الأكراد يسيطرون على ريف دير الزور ويشكرون روسيا

الاثنين 4 ديسمبر 2017 06:12 ص

سيطرت «قوات سوريا الديموقراطية» (الأكراد)، أمس، على كامل ريف دير الزور الشرقي، بعد طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من منطقة شرق الفرات، بمساندة قوات «التحالف الدولي» والقوات الروسية.

وكانت «قوات سوريا الديموقراطية»، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، شنت في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، هجوما لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من شرق الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.

وتزامن ذلك مع عملية عسكرية أخرى لا تزال مستمرة تقودها قوات نظام «بشار الأسد» بدعم روسي ضد عناصر التنظيم على الضفة الغربية للنهر.

وأعلنت الوحدات الكردية في بيانها أمس، من قرية الصالحية على الضفة الشرقية للفرات أنها «بالتعاون مع العشائر العربية من أبناء المنطقة، حررت منطقة ريف دير الزور شرق الفرات من الإرهاب بالكامل».

وكان لافتا أن أعلنت الوحدات الكردية، دعم القوات الروسية لها أيضا بالتوازي مع «التحالف الدولي» في عملياتها في شرق الفرات، وفق ما جاء في البيان الذي تلاه الناطق باسمها «نوري محمود» في حضور وفد عسكري روسي على ما نقلت وكالة أنباء «هاور» الكردية.

وتوجهت الوحدات الكردية، في البيان بالشكر إلى «القوى الدولية والتحالف الدولي، وقوات روسيا على تقديم الدعم الجوي واللوجيستي والاستشارة والتنسيق على الأرض».

واتفق «التحالف الدولي» وروسيا على إنشاء خط «فض اشتباك» يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان ضد عناصر «الدولة الإسلامية».

وجاء هذا التقدم الميداني بعد يوم من إعلان وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس»، أن بلاده بصدد إجراء تغييرات استراتيجية فيما يتعلق بالتعاون مع «قوات سوريا الديموقراطية» التي تتشكل في غالبيتها من عناصر كردية.

وأوضح «ماتيس» أنه مع دخول القتال ضد «الدولة الإسلامية» مراحله النهائية، يتوقع أن ينتقل التركيز إلى السيطرة على الأرض وتدريب ودعم قوات شرطة محلية كردية، بدلا من تقديم أسلحة متقدمة إلى «سوريا الديموقراطية».

سيطرة محدودة

أما مدير المرصد «السوري لحقوق الإنسان»، «رامي عبدالرحمن»، شدد بدوره على أن «التنظيم لا يزال يسيطر على قرى وبلدات عدة على الضفة الشرقية للفرات».

وتجرى على الجهة المقابلة منذ أشهر معارك بين التنظيم وقوات النظام المدعومة من روسيا.

وحققت قوات نظام «بشار الأسد»، تقدما كبيرا غرب الفرات باستعادتها السيطرة على أجزاء واسعة بينها كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة، ومدينتي الميادين والبوكمال.

ولم يبق تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» وفق «عبدالرحمن»، سوى «جيب صغير من 3 قرى غرب البوكمال الحدودية مع العراق».

وبحسب مراقبين تحدثوا لصحيفة «الحياة»، فإنه على رغم ثناء «وحدات الحماية» على القبائل العربية وشكرها روسيا، من المبكر الحديث عن تغيير في طبيعة العلاقة التنافسية بين الأكراد من ناحية والقبائل وروسيا والحكومة السورية من ناحية أخرى، إذ تسيطر «وحدات حماية الشعب» حاليا على نحو 25% من الأراضي السورية، وهو أكبر جزء من الأراضي خارج نطاق سيطرة الحكومة.

وقد تنافس الطرفان بضراوة للسيطرة على الرقة ودير الزور، كما أن الأراضي التي سيطر عليها الأكراد في شرق سوريا، فيها أهم حقول نفط وغاز في الشرق السوري وتسعى السلطات السورية لاستعادتها.

تقدم سوري

في موازاة ذلك، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، أن «وحدات الحماية الكردية» سيطرت على كامل الريف الشرقي لدير الزور، مشيرة إلى أن القوات النظامية استعادت 8 قرى وبلدات جديدة على محور الميادين-البوكمال، شرقي المحافظة.

وقال قائد ميداني سوري، إن «الجيش السوري استعاد قرى الجدلة وقصور أم سابا والصفصافة وعجرمة وصالحية البوكمال ووادي الورود ومعن والصبخة وشمر اللايح جنوب غرب البوكمال».

ونشرت صفحة وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، مقطعا مصورا يظهر الكميات الضخمة المصادرة من العتاد والذخيرة.

كما أسفرت غارات للطيران السوري على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق أمس عن مقتل 19 شخصا وجرح عشرات آخرين.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهجمات الأكثر دموية استهدفت بلدة حمورية حيث قتل 13 مدنيا بينهم خمسة أطفال.

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ منتصف مارس/أذار 2011 تسبب في مقتل أكثر من 320 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية بالإضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

  كلمات مفتاحية

سوريا الديمراقطية أكراد روسيا التحالف الدولي الأسد دير الزور الفرات

«سوريا الديمقراطية» تطلق الرصاص على مئات المدنيين شرق الرقة

المرصد السوري: «سوريا الديموقراطية» تستعيد أغلب مدينة الطبقة من «الدولة الإسلامية»

«قالن»: مؤسسات أمريكية حرّفت وعد «ترامب» لـ«أردوغان» حول تسليح «ب ي د»

«مولكينو».. قاعدة انطلاق المرتزقة الروس إلى سوريا