«واشنطن بوست»: السعوديات يقدن الدراجات النارية وسط «إصلاح سلطوي»

السبت 5 مايو 2018 09:05 ص

كشفت السلطات السعودية أنه سيسمح للنساء بقيادة الدراجات النارية والشاحنات الصغيرة وسيارات النقل بالإضافة إلى السيارات.

ويعتبر قرار رفع الحظر عن قيادة السيارات، الذي أعلن عنه قبل 7 أشهر، أحد أبرز الخطوات التي قام بها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، في الوقت الذي يمضي فيه قدما في عملية تحديث المملكة، بحسب صحيفة «The washington Post» الأمريكية.

وفي موضوع نشرته الصحيفة الأمريكية، في أعقاب بدء ترتيبات تدريب النساء في المملكة على قيادة المركبات المختلفة المصرح لها بها، سلطت الضوء على السيدات اللاتي يتدربن على قيادة الدراجات النارية، وهو المشهد الذي تراه المملكة لأول مرة بعد السماح بقيادة المرأة.

مشاعر بـ«الحرية»

وأوضحت «واشنطن بوست» أنه «مع حلول الليل في حلبة رياضة السيارات المهجورة على مشارف العاصمة السعودية، تقود حنان عبدالرحمن بين المخاريط المرورية على دراجة نارية سوداء».

ويعد ذلك خطوة تاريخية، كما تقول الناشطات السعوديات، لكنهن يشرن إلى أن السعودية لا تزال واحدة من أكثر الدول تقييدا للنساء في العالم، إذ أنه لا يمكن للمرأة الزواج أو السفر دون إذن من قريب ذكر، بموجب نظام يعرف باسم «الوصاية» و«ولاية الأمر».

وتشير الصحيفة إلى أن «حنان»، البالغة من عمرها 31 عاما، التي ترتدي سترة صفراء، ليس لديها سوى كلمة واحدة لما تشعر به: وهي «الحرية».

 

ويعتبر المشهد جديدا بالنسبة للمملكة العربية السعودية المحافظة، حيث سيسمح للنساء في يونيو/حزيران المقبل، بقيادة السيارات بشكل نافذ بعد الانتهاء من كافة الترتيبات اللازمة لإنفاذ القرار.

وتقول «حنان» عن تجربة قيادة الدراجات النارية: «يظن أصدقائي أنني مجنونة».

قبضة أمنية متواصلة

وتقول أستاذة تاريخ المرأة في مدينة الرياض، «هتون الفاسي»، التي نظمت حملة من أجل الحق في القيادة، إن احتفالاتها برفع الحظر تلاشت.

وقالت: «بعد ساعات قليلة من هذا الحدث البهيج، تلقيت مكالمة تطلب مني عدم الظهور في أية مقابلات أو قول أي شيء على وسائل التواصل الاجتماعي».

وأضافت أن نساء أخريات تلقين اتصالات مماثلة مما وصفتهم بأنهم مسؤولون في الأمن.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن «طريق النضال أمام النساء السعوديات» لطالما كان طويلا. فحتى عام 1990، لم يكن من غير القانوني من الناحية الفنية بالنسبة للسيدات قيادة السيارات في السعودية، ولكن كان هناك قانون غير مكتوب بأنه لا ينبغي لهن القيام بذلك.

وفي عام 2011، عندما كانت المنطقة في خضم الربيع العربي، بدأت حملة «Women2Drive» في الظهور مع نشر النساء صورا لهن على وسائل التواصل الاجتماعي ولقطات فيديو لقيادة السيارات.

واستؤنفت هذه الجهود عام 2013، وفي العام التالي، تم احتجاز الناشطة السعودية «لجين الهذلول»‎ لأكثر من شهرين بعد محاولتها قيادة السيارة.

إصلاح «من أعلى إلى أسفل»

وتتابع «واشنطن بوست»: «أشارت القيادة السعودية منذ فترة طويلة إلى أنها لا تستطيع إجراء إصلاحات بسبب تأثير الشخصيات الدينية المحافظة، حيث يقف رجال الدين، الذين حذر بعضهم من أن القيادة قد تقود النساء إلى ارتكاب أفعال خاطئة أو حتى يمكن أن تضر بخصوبتهن، الآن صامتين»، وجرى إيقاف أحد رجال الدين الذين انتقدوا رفع الحظر فورا من الوعظ بعد قوله إن النساء يجب ألا يقدن السيارة لأنهن «يمتلكن نصف عقل فقط، وربع بعد التسوق».

من ناحيتهم أيضا، يشتكي الناشطون من أن إصلاحات الأمير (ولي العهد السعودي) قد تقترب من التقييد على المثقفين والناشطين.

وحول ذلك، قالت زميلة في معهد رادكليف بجامعة هارفارد، وناشطة في مجال حقوق المرأة في السعودية «هالة الدوسري»، للصحيفة: «إنهم يعاقبون أولئك الذين دعوا إلى هذا حتى لا يكون هناك مجتمع مزدهر يضغط من أجل التغيير».

وتساءلت عن سبب بقاء الناشطين، الذين يبدو أن أهدافهم تتلاقى مع أهداف قيادة البلد، في السجن».

وقالت إن السعودية مهتمة فقط بإصلاح «من أعلى إلى أسفل».

  كلمات مفتاحية

السعودية المرأة السعودية قيادة المرأة قيادة السيارة دراجات نارية قيادة تدريب تمكين المرأة

سعوديات يقدن الدراجات النارية في الخبر (فيديو)