خبراء: حرب السعودية ضد إيران لن تتجاوز خانة الضغوط

الاثنين 20 نوفمبر 2017 09:11 ص

قال محللون سياسيون، إن السعودية تتقدم بدعم عربي خطوات للأمام، في اتجاه الحرب الباردة ضد إيران، مرجحين ألا يتطور الأمر إلى حرب بينهما.

ويستشرف المحللون مستقبل الدعم العربي والدولي للمملكة في مواجهة إيران، بأنه سيبقى في مربع «ممارسة الضغوط»، و«العودة للتفاهمات»، في ظل توقعات منهم بـ«عدم استسلام إيراني»، أخذا بخلفيات طهران في مواجهة حصار أمريكي دام لسنوات بلا تراجع، فضلا عن نفوذها في مناطق الصراعات بسوريا واليمن ولبنان، بحسب وكالة «الأناضول».

تأييد عربي

يقول رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية (غير حكومي مقره جدة) «أنور عشقي»: «بالفعل السعودية حصلت على دعم وتأييد عربي للتصعيد ضد إيران عدا دولتي لبنان والعراق، المعروفتين بسيطرة إيران على قرارهما».

ويضيف، وهو مسؤول سعودي سابق، أن «أولى تداعيات التأييد العربي ضد إيران سيبرز من خلال رفع شكوى ضدها في مجلس الأمن الدولي لفرض مزيد من العقوبات وتشجيع الولايات المتحدة على الضغط في سبيل تغيير النظام السياسي في إيران».

ويفسر الخبير السعودي البارز هذا الموقف السعودي المتشدد من طهران مؤخرا، قائلا: «الصواريخ البالستية الإيرانية قد تصل إلى جميع الدول العربية وليست السعودية وحدها إذ لم يتصد العالم العربي للتمدد والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة».

وأصدرت وزارة الخارجية السعودية، أمس، إحصائية تشير إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران استهدفوا السعودية خلال السنوات الأخيرة بواسطة 80 صاروخا باليستيا.

حرب باردة

ويتفق معه الباحث المصري في الشؤون الاستراتيجية وقضايا الأمن الدولي «أنس القصاص»، حين قال إن «السعودية حصلت على دعم عربي ودولي مكنها من التصعيد على نحو ما نرى».

ويوضح «القصاص»، أن «الدعم العربي رأس حربته إماراتي، فضلا عن دعم دولي واضح من التنسيق مع إدارة البيت الأبيض بشكل أو بآخر وهذا واضح منذ القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض التي شارك فيها ترامب، ويأتي في ظل مطالبات دولية بمواجهة إيران».

ويشير إلى أن الدعم العربي والدولي للسعودية حاليا ضد طهران «لن يصل الأمور لحرب»، قائلا: «طالما هناك تفاهمات ضمنية بين القوى الكبرى كمصر وإيران وتركيا لا مشاكل ستحدث في المنطقة (..) ولا يتوقع أن يخرج اجتماع التحالف العسكري بشئ ضد إيران».

وينبه إلى أن آثار سياسية ستظهر جراء تلك الضغوط السعودية على إيران، مستدركا «لكن أعتقد أنها لن تغير قواعد اللعبة في صراعات المنطقة».

ويرجع ذلك إلى أن «إيران تحت أي ضغوط تسير برؤية واضحة حتى لو كانت ضعيفة ماليا، وهذا واضح من سياسات مواجهتها مع واشنطن»، حسب «القصاص».

وتابع قائلا: «لكن السعودية حتى الآن غير واضحة في سياساتها أو رؤيتها أمام خصمها».

خسارة ثنائية

أما المحلل المصري «مختار غباشي»، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي مقره القاهرة)، فيرى، أن «الاجتماع الطارئ المدعوم من السعودية خرج أخيرا بآليات وموقف عربي تجاه إيران، وهذا جيد».

ويستدرك متسائلا: «لكن هذا التصعيد هل كافٍ لإرغام إيران لتوافقات رغم أن واشنطن لم تفلح في هذا مع طهران في ملفها النووي؟».

ويرى أن «إيران لن تستسلم بسهولة حتى وإن كان أفق التصور السعودي أن تسفر الضغوط عن تهدئة أو توافقات في أزمات المنطقة، لاسيما وإن إيران رقم في تلك الأزمة».

ويعرب «غباشي»، عن خشيته أن تنساق السعودية وراء الدعم الدولي وتحديدا رؤية واشنطن، في معركة يرى أن «طهران والرياض سيكونان خاسرين فيها»، والرابح واشنطن.

تحذير

فيما يقول مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن (غير حكومي) «جواد الحمد»، إنه «لا شك أن لإيران تدخل قوي وعنيف في الشأن العربي والمنطقة، وينبغي التصدي له بقوة وحسم خلال اللحظة الراهنة، للضغط عليها للعودة لاحترام حقوق الجوار العربي والمصالح المشتركة».

ويضيف: «ورغم ذلك تظل خلافتنا أو مشاكلنا مع ايران هي خلافات داخل البيت الإسلامي الواحد، لا يستدعى أي تحالفات مع (إسرائيل)، حتى وإن كان هناك عجزا حيال التصدي لإيران»

وعن حلول تلك المعضلة يري «الحمد»، أنه «عربيا.. يجب أن يتوازى الضغط السياسي مع نظيره الاقتصادي، فليس من المعقول أن ترتبط بعض الدول العربية وخاصة الخليجية بعلاقات اقتصادية متميزة مع إيران إلى حد وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى 46 مليار دولار سنويا».

ويستطرد: «يجب على إيران التقدم بخطوة حيال لوقف الحروب الطائفية وإنهاء تغذية القلاقل والوصول إلى تفاهمات مع الدول العربية لنزع فتيل الأزمة في المنطقة وحفظ الأمن العربي، وعلى الدول العربية منح إيران فرصة للسلام العربي».

وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمات حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة الرياض في طهران، وقنصليتها بمدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي «نمر النمر» (شيعي) مع 46 مدانا بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية.

  كلمات مفتاحية

العرب السعودية حرب باردة إيران أمريكا

السعودية: إيران رفضت استكمال التحقيق في اقتحام سفارتنا بطهران

خبير يكشف أوجه القوة العسكرية السعودية والإيرانية

إيران: «بن سلمان» لا يعرف معنى الحرب التي يتحدث عنها