بدأت تركيا، محاكمة قس أمريكي من ولاية نورث كارولينا، لاتهامه بالتجسس ومساعدة منظمة «فتح الله كولن»، المتهم الأول في محاولة الانقلاب الفاشلة على القيادة التركية، منتصف 2016
ويواجه القس «أندرو برونسون»، الذي قضى حتى الآن 18 شهرا في السجن، عقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاما على الأقل، إذا أدين، في قضية زادت من التوتر بين أنقرة وواشنطن.
ويرعى «برونسون» كنيسة في مدينة إزمير الغربية، وقد اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ووجهت له اتهامات بدعم أنشطة جماعة رجل الدين التركي الذي يعيش في المنفى الاختياري بأمريكا «كولن»..jpg)
واعتقل القس الإنجيلي مع زوجته «نورين»، التي أطلق سراحها في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وينفي «كولن»، الذي يعيش في ولاية بينسيلفانيا الضلوع في محاولة الانقلاب، ويقول إن حركة «خدمة» التي يرأسها تدعو إلى شكل سلمي من الإسلام.
وسبق أن طالبت تركيا من الولايات المتحدة ترحيل «كولن»، ولكن واشنطن لم تبد حتى الآن أي بادرة على الموافقة.
وحضر الجلسة، التي عقدت الإثنين، في بلدة عليغا، شمالي إزمير، المبعوث الأمريكي الخاص بالشؤون الدينية «سام براونباك».
واتهمت النيابة التركية «برونسون»، بالانخراط في أنشطة نيابة عن جماعة «كولن»، وحزب العمال الكردستاني المحظورين.
وطلبت النيابة العامة التركية، عقوبة السجن مدى الحياة بحق القس الأمريكي.
ويقول محامي «برونسون» إن الأولوية لديه هي «الدفاع عن حق برونسون في الحرية للفوز بإطلاق سراحه».
وتؤكد الاتهامات التي تأتي بعد حوالي سنة ونصف على توقيف «برانسون»، على خطورة القضية.
وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قد اقترح في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي الإفراج عن «برونسون» إذا سلمت واشنطن «كولن»، في صفقة تبادل، لكن الولايات المتحدة رفضت الفكرة، غير أنها ما زالت تسعى إلى إطلاق سراحه.
وتقول السلطات الأمريكية إنها لم تتلق أدلة كافية لبدء إجراءات ترحيل ضد «كولن».
يشار إلى أن السلطات الأمريكية أسقطت في نوفمبر/تشرين الثاني، وفبراير/شباط الماضيين، في هدوء، جميع الاتهامات التي وجهتها إلى 11 حارسا من الحراس الشخصيين لـ«أردوغان»، اتهموا بمهاجمة محتجين خلال زيارة الرئيس التركي لواشنطن العام الماضي.
ومن المنتظر أن يطلق خلال الأسابيع المقبلة سراح شخصين آخرين من أنصار «أردوغان»، كانا قد سجنا في القضية نفسها بعد قبول استئناف الحكم عليهما.
وترفض واشنطن دوما فكرة المساومة بشأن القس «برونسون».
ورغم آمال بتحسن العلاقات التركية الأمريكية مع الإدارة الأمريكة الجديدة برئاسة «دونالد ترامب»، إلا أن تلك العلاقات ساءت على خلفية الدعم الأمريكي لميليشيات كردية في سوريا تتهمها تركيا بالإرهاب، وتوقيف مواطنين تركيين يعملان لدى بعثات دبلوماسية أمريكية في تركيا.
