«مولكينو».. قاعدة انطلاق المرتزقة الروس إلى سوريا

الأربعاء 25 أبريل 2018 02:04 ص

أكد شهود عيان استخدام الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية لقاعدة «مولكينو» جنوب غربي روسيا كموقع تمركز لإرسال «المرتزقة» للقتال في سوريا.

ورغم ادعاء الكرملين الرسمي بأنه لا صلة له بمرتزقة روس يحاربون في سوريا، فإن وكالة «رويترز» قالت إن مراسليها شاهدوا في ثلاث مناسبات في الآونة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق وهم يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في «مولكينو».

وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلا نادرا على مهمة روسية سرية بعيدة عن الضربات الجوية، وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.

وسألت «رويترز» ضابطا من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة الروسية لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية؟ فأجاب: «على حد علمي لا أحد يدخلها، رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء، ربما يمكنكم ذلك، لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟».

ونقلت الوكالة ذاتها عن عدة مصادر، بينها متعاقد روسي، أن أكثر من 2000 مرتزق يحاربون لمساعدة قوات رئيس النظام السوري «بشار الأسد» على استعادة أراض من معارضيها.

وذكرت المصادر أن المرتزقة يسافرون من وإلى سوريا، على متن طائرات شركة «أجنحة الشام» السورية.

وقالت «رويترز» إن مراسليها شاهدوا طائرة مستأجرة تتبع شركة «أجنحة الشام» وهي تهبط في مطار «روستوف أون دون»، قادمة من دمشق، يوم 17 أبريل/نيسان الجاري، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.

وقالت الوكالة نقلا عن مراسليها إن هؤلاء الرجال ركبوا ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي، وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.

وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب، وتوقفت حافلتان قرب مقاهٍ على طول الطريق، بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق، ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كلم جنوبا قبل منتصف الليل.

وفي القرية توقفت كل حافلة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها، وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية، وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علنا أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.

وقالت الوكالة إن مراسلها شاهد الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو، يومي 25 مارس/آذار الماضي و6 أبريل/نيسان الجاري.

ونقلت الوكالة عن عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين، قولهم إن متعاقدين خصوصيين روسا لديهم معسكر تدريب في مولكينو، منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.

ويقول موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.

وفي وقت سابق، قال المدون الروسي «رسلان ليفييف»، مؤسس مجموعة Conflict Intelligence، وهي مجموعة استقصائية مستقلة: «تخبرنا خبراتنا في مشاهدة هذا الصراع بأن مرتزقة جيش فاغنر (الروسي) الخاص هم أول من يذهبون للقتال».

وكانت وكالة «آر بي سي» الإخبارية الروسية قالت إن قوات «فاغنر» قد كلفت روسيا 193 مليون دولار أمريكي خلال النزاع السوري.

و«فاغنر» هو لقب ضابط قوات خاصة روسي سابق يدعى «ديمتري أوتكين»، وهو من يدير هذا الجيش الخاص، ويقال إنه القائد السابق للواء فرقة «بسكوف» للقوات الخاصة الشهيرة.

ومكنت هذه القوات روسيا من الانتشار في جزيرة القرم، وأماكن أخرى من أوكرانيا وسوريا، بينما تنفي تواجد جنودها على الأرض.

  كلمات مفتاحية

الكرملين مرنزقة روس قاعدة مولكينو بشار الأسد

الأكراد يسيطرون على ريف دير الزور ويشكرون روسيا