أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أن حكومته ستعزز التعاون الأمني مع الهند. وجاء هذا الإعلان بعيد لقاء عقده يعلون مع رئيس الحكومة الهندية نارندرا مودي في ظل أحاديث عن إبرام صفقات تسليحية وتكنولوجية بقيمة 1.5 مليار دولار. وأعلنت شركة «رفائيل» للصناعات العسكرية المتطورة أنها اتفقت مع الشريك الهندي على انتاج قسم من منظومات الصواريخ التي تشتريها الهند منها على الأرض الهندية.

وأشار يعلون في اجتماع عقده مع رئيس الحكومة الهندية في مقره في نيودلهي، إلى أنه أمر رجال وزارته بتوسيع التعاون مع الهند و»أننا ننتظر استمرار تبادل الخبرات والتكنولوجيا، والانتاج في الهند».

وأصدر ديوان يعلون بياناً عن الاجتماع قال فيه إنه تم خلال اللقاء البحث في استمرار تعزيز التعاون بين الهند وإسرائيل وقضايا إقليمية. وأكد يعلون لمودي أن زيارته للهند، وهي الأولى لوزير دفاع إسرائيلي، جزء من تعزيز «وتعميق التعاون بين الهند وإسرائيل عموماً والمؤسسات الأمنية خصوصاً».

وأضاف أن «حكومة إسرائيل ملتزمة باستمرار معالجة العلاقات بسبب أن بين الدولتين قيما مشتركة ومصالح مشتركة». وكان يعلون قد اجتمع إلى وزير الدفاع منوهار فريكار قبل أن يجتمع أيضاً مع وزير الداخلية ثم ألقى محاضرة أمام أحد أبرز مراكز الأبحاث في الهند.

وفي هذه الأثناء، أعلنت شركة «رفائيل» أنها وقعت اتفاقاً للتعاون مع مجموعة «كلياني» الهندية، في إطاره سيتم في الهند عبر شركة مشتركة ستقام لهذا الغرض، إنتاج قسم من منظومات الصواريخ التي تعاقدت الهند على شرائها من إسرائيل. وجرى الإعلان عن أن الشراكة تتم بنسبة 51 في المئة للهند و49 في المئة لإسرائيل. ويعتبر الاتفاق جزءاً من السياسة الهندية الرامية إلى تعزيز الانتاج المحلي وبناء يسمح بتطوير وإنتاج شبكة واسعة من المنظومات التكنولوجية المتطورة، بما فيها الصواريخ، والأسلحة المسيطر عليها من بعد. وقد تم التوقيع على الاتفاق في إطار معرض «إيرو إنديا» القائم حالياً في بنغلور. 

واعتبر رئيس شركة «كلياني» الهندية بابا كلياني، أن الاتفاق يعبر عن النية لتطوير وإنتاج منظومات فائقة التطور و «توسيع الصناعات الأمنية في الهند. وتعاوننا مع رفائيل هو خطوة مهمة في هذا الاتجاه».

أما رئيس شركة «رفائيل» الجنرال يديديا يعري، فقال إن «مجموعة كلياني هي الشريك المثالي لرفائيل في توسيع الفرص التجارية لها في الهند». وأضاف «سنواصل دعم وزارة الدفاع الهندية لتطوير التميز والتفوق التكنولوجي. والاتفاق مع كلياني يخدم بإخلاص التزامنا تجاه سياسة الانتاج المحلي للحكومة الهندية».

من جانبه، قال المدير العام لـ «رفائيل» الجنرال إسحق غات أن شركته تعتبر شريكاً فعالاً في السوق الأمني الهندي منذ سنوات. وأضاف «أننا دائماً وأبداً تطلعنا إلى الإسهام في عملية تحديث قوات الجيش الهندي. واتفاقنا مع شركة كلياني هو جزء من إستراتيجيتنا العالمية لخلق شراكات لتطوير قدرات عسكرية، تستند إلى تكنولوجيا رفائيل. لقد اخترنا كلياني كشريك في السوق الهندي لأننا ندرك أن بين الشركتين تناغماً عالياً وفرصاً مشتركة للنمو في أسواق جديدة، خصوصاً في السوق الهندي الذي هو في نظرنا سوق إستراتيجي».

في كل حال، فإن صحيفة «آي بي تايمز» الهندية نشرت أن حجم الصفقات التي ستوقع بين الهند وإسرائيل أثناء زيارة يعلون تبلغ 1.5 مليار دولار. وتشمل الصفقة أيضاً بيع الهند طائرتي «فالكون أواكس» وأربعة رادارات من طراز «آيروستات».

وأشارت الصحيفة إلى أن مبيعات السلاح الإسرائيلية للهند واسعة وهي تضم طائرات من دون طيار من طرازات مختلفة بينها «هيرون وسيرتشر وهاروب»، ورادارات من أنواع مختلفة بينها «الصنوبرة الخضراء»، فضلاً عن ذخائر شديدة الدقة، خصوصاً صواريخ جو جو.

وبحسب الصحيفة الهندية، فإن مبيعات إسرائيل للهند زادت عن عشرة مليارات دولار.

وهناك اعتقاد أنه إذا صحت معلومات الصحيفة الهندية، فإن هذا سيشكل دفعة جديدة للصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تعاني من مشاكل، فضلاً عن أنها تحسم منافسة قوية مع الصناعات الأميركية. فقد سبق للولايات المتحدة أن منعت إسرائيل من بيع طائرات من هذا النوع للصين، كما أنها تمارس حالياً ضغوطاً على حكومة كوريا الجنوبية من أجل شراء طائرات أميركية موازية وليس شراء الطائرات الإسرائيلية. 

من جانبها، قالت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية أن الصفقة مبرمة بطبيعة الحال لأن «لجنة التفاوض على العقد وافقت على الصفقة. وبعد وزارة المالية سيتم إرسال الصفقة للجنة الوزارية لشؤون الأمن للمصادقة النهائية عليها».

ومعروف أن لدى الهند حالياً ثلاث طائرات من هذا الطراز سبق واشترتها من إسرائيل في العقد الماضي. أما رادار «آيروستات» فهو من نوع الرادارات التي توضع في بالونات كبيرة لتحلق وهي مربوطة بالأرض، وقد سبق أيضاً للهند شراء اثنين منها سابقاً.