اللغة الأمازيغية تعود مجددا في ليبيا.. وتزاحم العربية

الأحد 1 أبريل 2018 07:04 ص

أمر عميد بلدية زوارة الليبية «حافظ بن ساسي»، بكتابة اللافتات والإعلانات داخل نطاق البلدية باللغة الأمازيغية كلغة أساسية للإعلان أو الدعاية، في خطوة اعتبرها مصدر مقدمة لتفعيل اللغة الأمازيغية بدلا من العربية في مدن ليبية.

وأجاز القرار الذي حمل رقم 6 لسنة 2018، واطلع «الخليج الجديد»، على صورة منه، استخدام الكتابة بلغات أخرى إلى جانب اللغة الأمازيغية.

وحسب مصدر، من بلدية زوارة الحدودية مع تونس، فإن اثنتين على الأقل من مدن الجبل الغربي على الأقل ستعلنان عن قرارات محلية مماثلة في الأيام المقبلة، لاعتماد الأمازيغية لغة رسمية لكتابة اللافتات والشعارات العامة بها.

وأثار قرار بلدية المدينة جدلا خلال الأيام الماضية، لكن عميد البلدية «حافظ بن ساسي»، دافع عن القرار، وقال لصحيفة «العربي الجديد» إنّ «قرار البلدية استند إلى أحكام وبنود قرارات حكومية سابقة أشير إليها خلال نص القرار المتداول، كما أنه جاء بناء على رغبة مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة».

 

وأضاف: «هناك عدد من المدن الليبية تتحدث الأمازيغية ويعيش فيها أمازيغ، لكن لزوارة خصوصية لأنها منطقة يعبر خلالها المسافرون من ليبيا إلى تونس والعكس، ولذا كان لزاما علينا أن نلفت الانتباه إلى الخصوصية الأمازيغية للمدينة، كما أننا نساهم بذلك في الحفاظ على هويتنا وهو حقنا المشروع»، على حد قوله.

وتابع: «هذا القرار تذكير للجهات الرسمية في البلاد بحقوقنا، لاسيما بعد أن تم تهميش الأمازيع في جلسات صياغة الدستور»، حسب تعبيره.

ومضى قائلا: «قرارنا لا يتعارض مع كون العربية اللغة الرسمية للبلاد، ومن أراد أن يكتب بها إلى جانب العربية فليفعل».

أمازيغ ليبيا

الأمازيغ هم السكان الأصليون لمنطقة شمال أفريقيا، ويعني لفظ الأمازيغ «الرجال الأحرار»، وتمتد «الجغرافيا الأمازيغية» من واحة سيوة المصرية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، وغالبيتهم من المسلمين السنة.

ومرت القضية الأمازيغية بمراحل متعددة، فكانت في البداية قضية ثقافية مدارها على اللغة، حيث طالب ناشطو الأمازيغ بتخليص لغتهم مما لحقها، في نظرهم، من تهميش وإقصاء أمام انتشار اللغة العربية منذ مجيء الإسلام، ثم تطور المطلب ليصبح سياسيا تتبناه جمعيات وتنظيمات.

وفي 2001، صدر قانون بليبيا يمنع التسمي بالأسماء غير العربية في السجلات الحكومية، ويفرض عقوبة على المخالف، لترد المعارضة الليبية بالخارج في 2004، بمظاهرة شارك فيها ناشطون أمازيغ طالبوا بالكف عن قهر الأمازيغ سياسيا وثقافيا.

وفي ذات العام، عقد المؤتمر الليبي للأمازيغية وأوصى باستمرار حملة «الحق الأمازيغي» تحت شعار «لا تقتلوا اسمي الأمازيغي».

وفي 2005، تراجعت ليبيا جزئيا واعترفت أن الأمازيغية جزء من الثقافة الليبية، واستقبل الرئيس الراحل العقيد «معمر القذافي»، رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي.

وتنتمي اللغة الأمازيغية إلى عائلة اللغات الأفروآسيوية.

ولا توجد اليوم أرقام دقيقة حول عدد الأمازيغ الذين يتحدثون بها، غير أنه صارت اللغة الرسمية في المغرب، إلى جانب العربية، منذ سنة 2011.

وتكتب اللغة الأمازيغية بالحرف الأمازيغي الذي يسمى بـ«تيفيناغ»، وهو حرف ليبي قديم وجد منقوشا في عدد من الصخور في بلدان شمال أفريقيا، اعترفت به المنظمة الدولية للمعايير «ISO-UNICODE» منذ 2004، واعتمدته «مايكروسوفت» في آخر إصداراتها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمازيغ اللغة الأمازيغية ليبيا أمازيغ ليبيا اللغة العربية

أمازيغ ليبيا يعلنون مقاطعة استفتاء الدستور ويطالبون بإقليم رابع لهم