خسائر الجيش المصري بسيناء تثير شكوكا في جدوى «الطوارئ»

الأحد 15 أبريل 2018 05:04 ص

جاء الهجوم العنيف الذي تعرض له الجيش المصري، أمس السبت في سيناء وأسفر عن مقتل وإصابة 26 عسكريا، بالتزامن مع أول أيام إعلان المد الرابع بقرار رئاسي لحالة الطوارئ، والتي أعلنت في أبريل/نيسان 2017 إثر تفجيرين كبيرين شمالي البلاد، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات وتبناهما تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقل موقع «العربي الجديد» عن مصادر قبلية قولها إن «هجوما مسلحا تخلله تفجير سيارة مفخخة تعرض له أحد الارتكازات الأمنية التابعة لقوات الجيش في منطقة نخل وسط سيناء، ما أدى لمقتل وإصابة جميع من كان في المكان».

وأضافت المصادر أن «سيارات الإسعاف بقيت تنقل الجثث والجرحى حتى ساعات الظهر»، مشيرة إلى أن «قوات الجيش فرضت طوقا عسكريا واسعا في المنطقة، ومنعت الشاحنات والسيارات من التحرك في الطرق المؤدية إلى مكان الهجوم».

وفي السياق، أفادت مصادر طبية أن عدد القتلى بلغ 19 عسكريا بينهم ضباط برتب رفيعة، وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة، موضحة أنه جرى التعرف على بعض القتلى وهم: الرائد «أحمد حمدي الخولي» والنقيب «أشرف جابر»، والملازم أول «وليد عاطف صديق» والملازم أول «محمود دغش» والملازم أول «محمد عادل»، والمجندون «محمود عماد» و«خالد محمد سليمان» و«محمود كمال الدين» و«محمد فؤاد سطع».

وفي المقابل، قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد «تامر رفاعي» إن «القوات المسلحة تمكنت من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية مكونة من 14 فردا منهم 4 أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة ومسلحين جميعاً بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط وRBJ اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء».

وأضاف: «إلا أنه نتيجة ليقظة وانتباه عناصر الخدمة فقد تمكنوا من منعهم والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة، ما أدى إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية».

وتابع: «حيث أسرعت العناصر التي ترتدي الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسها بمحيط المعسكر فنتج عن ذلك استشهاد 8 أفراد من القوات المسلحة، وإصابة 15 فردا آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا».

حالة الطوارئ

وجاء هذا الهجوم العنيف الأول من نوعه منذ بداية العملية العسكرية على وقع الإعلان عن تجديد حالة الطوارئ ودخولها عامها الثاني، ما يشكل دليلا يواجه به النظام المصري منْ يعارض تجديد حالة الطوارئ، سواء داخل مصر او خارجها، بادعاء تعرضه لإرهاب كبير في سيناء، وأنه ما زال في حالة تستدعي فرض الطوارئ في كل أرجاء البلاد.

وقالت مصادر إن «الجيش المصري أوقف الحملات العسكرية التي كانت تستهدف قرى وأحياء مدينتي رفح والشيخ زويد منذ عشرة أيام على الأقل، في ظل المخاوف المتنامية من هجوم مباغت لتنظيم ولاية سيناء، وعلى إثر الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الجيش المصري منذ بداية شهر مارس/آذار الماضي».

ويبدو أن التنظيم أراد أن يرسل رسالة مفادها أن حالة الطوارئ لن تفيد في حل الأزمة الأمنية، وأنه سيواصل الهجمات رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة في سيناء وبقية محافظات مصر.

ومن اللافت أن الجيش لم يفرد بيانا لأي هجوم عسكري تعرض له منذ بدء عملياته كما جرى في الهجوم الأخير، وتم التركيز أن التفجير جاء بأحزمة ناسفة، فهي رسالة واضحة لكل العالم أن النظام المصري يواجه إرهابا لا يختلف عما تواجهه التحالفات الدولية في العراق وسوريا.

وشكل هذا الهجوم مفاجأة حيث وقع في في مناطق جديدة لم تجرِ العادة باستهداف قوات الأمن فيها كما يجري في مدن العريش ورفح والشيخ زويد.

بيانات متضاربة

وقبيل إعلان الجيش عن الهجوم العنيف، كان قد أعلن عن مقتل 27 مسلحا، وتوقيف 114 شخصا، في اليوم الخامس والستين للعملية العسكرية الشاملة بأنحاء البلاد، جاء ذلك في بيان عسكري (رقم 19) متلفز، تضمن نتائج مبدئية لخطة «المجابهة الشاملة»، التي انطلقت في 9 فبراير/ شباط الماضي تحت عنوان «سيناء 2018».

وأعلن البيان الذي نقله المتحدث باسم الجيش المصري أن «العمليات أسفرت خلال الأيام الماضية عن نتائج منها مقتل 27 تكفيريا في 3 وقائع، أحدها استهداف لوكر أسفر عن مقتل 9 والثاني أدى لمقتل 9 والثالث بمدينة العريش وأسفر عن مقتل 12 خلال تبادل إطلاق نار مع الشرطة، دون تفاصيل أكثر».

وأوضح البيان أنه «تم القبض على 114 شخصا آخرين من المشتبه بهم ومنهم 21 مطلوبين جنائيًا بشمال ووسط سيناء».

واستنادا إلى البيانات العسكرية السابقة، يرتفع عدد القتلى إلى 194 مسلحا، بخلاف 24 عسكريًا، وعدد الموقوفين إلى 4056 شخصا منذ بدء العملية الشاملة.

ويأتي الهجوم الأخير بعد يوم من نشر تنظيم «الدولة الإسلامية» إحصائيةً لعملياته العسكرية ضد قوات الجيش منذ بدئه العملية العسكرية في 9 فبراير/شباط الماضي، وبحسب «الإنفوغرافيك» الذي نشره التنظيم فإنه تم تفجير 72 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى تنفيذ 35 عملية قنص، في مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش وبئر العبد.

وبحسب البيان، تمت خلال شهرين 19 عملية اشتباك، و3 سيارات مفخخة، وتم إطلاق 3 قذائف وعمل كمينين لقوات الشرطة في سيناء، ونتج عنها بحسب التنظيم مقتل وإصابة 164 من الجيش، وتدمير 70 آلية؛ منها 14 دبابة، و17 جرافة، 9 مجنزات، 8 همر، 7 كوجار، 15 آلية متنوعة.

  كلمات مفتاحية

حالة الطوارئ الجيش المصري سيناء المتحدث العسكري تنظيم الدولة الإسلامية

«الدولة الإسلامية» يعلن مسؤوليته عن هجوم على الجيش بسيناء

الحكومة المصرية تخفف الإجراءات الأمنية في سيناء

البرلمان المصري يوافق على تمديد حالة الطوارئ 6 أشهر في سيناء