياض في تجنب الصراع العسكري.

وقال في حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، على هامش زيارته إلى الولايات المتحدة: «يجب أن ننجح في تجنب نزاع عسكري مع إيران وفي حال لم ننجح في ذلك، فعلى الأرجح سيكون لدينا حرب مع إيران في غضون الـ10-15 سنة المقبلة».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمات حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة الرياض في طهران، وقنصليتها بمدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي «نمر النمر» (شيعي) مع 46 مدانا بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية.

وبرز الصراع السعودي الإيراني على النفوذ في مناطق عدة أبرزها اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وسط توتر كبير في العلاقات، وحرب كلامية بين المسؤولين في البلدين.

وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وضغطت على دول الشرق الأوسط وأفريقيا لتقليص علاقاتها مع طهران، متهمة إياها بالتدخل في الشؤون العربية.

واتهم «بن سلمان» في تصريحات سابقة الحكومة الإيرانية بالسعي لتطوير الأسلحة النووية لكي تستطيع العمل في الشرق الأوسط بحرية دون خوف من معاقبتها، مشددا على ضرورة إبرام اتفاق نووي جديد بدل الصفقة الحالية مع إيران ما يضمن عدم حصولها على السلاح النووي.

وبرزت إيران كقوة أكثر نفوذا في الشرق الأوسط في أعقاب الاتفاق النووي، وقامت ببناء نفوذها في سوريا والعراق، كما يُزعم أنها تزود الحوثيين بالأسلحة التي استخدمت ضد السعودية في حرب استمرت ثلاث سنوات.