سيناريوهات ما بعد «حفتر».. صراع محتمل في الشرق الليبي

الاثنين 16 أبريل 2018 06:04 ص

قال تقرير أمريكي، إن موت الجنرال الليبي المتقاعد «خليفة حفتر»، أو عجزه عن أداء مهامه سيخلق فراغا في السلطة، ويشعل صراعا للسيطرة على المنطقة الشرقية في ليبيا.

ووفق التقرير الذي نشره موقع تابع لمعهد «أمريكان إنتربرايز»، فإن هذا التطور من شأنه تغيير توازن القوى في ليبيا، والتأثير على جهود الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومنع تنظيم «القاعدة» من تأسيس موطئ قدم له هناك.

ومن المتوقع أن يتسبب اختفاء «حفتر» من الساحة السياسية، سواء حاليا أو مستقبلا، في زعزعة استقرار المنطقة الشرقية، وعرقلة العملية السياسية الهشة الساعية لتحقيق توافق وطني، فضلا عما يزيده من مأزق مصر والإمارات الداعميتن لـ«حفتر»، في البحث عن بديل مناسب.

ووضع التقرير، الذي نشرت «القدس العربي» مقتطفات منه، عدة سيناريوهات لما قد يحدث في شرق ليبيا، منها أن تراجع قدرة «حفتر» على الاضطلاع بمهامه سيخلق فجوة في السلطة في المنطقة الشرقية، وقد يؤدي إلى انقسام الجيش الليبي.

وتتردد أنباء تقول إن بعض منافسي «حفتر» في الشرق تحركوا بالفعل ضد عائلته وداعميه، وأنه لا يوجد نائب أو خليفة له لتولي منصبه، وسط إشارات عن بدء تآكل سلطة «حفتر» في المنطقة، مما يجعل من عملية انتقال السلطة إلى بديل آخر أمرا صعبا.

وتوقع التقرير سيناريو آخر يتمثل في «قيام مجموعات مسلحة، انهزمت سابقا أمام الجيش الليبي، بالتحرك مجددا لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها»، مثل الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي، ومواقع عسكرية مهمة في جنوب ليبيا. وقد يستفيد أيضا تنظيم «الدولة الإسلامية» من هذا الصراع والفوضى الناتجة عنه.

سياسيا، اعتبر التقرير أن الفوضى الناتجة من غياب «حفتر» قد تعرقل المفاوضات السياسية الهشة الجارية في الوقت الراهن، وقد تشعل منافسة على السلطة، لكن خروج «حفتر» من المشهد لن يقضي أيضا على الجناح المناهض للإسلاميين، الذي تسبب في تعطيل عملية التوافق السياسي.

وتنبأ المعهد الأمريكي باحتمالات عودة تنظيم «الدولة الإسلامية» وظهور «القاعدة» في شرقي ليبيا، وعودة العناصر «السلفية الجهادية» إلى المدن الليبية شرقا.

وفي السيناريو الأسوأ، اشتعال صراع نشط داخل صفوف الجيش الوطني وبين الجيش الوطني ومعارضيه، مما يعرقل جهود التوافق الوطني ويعود بالبلاد إلى خانة الفوضى.

وكان مصدر داخل المستشفى العسكري في باريس، حيث كان «حفتر» يتلقى العلاج، أكد وفاته بالفعل، لكن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أصدر تعليمات بالتكتم على الأمر مؤقتا.

وقال المصدر، لـ«الخليج الجديد»، إن خطوة «ماكرون» بتأجيل الإعلان عن وفاة «حفتر» جاءت بطلب من أطراف إقليمية عربية، داعمة للرجل؛ حتى يتم ترتيب أمر من يخلفه في قيادة قوات الشرق الليبي.

ووفق مراقبين، فإن الأطراف الداعمة لـ«حفتر»، خاصة مصر والسعودية والإمارات، تخشى أن تقود وفاة الرجل إلى انشقاقات في جبهة الشرق الليبي؛ نظرا لكون الأخير كان يملك كل الخيوط في يده، حيث خلق نفوذه بشكل شخصي عبر توافقات مع قبائل الشرق.

ومن ثم فإن تلك الانشقاقات قد تضعف جبهة الشرق، وتعزز بالمقابل جبهة الغرب الليبي، بقيادة حكومة الوفاق، المدعومة أمميا، حسب المراقبين.

وكانت الدول الثلاث تدعم «حفتر» ماليا وعسكريا في إطار سعيها للقضاء على أي نفوذ لإخوان ليبيا؛ في موقف يصب ضمن توجهها العام المعادي لكل جماعات الإسلام السياسي، وللقوى التي قادت ثورات الربيع العربي في 2011. 

ويتهم «حفتر»(75 عاما) بأن له علاقات قوية ببعض الدوائر السياسية والاستخباراتية الغربية، خاصة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).

وقد انضم لثورة 14 فبراير/شباط 2011، التي أطاحت بنظام العقيد «معمر القذافي»، لكنه تمرد على المؤسسات التي انبثقت عن هذه الثورة عام 2014، وحاول تنفيذ انقلاب عسكري ضد المؤتمر الوطني العام.

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر وفاة حفتر ليبيا مصر الإمارات الدولة الإسلامية

«الدعوة السلفية» بليبيا: «حفتر» مات ولا يجوز كتم الخبر

ثلاثة بدائل للإمارات ومصر في «ليبيا ما بعد حفتر»