إيران وروسيا ترفضان مقترحا أمريكيا فرنسيا باتفاق نووي جديد

الأربعاء 25 أبريل 2018 06:04 ص

رفضت إيران وروسيا رفضا قاطعا أي اتفاق جديد حول الاتفاق النووي الإيراني، منددتان بإعلان الرئيسين الأمريكي «دونالد ترامب» والفرنسي «إيمانويل ماكرون» عزمهما على «العمل» معا على نص جديد.

وأعربت بعض العواصم الغربية مثل لندن وبرلين عن تشكيكها في التوصل إلى نص جديد، مجددة تمسكها بالاتفاق الموقع في يوليو/تموز 2015.

وقال «ماكرون» بعد محادثاته مع «ترامب» في واشنطن، الثلاثاء: «نأمل اعتبارا من الآن العمل على اتفاق جديد مع إيران» متناولا احتمال أن يقوم «ترامب» بتنفيذ وعده الانتخابي بـ«تمزيق» الاتفاق الهادف إلى منع إيران من امتلاك القنبلة الذرية.

ورد الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، الأربعاء، في خطاب ألقاه في تبريز (شمال إيران): «يقول (ترامب) إلى جانب رئيس دولة أوروبية: نريد أن نقرر بشأن اتفاق تم التوصل إليه بين سبعة أطراف، للقيام بماذا؟ وبأي حق؟».

وأضاف أنه «مع هذا الاتفاق أسقطنا الاتهامات وأثبتنا أن الولايات المتحدة و(إسرائيل) تكذبان بخصوص إيران منذ عقود».

وفي انتقاد ضمني لـ«ترامب»، قال «روحاني»: «ليس لديك أي حنكة في السياسة ولا في مجال القانون او الاتفاقات الدولية؛ كيف يمكن لرجل أعمال أو تاجر أو مَنْ يبني الأبراج أن يصدر حكما في القضايا الدولية؟».

 لا بديل

وأوضح الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، أن اتفاقا جديدا يجب أن يتضمن ثلاثة عناصر إضافية هي برنامج طهران الصاروخي الباليستي، والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وما سيحدث بعد عام 2025 المحدد في الاتفاق الحالي والذي ستتمكن بعده إيران من استئناف جزء من برنامجها النووي بشكل تدريجي.

وقدم «ماكرون» إلى الولايات المتحدة بالأساس لإقناع نظيره الأمريكي، لكن يبدو الآن أنه غير هو نفسه موقفه بعدما أعلن، الأحد، لشبكة «فوكس نيوز» أنه «ليس هناك خطة بديلة» عن الاتفاق النووي، في موقف حظي بدعم من الصين وروسيا.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» إنه «لا بديل» عن الاتفاق النووي.

كذلك شككت بروكسل وبرلين في إمكانية التفاوض في نص جديد.

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني»، الأربعاء، أن الاتفاق النووي الموقع مع إيران «يعمل جيدا ويجب الحفاظ عليه»، مؤكدة خلال مؤتمر صحفي أنه «من غير الوارد» إعادة التفاوض بشأنه.

كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية «راينر براول» أن «اتفاقا نوويا جديدا غير مطروح؛ نريد الحفاظ» على الاتفاق الحالي.

وشدد على أن برلين تشاطر «المخاوف» التي تم التعبير عنها حيال مواضيع مثل برنامج إيران الباليستي، معتبرا أن «ماكرون» «تكلم ردا على هذه الأسئلة عن حاجة إلى اتفاقات إضافية».

اتفاق «يعمل بشكل جيد»

وفي لندن، أكد المتحدث باسم رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» تمسك بريطانيا بالاتفاق الذي كان «ثمرة 13 عاما من الجهود الدبلوماسية الحثيثة»، مؤكدا «أنه يعمل بشكل جيد وإيران خفضت مخزونها من اليورانيوم المخصب بـ 95%».

وأكدت لندن أنها «تعمل مع حلفائها» للرد على «بعض التحديات التي تطرحها إيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك حول مواضيع اقترح الرئيس ماكرون بشأنها اتفاقا جديدا».

وجاءت ردود الفعل أيضا من خارج عالم السياسة، حيث أعرب المخرج الأمريكي «أوليفر ستون» أثناء زيارته لطهران عن «صدمته» لرؤية «ماكرون» يدعو إلى جانب الرئيس الأمريكي لمراجعة الاتفاق النووي الإيراني.

وينص الاتفاق النووي على رفع تدريجي ومشروط للعقوبات الدولية عن إيران مقابل ضمانات بأنها لا تقوم بتطوير سلاح ذري.

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2017 وطوال فترة حملته الانتخابية، لم يتوقف «ترامب» عن انتقاد الاتفاق الذي أبرمه سلفه «باراك أوباما» في إطار مجموعة الدول الست في ختام مفاوضات صعبة في فيينا، معتبرا أنه «أسوأ اتفاق» وقعته بلاده.

وحاول حلفاء «ترامب» من الأوروبيين مرارا إقناعه بعدم الانسحاب من الاتفاق الذي يهدف إلى ضمان الطابع السلمي والمدني للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران.

وحدد «ترامب» تاريخ 12 مايو/أيار موعدا نهائيا لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق، بعد أن دعا الدول الأوروبية إلى العمل على تشديد القيود الواردة فيه.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تقوم بزيارات ميدانية للتثبت من تطبيق الاتفاق، مرارا احترام إيران «تعهداتها» وعدم وجود أي ثغرة في تنفيذ النص تقنيا.

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي روسيا خرق الولايات المتحدة ترامب فرنسا ماكرون

ألمانيا: لا مجال لإعادة مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران