ظهر الشاعر المصري «جلال البحيري»، أمام نيابة أمن الدولة العليا في مصر، بعد اختفاء قسري استمر لأسابيع، قبل أن تأمر النيابة بحبسه 15 يوما.

و«البحيري» مؤلف كاتب أغنية «بلحة»، إحدى الأغاني الساخرة من الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، اعتقل مطلع مارس/آذار الماضي، بعد نشر المغني المصري «رامي عصام» أغنيته التي قال إنها الأغنية الرسمية لترشح «السيسي» رئيسا.

وحسب الناشطة السياسية «منى سيف الإسلام»، فإن «البحيري ظهر أمام النيابة، وبدت عليه آثار ضرب شديد، ويواجه قضيتين إحداهما أمام نيابة أمن الدولة وأخرى أمام النيابة العسكرية».

وقالت «منى» إنه «بعد إصدار رامي عصام أغنية (بلحة) تم القبض على الشاعر جلال البحيري وإخفاؤه قسرياً أسبوعاً تعرض فيه للضرب المبرح. كما أصدرت نيابة أمن الدولة أمراً بضبط وإحضار رامي عصام».

وكان «عصام» قد أصدر فيديو أغنية «بلحة»، في يوم 26 فبراير/شباط الماضي، وجمعت الأغنية إلى الآن أكثر من 3.7 مليون مشاهدة على «يوتيوب».

وتبع إصدار الأغنية حملة تشويه إعلامية شنها عدد من المذيعين والمذيعات المعروفين بتأييدهم للسلطة، استهدفت «عصام» و«البحيري»، وطالب بعضهم بإسقاط الجنسية منهم.

وألقي القبض على «البحيري» في 3 مارس/آذار الماضي، ولم يتمكن أهله أو محاميه من التواصل معه أو التوصُّل إلى أي معلومات عن مكان احتجازه والاتهامات التي يواجهها إلى أن مثل أمام نيابة أمن الدولة.

وتم التحقيق مع «البحيري» بسبب كلمات أغنية «بلحة»، بالإضافة الى آخر ديوان شعري له نشر مطلع عام 2018، ووجهت له اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وازدراء الدين وإهانة المؤسسة العسكرية.

كما أصدرت نيابة أمن الدولة قراراً بضبط وإحضار «رامي عصام» على خلفية القضية نفسها.

وتقول منظمات حقوقية إن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، تزايدت منذ انقلاب الجيش على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو/ تموز 2013، وما أعقبها من حملة قمع دامية ضد الإسلاميين، طالت لاحقا ناشطين من تيارات مختلفة.

وسبق أن قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن السلطات احتجزت أشخاصا، بينهم أطفال، في أماكن غير معلنة لمدد تصل لعدة أشهر بهدف «إخافة المعارضين وسحق المعارضة».