اشتكى سعوديون من ارتفاع أسعار تذاكر عروض السينما الوحيدة التي جرى افتتاحها في المملكة، مطالبين بخفضها لتناسب ذوي الدخول المحدودة.

وحددت شركة «إي إم سي» الأمريكية، التي حصلت على أول ترخيص لإنشاء دور عرض سينمائية في المملكة بعد عقود من الحظر، سعر تذكرة دخول السينما لمشاهدة الفيلم المعروض حاليًا بـ75 ريالاً (نحو 20 دولارًا).

ويعد سعر تذكرة السينما في المملكة الأعلى مقارنة بسعر التذكرة في دول عربية وأوروبية أخرى.

والأسعار المتداولة مقسمة إلى 50 ريالا للتذكرة و25 ريالاً ضرائب حكومية.

وانتقد سعوديون عبر وسم (#تذكرة_السينما_75_ريال)، الذي تصدر قائمة الترند في «تويتر»، الأسعار المعلنة، مؤكدين أنها لا تناسب كل شرائح المجتمع.

ولكي تشاهد أسرة سعودية من 5 أفراد فيلما سينمائيا عليها أن تدفع 375 ريالا، وهي تكلفة مبالغ فيها من وجهة نظر الكثيرين.

وعبر الوسم المذكور، اشتكت الناشطة السعودية، «مريم العتيبي»، من السعر المحدد لتذكرة السينما، معتبرة أنه «لا يناسب كل شرائح المجتمع بما فيها الطبقة الوسطى الأكبر».

بينما اتهم الكاتب السعودي، «وحيد الغامدي»، الشركة الأمريكية بأنها ترغب في تحقيق الأرباح من الشهر الأول.

وشهدت صالة العرض الوحيدة في مركز الملك عبدالله المالي في مدينة الرياض، الأربعاء الماضي، افتتاحاً رسمياً وعرضاً خاصة لأول فيلم سينمائي في المملكة بعد نحو أربعة عقود من الحظر والانغلاق الثقافي والفني على العالم. وتبدأ صالة العرض اليوم في تقديم العروض السينمائية للجمهور. 

ومن المقرر أن يتم افتتاح 3 شاشات عرض أخرى في مركز الملك عبدالله المالي، في الربع الثالث من 2018، ضمن خطط لافتتاح 40 مجمعا سينمائيا أو أكثر لشركة «AMC» في المملكة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتتوقع هيئة الترفيه السعودية فتح 50 إلى 100 دار للسينما في 25 مدينة بحلول 2030.

وشهدت المملكة، في الآونة الأخيرة، سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية، التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل، ودخولهن ملاعب كرة القدم، والسماح لهن بممارسة مهن كانت حكرا على الرجال.

وتأتي تلك التغييرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ضمن رؤية يقودها ويدفع بها ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» (33 عاما).

وتصدر «بن سلمان» عناوين الأخبار في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد تعهده بعودة المملكة إلى «الإسلام المعتدل»، لكن تلك التغييرات في المجتمع السعودي لا تحظى برضا الجميع؛ حيث لا يزال الأمير الشاب يواجه معارضة واسعة لقراراته من السعوديين المحافظين الذين يعتقدون أن المملكة تميل عن الأسس التي أنشأت عليها.