«قوة عربية» بسوريا.. شرارة أمريكية قد تشعل حربا ضد إيران

الخميس 3 مايو 2018 08:05 ص

حذر خبراء، من أن تواجد قوة عربية بديلة، في سوريا، سيكون شرارة لإثارة حرب عربية إيرانية، فضلا عن توظيف تلك القوات لحماية أمن (إسرائيل) وتقليص دور طهران في المنطقة.

وتضم قائمة الدول المرشحة للإسهام بتشكيل «القوة العربية البديلة»، كلا من السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والأردن، ومصر.

وقال رئيس قسم علم السياسة والعلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون التركية (خاصة)، «طلحة كوسا»، إن واشنطن ترغب في تشكيل قوة تنوب عنها لملأ لسد الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية بعد انسحابها من سوريا.

يشار إلى أن الفراغ الحادث نتيجة انهيار الحكومات المركزية في كل من العراق، وسوريا، واليمن، ملأته إيران وتنظيما «الدولة الإسلامية»، و«القاعدة».

وتثير «القوة العربية البديلة» في سوريا، العديد من المشكلات الكبيرة، خاصة في ظل عدم وجود فكرة قوة عربية شاملة كما كان في ستينات القرن الماضي، ومن غير الممكن الآن إحياء القومية العربية بالقدر الذي كان عليه في تلك المراحل، على حد قوله.

واستبعد «كوسا»، أن تكون الخطة الأمريكية، لتقزيم الدور التركي في المنطقة، مؤكدا أن هدفها الرئيسي هي إيران، وفي حال نجاحها بتقليص دور طهران، قد تكون أنقرة مستهدفة حينها.

ويتوجب على أنقرة التنسيق مع جميع الدول التي تنوي المشاركة في القوة العربية البديلة، كي تتمكن من تبني دور بناء، مبررا ذلك بعدم وجود قدرات عسكرية كبيرة وكافية لتلك الدول لتحقيق هذه السيناريوهات، فضلا عن كونها مشتتة، بحسب الأكاديمي التركي.

حرب بالوكالة

ويطرح الأكاديمي «مصطفى جنيد أوزشاهين»، مخاوف أخرى بشأن أنه في حال تشكيل قوة كهذه على أرض الواقع، ستُضاف حرب أخرى من حروب الوكالة التي تشهدها المنطقة حاليا.

ويرى «أوزشاهين» في تصريحات لـ«الأناضول»، أن واشنطن تعمل على تقليص دور إيران في المنطقة لحماية أمن (إسرائيل)، وذلك تحت مبرر مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتابع قائلا: تنظيم «ب ي د/ي ب ك» يعمل كوكيل للولايات المتحدة، وتتواجد قوات «الحشد الشعبي» في المنطقة باسم إيران فيما تدعم روسيا النظام السوري، وبالتالي فإنه عند التفكير في هذه الفرضيات مجتمعة، يتضح لنا أنه في حال تشكيل قوة عربية من هذا القبيل، قد تثير الحرب العربية الإيرانية.

وتعتزم واشنطن تشكيل «القوة العربية البديلة» لكي تعمل إلى جانب ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية» الحليفة لواشنطن لملء الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية بعد انسحابها من شرق وشمال شرقي سوريا.

ويخشى المخططون الأمريكيون من احتمالات حدوث فراغ أمني في سوريا، يمهد لعودة «الدولة الإسلامية» بعد هزيمته عسكريا، أو استثمار إيران والقوات الحليفة لهزيمة التنظيم بغية تحقيق مكاسب وفرض وقائع جديدة تعزز النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة.

وهناك مخاوف من أن تكون «القوة العربية البديلة»، مخلب قط لواشنطن، مدعوما برغبة مصرية إماراتية في تحجيم النفوذ التركي هناك، وربما الاصطدام بأنقرة عسكريا، في ظل إشارات أمريكية تفيد بتململ من مكاسب تركيا جراء عملية «غصن الزيتون»، التي مكنتها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

وقبل أسابيع، أفصح الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مجددا عن رغبته في سحب القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا، ومطالبته لدول الخليج بدفع ثمن جهود مكافحة الإرهاب هناك، بعد إنفاق واشنطن 7 تريليونات دولار بالشرق الأوسط في 18 عاما.

وأمام إصرار «ترامب» على الانسحاب من سوريا، بات أمام الدول العربية أقل من 6 أشهر، لتشكيل القوة البديلة، سواء من جيوشها النظامية أو مرتزقة «بلاك ووتر»، حيث يصر «ترامب» على سحب قوات بلاده قبل الانتخابات الفرعية للكونغرس المزمعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

  كلمات مفتاحية

قوة عربية بديلة سوريا الولايات المتحدة دونالد ترامب إيران تركيا

صحف مصر تحتفي بإعارة المعلمين للسعودية وتتوقع إرسال قوات لسوريا